في إحدى المدن الساحلية في فيتنام وُجِدَ حوتٌ صغير دفعته مياه البحر نحو الشاطئ وكان في رمقه الأخير يحاول الرجوع للبحر الذي هو نبضه وحياته ولكن دون جدوى، لا يفصله عن نبضه إلا سنتيمترات. تَجَمَّعَ الناس حوله ليجدوا وسيلة لإرجاعه، وبينما هم يجهزون العدة كان هناك أطفال دفعتهم غريزتهم الإنسانية للمساعدة، فكانوا يعبئون أيديهم الصغيرة بالماء وينثرون الماء عليه ظنًا منهم أنهم أسعفوه، انتهت التجهيزات ونجح أهل المدينة في مساعدته. قد لا يعني إنقاذ هذا الحوت للعالم شيئًا، ولا يكترث أحد هل سيعيش أم سيموت؟ أو ما فائدة إسعاف حوت رمته أمواج البحر؟ فهو لن يغيير شيئاً، لكن عملية الإنقاذ هذه تعني الكثير والكثير لهذا الحوت؛ إنها تعني العمر كله والنجاة كلها.. بقرار بسيط من أهل المدينة وعزمهم وهمتهم غيروا مجرى حياة كاملة لهذا الصغير. نستنتج من هذه القصة أنه لو أردنا إصلاح أو تغيير مجتمع ما فسنجد في البداية أسئلة وعراقيل، وماذا سينفع عملي وقراري؟ لن يحرك ساكناً، أنا فردٌ واحد فقط في مجموعة كبيرة؛ بل إن الطريق للتغيير أمر صعب وطويل وشاق وقد يكون مستحيلاً، ولكن لا بد من أن يكون لدينا همة للبداية، وثقة بأن هذه البداية ستعني الكثير للمجتمع، وأنها ممكن أن تكون بذرة تنمو وتكبر وتثمر وتجني منها أشهى الثمار لك وللأجيال من بعدك.