يعتقد معظمنا أن الطاقة المغناطيسية لا تنطلق سوى من الحديد والمجالات الكهربائية؛ ولكن هذا ليس صحيحاً بالكامل كون الكوبالت والنيكل تتأثر أيضاً بظاهرة المغنطة - في حين تتفاوت مستويات تأثر المعادن الأخرى بها.. وهذا يعني أن أجسادنا ذاتها قابلة لاستقبال وتصدير الطاقة المغناطيسية والتأثر بوجودها.. فأعضاؤنا وأنسجتنا "ودورتنا الدموية" تتضمن عناصر معدنية كثيرة يملك بعضها علاقة قوية بظاهرة المغنطة كالحديد والنيكل والكوبالت.. كما تسري في أعصابنا وخلايانا الدماغية تيارات كهربائية تصنع مجالات مغناطيسية تتأثر بدورها بالمجالات المحيطة بها - ناهيك عن الماء وكريات الدم الحمراء.. .. كل هذا يجعلني أرجح تأثير الأجهزة الكهربائية -المحيطة بنا- على أعصابنا وأمزجتنا وخلايانا الدماغية "كونها تطلق بدروها مجالات كهرومغناطيسية يمكن ملاحظتها حال رن الجوال قرب الكمبيوتر، أو عملت المكنسة الكهربائية قرب التلفزيون".. في أكثر من مناسبة. ومقابل تأثيرها السلبي المحتمل هناك نوع من العلاج المثير للجدل يستعمل المغانط لشفاء الكسور وتفعيل المناعة وتنشيط الدورة الدموية.. تعود جذوره إلى القرن الثامن عشر حين اعتقد الطبيب الفرنسي مسمر أن قدرته على تنويم مرضاه مردها خروج طاقة مغناطيسية من يديه تؤثر على أدمغتهم "وهذا سر تسميته بالتنويم المغناطيسي".. ورغم خطأ هذا الاعتقاد اكتشف الأطباء لاحقاً أن دم الإنسان يحتوي على نسب معينة من الحديد "الذي يوصف حتى اليوم لمكافحة فقر الدم" فاقترح البعض استعماله لتنشيط الدورة الدموية.. وهذه الأيام توصف قطع مغناطيس طبية لعلاج طائفة كبيرة من المشاكل الصحية "خصوصاً بين الرياضيين" مثل تخفيف حدة الرضوض وتفعيل الدورة الدموية والتسريع بشفاء الإصابات والكسور.. وتأتي قطع المغناطيس -المستعملة لهذا الغرض- بأشكال وأحجام مختلفة تتناسب مع طبيعة المرض ومكان الإصابة.. فهناك مثلاً أحزمة للظهر تضم أشكالاً ممغنطة لعلاج الفقرات والأربطة، ولصقات تتضمن برادة حديد توضع فوق القلب أو الكبد أو عضلة الساق.. كما توجد خواتم وقلائد وأساور مغناطيسية يفترض تنشيطها للدورة الدموية وتقويتها للجهاز المناعي!! .. وبالطبع لا يعترف معظم الأطباء بفائدة هذا النوع من العلاج ولا بقدرة المغناطيس على التأثير على جسم الانسان.. وهم يعيدون النتائج الجيدة التي يدعيها البعض إلى تأثير الوهم الإيجابي الذي يشكل نسبة كبيرة من أي ممارسة علاجية.. .. المؤكد بالنسبة لي أننا نعيش هذه الأيام بين كم كبير من الأجهزة التي تبث وتستقبل موجات كهرومغناطيسية تخترق أجسادنا صباح مساء!!