الدرس الأول, قالت الشابة الصغيرة (المراهقة) لأمها لماذا ماما الحب عيب, أنتم لا تغضبون منا عندما نتكلم عمن نكرههم حتى وإن كانت أسبابنا تافهة بل وتافهة جدا ولكن أنتم الكبار تغضبون وتتغير ملامحكم عندما نتكلم عن الحب..., هل تخشون الحب وتخافون منه...؟؟ ساد الصمت للحظات بين الأم وابنتها وأرسلت لها نظرة خاصة بين الحنان والسلطة, ومن قال لك يا حبيبتي إن الحب عيب, بل هو نعمة من الله.., أن تحبي والدك وإخوتك وخالاتك وعماتك وصديقاتك.. ومعلمتك وقبل هؤلاء تحبين الله. قاطعتها الفتاة بحماس ولكن أنت أمس قلت لي إن الحب عيب عندما قلت يا حبي لعبودي ولد عمي لأنه أخذ أخته معه للمسرحية...؟؟ وأكملت الفتاة وامتدحتني عندما ذكرت أن أخاه عادل شرير وقاس لأنه رفض أخذها معه لنفس المسرحية بل وابتسمت وأكدت أن هذا هو الرجال, يغار على محارمه...؟؟ الفتاة وهي تسير لغرفتها أمي عندما قلت يا حبي له قصدت أحببت فعله وليس شخصه..., وأكملت خطواتها. الدرس الثاني, بحماس قالت الفتاة لأمها يا حبي لخالد أول ما عرف أن نفسي في قهوة الموكا راح بنفسه وجابها لي أحلى موكا شربتها في حياتي..., الأم وبسرعة تسبق البرق عيب تقولين أحبه الآن مازال مجرد خطيبك, أجل اذا تزوجت وش راح تقولين عنه عندنا..., وبعدين احترمي وجودي ووجود والدك وأخيك الكبير..., الفتاة باندهاش، غريبة يا أمي تزعلين لا تنسي أنه خطيبي وبموافقتكم يعني رسمي ومعلن بل يعتبر من الناحية الشرعية زوجي لأنه تم عقد القران..., ثم ما العيب يا أمي في كلمة أحبك إنها أجمل كلمة في الحياة..., أنا أحبك وأحب أبي وأخي وأموت في خالد.., الأم انتبهي لا تكثري من كلام الحب الآن بعدين الرجال يشوف نفسه عليك, الفتاة بخبث تنظر لوالدها أجل إذا خالد قال لي أحبك وش أقول له...؟؟ الدرس الثالث سارة وعبدالله توأمان يبلغان أربع سنوات شاءت الأقدار أن يقعا في حضن خادمة وفي ذات الوقت مربية لهما سيدة متوسطة العمر حنونة تعشق الأطفال حد الهيام, تصر الصغيرة على تقبيلها كلما اقتربت منها والصغير يقوم بذلك بنفس الشغف والبراءة, الخادمة مسؤولة عن إطعامهم ونظافتهم وأيضا مسؤولة عن لبسهم ونومهم بل والخروج معهم لمدينة الألعاب وفي حال تحسن الجو وبدء نسائم البرودة بإنعاش الأجواء تأخذهم للحديقة المجاورة لا تنام سارة إلا في حضنها..., عبدالله يبكي لا يريد أن ينام في حضن أمه يغار من سارة التي حظيت بالنوم مع الخادمة ..., تصرخ الأم في الاثنين وتأخذهما للغرفة وتؤكد لهما أنها سوف تسفر الخادمة إن لم يناما دون بكاء..., نظر عبدالله لأمه ماما أنا أحبها وزادت سارة ببراءة ماما نحبها لا تخلينها تسافر... بموت ..., الأم سارة حرام عليك تقولين بموت من أجل خدامة, الأبناء الصالحون لا يحبون إلا آباءهم وأمهاتهم..., يستمر الصغيران في حالة حزن وبكاء يكتمان الألم وشهقاتهما تحت أضلعهما... ماما نحبها ماما لا تسفرينها, الأم تهاتف أباهما لازم تستخرج تأشيرة جديدة قررت أغير الخادمة العيال تعلقوا فيها والله بديت أشك إنها ساحرتهم...؟؟ الأب على الجانب الآخر لا ساحرتهم ولا شيء بس طبيعي يحبونها من ولادتهم وهم في رعايتها...., رأيي تتعوذين من إبليس وتطلعين من الغرفة وتنادينها تنام معهم لأن العلم أثبت أن نوم الطفل وهو يبكي مضر لصحته النفسية...؟؟ الأم تذهب لصغارها تجلس بين طرفي السريرين وتذكرهم أن حبهم للخادمة خطأ وعيب يقبلونها خاصة أمام الناس فهي مجرد خادمة تساعدهم هي ليست أمهم .., تستأذنها الصغيرة أن تذهب للسلام عليها قبل أن تسافر....؟؟ أيها الحب لست عيبا ولست حراما ولكن بعضنا لا يعرف أنه نهر يتدفق حول الإنسان حيث يكون النبض ,الحب قيمة وليس تعابير جسد, الحب حياة حيث تكون الحياة, الزهرة يطول عمرها والإنسان تشرق له شمس أخرى في وجدانه..., لا تجعلوه عيبا أينما أمطرت سماؤه.