ما أنتِ .. ما أنا .. ما نحنُ إذْ فاضَ من جسدينا كلامٌ بلا لُغَةٍ وسَحَابٌ بلا مطَرٍ وجِهاتٌ بلا ساحلٍ وفضاءٌ بلا قمرٍ وبيوتٌ بلا وطنٍ ورحيلٌ بلا أثَرٍ وطريقٌ طويلٌ بلا مُفتَرَقْ ( إياد حكمي ) .................................. يظلُّ السؤالُ يلاحقنا : ما أنتِ .. ما أنا ؟ كلُّ شيءٍ لنا فيه ظلّ ، وليس لنا في التفاصيل رأي .. القصيدةُ ثوبٌ نزيّنه بجميل العِبَر، وأرواحنا فراشاتُ عشقٍ، تثير زوابعَ حبر في حقل القصائد، وأجسادنا ينابيع حرفٍ تعطَّر من رائعات المعاني.. «كلامٌ بلا لغةٍ « ؟ بل كلامٌ بكل لغات الوجود، بكل لغات البشر، بكل لغات الجماد، بكل لغات الشجر، بكل لغات الطيور، بكل لغات السحاب، بكل لغات النّدى.. وسحابٌ تراه العيون بلا مطر؛ يمرّ على الأرض فيزهر من ظلّه ألفُ لونٍ ولون..! سحابٌ يشكّل من نبضنا ينابيع حبٍّ، ويروي القفار. ويفيض من جسدينا بهاءٌ فيضيء سماواتٍ أثقلها غيابُ القمر، ويرسمُ من شاهقات الفراغ بيوتًا، ويمنح أرواحنا وطنًا.. وحتى الرحيل الذي يزيد المواجع يصير بلا أثر.. وتطول الطريقُ.. ولا نفترق !