على الرغم من أنَّ كثيرًا من الهلاليين أظهروا قلقهم وتخوفهم من قرار إدارة الهلال بالمشاركة في البطولة العربية بالفريق الأولمبي، إلا أن صغار الهلال عمرًا كانوا عند حسن ظن الإدارة بهم، وأثبتوا أنَّ الحجم في كرة القدم لا يقاس بالزمن، بقدر ما يقاس بالموهبة والثقافة والعطاء، واستطاعوا أن يحرجوا فرق مجموعتهم التي جاءت متسلحةً بخبرة نجومها وأجانبها، بدايةً بالمريخ السوداني أحد أعرق الفرق السودانية، والذي نجا من هزيمة محققة ومستحقة من شباب الهلال، ومرورًا بنفط الوسط العراقي الذي وجد كباره وأجانبه حرجًا بالغًا أمام لاعبين بعضهم مازال قادرًا على المشاركة في فئة الشباب، وانتهاءً بالترجي التونسي الذي دخل مواجهته أمام الهلال بشباك نظيفة لم يستطع النفطيون والمريخاب هزَّها، قبل أن يهزها شباب الهلال مرتين، وكانوا أقرب للفوز أو التعادل على أقل تقدير مع الفريق الأفريقي العريق لولا أنَّ حارس الفريق مروان الحيدري كان هو الحلقة الأضعف في الفريق الذي انتزع آهات الإعجاب ونظرات الاحترام من كل متابعي البطولة العربية! شعرت بغبطةٍ كبيرة، واستحوذت علي مشاعر الفخر بهذا الفريق الشاب وهذا الكيان وأنا أسمع الإشادات وكلمات الحق والإنصاف تنهال عليه من خبراء التحليل الرياضي العربي المتواجدين في عددٍ من القنوات العربية الناقلة للبطولة، كالمحلل المصري الشهير خالد بيومي والنجم التونسي زبير بيه، ومواطنه الخبير الكروي رضا بوراوي، وغيرهم من المحللين والمتابعين، إضافة إلى شهادات المعلقين العرب الذين تناوبوا على التغزل بما يقدمه صغار الهلال أمام كبار الخصوم، بل إن الشهادات جاءت حتى من مدربي الخصوم، والحق ما شهد به خصومك؛ كشهادة الفرنسي دييغو غارزيتو مدرب المريخ السوداني الذي أكد بعد مباراة الفريقين أن ما قدمه شباب الهلال لا يوحي بأن هذا الفريق أولمبي! ما قدمه صغار الهلال عمرًا لم يشكل إحراجًا لكبار الأندية المشاركة في البطولة العربية فحسب، بل شكل إحراجًا لكبار الهلال ونجومه العائدين للتو من معسكر الفريق الخارجي في النمسا، ووجه رسالة تحذير لجميع لاعبي الهلال فحواها أن ضمان الخانة في الهلال أصبح مهمةً صعبةً تحتاج لمضاعفة الجهد والعطاء، ولفت نظر لكل لاعبٍ هلالي قد يظن لوهلة بأنَّه أصبح يملك صكًا أبديًا للخانة الأساسية أو حتى على الدكة؛ وبطاقة صفراء لكل من قد تسوِّل له نفسه التخاذل والتكاسل، خاصةً إذا ما نجحت إدارة الهلال بالتعاون مع دياز ومساعديه في استثمار هذا التألق والنجاح، من خلال التصعيد السريع والسلس لكل نجم شاب يستحق أن يُمْنَح ثقة أكبر، وأن يأخذ مكانه في صفوف الفريق الأول!