هل سمعتم عن سلاح يوم القيامة الإسرائيلي؟ هل استخدمت إسرائيل هذا السلاح؟ نبحر في مقالة اليوم بحثاً عن الإجابة.. نعود بالزمن خمسين عاماً للوراء عندما اغتصب الكيان الصهيوني كامل سيناء ناهيك عن هضبة الجولان وأرض فلسطين والتي ما زالت ترزح تحت الاحتلال ليومنا هذا. وقتها اجتمع القادة العرب في الخرطوم عام 1967م فيما عرف بعدها بقمة اللاءات الثلاثة ليعلنوا وبكل قوة أنه: لا سلام مع إسرائيل، لا اعتراف بإسرائيل، ولا مفاوضات مع إسرائيل! وحضرت جميع الدول العربية ما عدا سورية.. ومولت المملكة العربية السعودية وبقيادة الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله الجهد الحربي للدول العربية ولمصر خصوصاً لتأتي ساعة الصفر في حرب العاشر من رمضان وتحديداً في السادس من أكتوبر لعام 1973م حين استطاعت القوات المصرية عبور خط بارليف العسكري المنيع وإلحاق خسائر جسيمة في الجيش الصهيوني.. وقتها تحدث (موشي ديان) وزير دفاع الكيان الصهيوني إلى (غولدا مائير) رئيسة الوزراء قائلاً: "إن اسرائيل خسرت الحرب ولم نعد نخشى الهزيمة الآن، بل نخشى الإبادة وتدمير الهيكل الثالث!". بناء عليه أصدرت رئيسة الوزراء أوامرها بتجهيز أسلحة يوم القيامة الإسرائيلية.. وبدأ تجميع تلك الأسلحة لتزويد القوات الجوية الإسرائيلية بها تمهيداً لاستخدامها.. في الواقع لم يكن مسمى أسلحة القيامة إلا الاسم الرمزي للقنبلة النووية الإسرائيلية.. ولكن ما الذي أوقف استخدام هذا السلاح؟ كان جسر الإمدادات الجوي العسكري الأميركي المباشر إلى إسرائيل بأوامر عليا من الرئيس (نيكسون) عاملاً حاسماً في تغيير موازين كفة الصراع لصالح الصهاينة في الجبهتين المصرية والسورية ما لم تعد معه حاجة حقيقية لدى الصهاينة لاستخدام قنابلهم النووية. الجدير بالذكر أن حجم الإمدادات التي وصلت إلى تل أبيب كانت 59 طائرة حربية وأكثر من 22 طنا معدات قتالية تم نقلها على ما يزيد على خمسمئة وستين رحلة على طائرات النقل الأميركية.. ما الدروس المستفادة؟ أولا- أخطر سلاح يهددنا كأمة هو التفرق والتشرذم والعكس صحيح. ولنا في ملوك الطوائف والذين ضيعوا الحكم الإسلامي في الأندلس بسبب خلافاتهم عبرة. وبالمقابل فحرب العاشر من رمضان وعاصفة الحزم دروس واضحة حول ما نستطيع فعله إذا ما اتحدت جهودنا وقواتنا، ومناورات رعد الشمال بقيادة المملكة هي من إعداد القوة الذي نرهب به عدو الله وعدونا. ثانيا- لا يجب التهاون بالقوة الاقتصادية فوجود قوة المملكة العربية السعودية عندما وقفت مع مصر وبقية الدول العربية وقتها ومولت الجهود الحربية كان أساسيا. وجاء بعدها قرار إيقاف تصدير النفط إلى الدول المؤيدة للكيان الصهيوني. وأكاد أجزم بأن هذا الموقف السعودي والخليجي القوي كان أحد أهم العوامل التي أجبرت الإدارة الأميركية على استخدام نفوذها وقوتها لمنع القيادة الإسرائيلية من استخدام الأسلحة النووية والتمادي في الحرب. ثالثا- أي مشروع عربي - إسلامي لتطوير وبناء القدرات العسكرية عموماً سيواجه بمعارضة عنيفة شرسة ونتذكر مقولة (كونداليزا رايس): "المشكلة أنه ستكون هنالك دوماً ضبابية حول سرعة تَمكّن صدام حسين من امتلاك السلاح النووي.. ولكننا لا نريد لتلك البنادق أن تصبح يوماً ما أسلحة نووية!". رابعا- بما أنه لا يفل الحديد إلا الحديد فلن يقف في وجه أسلحة يوم القيامة الإسرائيلية، ويوم القيامة الإيرانية، إن وجدت، إلا سلاح نووي سعودي! وعلمتنا الأحداث أنه ما حك جلدك مثل ظفرك.. ويجب التأكيد أن السلاح النووي هو سلاح ردع من شأنه أن يعزز فرص تحقيق السلام العادل والشامل. ونختم بكلمات (مارغريت ثاتشر) رئيسة الوزراء البريطانية السابقة: "إن عالماً بدون أسلحة نووية سيكون أقل استقراراً وأكثر خطورة لنا جميعا". [email protected]