تأتي أهمية الرياضة مرتبطة بأهمية صحة الإنسان وخلو جسمه من الأمراض والضعف البدني الذي يعوقه عن الانجاز بكفاءة وفاعلية، وممارسة النشاط الرياضي لا تقتصر على مجموعة معينة من الأفراد انما أصبحت حاجة ملحة ونوعاً من أنواع العلاج والتأهيل خصوصاً عند المرأة لتكوينها الفسيولوجي ودورها الاجتماعي للحفاظ على صحتها ورشاقتها وحتى حالتها النفسية والانفعالية والاجتماعية و"رؤية 2030 " تدعم الرياضة النسائية وتعتبرها من الركائز المهمة لدى المجتمع من خلال تفعيل الجانب الرياضي لدى المرأة وتمثل ذلك في تعيين الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان كوكيلة لرئيس الهيئة العامة للرياضة وهذه خطوة تاريخية في ظل سعي اللجنة الأولمبية السعودية لرفع مستوى المشاركة المجتمعية في الرياضة النسائية، فضلا عن قرار وزارة التعليم حصص الرياضة في مدارس البنات قبل يومين. ولاقى السماح بترخيص أندية رياضية خاصة للنساء في المملكة وحصصة الرياضة للبنات أصداء جيدة في المجتمع وبدأت تأخذ منحى جدياً بافتتاح عدد من الأندية وشملت العديد من الأقسام الرياضية التي تناسب المرأه وتلبي حاجتها. وحول هذ الأمر ترى اخصائية التغذية ومالكة أحد مراكز الحمية النسائية للتغذية والرياضة بمكة المكرمة علا بارفعة أن علاقة المرأة مع الرياضة ضعيفة نوعاً ما لعدم نشر الوعي للثقافة الرياضية بين المجتمع بالنسبة للمرأه وعدم التركيز على تأثيرها الإيجابي في تعزيز إيمان المرأة بقدراتها المكبوتة التي تمتلكها وتحسين نظرتها للحياة واكتسابها لمهارات إضافية نفسية وبدنية وقالت: "الفترة الأخيرة أصبح المجتمع أكثر تقبلاً لفكرة ممارسة المرأة للرياضة ولكنها تحتاج كثيراً لزيادة الاهتمام في نشر الوعي والتشجيع والتسهيلات وتوجه عدد من النساء اللواتي يبحثن عن الاهتمام في صحتهم الى عيادات قسم التغذية يفسر بأن المرأة ذكية وتملك ثقافة عالية وأنها تحاول جاهدة على المداومة في الحفاظ على صحتها ورشاقتها وجمالها ولكن لفقر الثقافة الرياضية أصبح اتجاه النساء بالاهتمام في الجانب المتعلق بالتغذية فقط من دون تسليط الضوء على أهمية ممارسة الرياضة البدنية وشرح مدى ارتباطها بالتغذية وكيف أنها من أساسيات الحياة الصحية السليمة، وتوجد سلبيات تواجه المرأة خلال ممارستها للرياضة وربما تكون مثل العقبة التي تعطلها عن الاستمرار أهمها وأبسطها عدم تثقيف الفتيات من صغرهن على أهمية الرياضة ومدى تأثيرها ليس فقط على صحتهن البدنية بل أيضا العقلية والنفسية وغيرها، ويمكننا معالجة المعوقات أن نجعل الرياضة من ضمن المناهج المدرسية خصوصا أن تعاليم ديننا الإسلامي أقرت ممارسة الحركة والنشاط ولسعي الدائم، أيضا من السلبيات هو عدم وجود نادٍ نسائي في كل حي سكني مما يسهل على النساء الحصول على التثقيف المناسب" . بارفعة: كثرة الأندية النسائية تحفز المرأة على الرياضة الكريديس: يجبروننا على استقطاب مدربات غير سعوديات قباني: بعض الأندية لا تراعي التكوين الجسماني والعضلي للمرأة يجب التوازن في كل شيء وأضافت بارفعة: "الاكتفاء بعمل حمية من دون القيام بتأدية التدريبات الرياضية وأيضاً العكس لذلك فإن كلتيهما مكملة للأخرى، وإذا كان الهدف جسما متناسقا دون ظهور الترهلات أو الإرهاق أو المشاكل الصحية المختلفة فيجب الاهتمام بكليهما لأنهما متوازيان في أهميتهما والنشاط البدني من متطلبات فقدان الوزن أو الوصول لحالة صحية مستقرة ، وأنصح جميع النساء بأن لا تتوقف عن الاهتمام بصحتها البدنية والعقلية والنفسية فالرياضة تنمي مدارك الشخص وتساعد على زيادة الثقة بالنفس وتقلل التوتر والقلق وتساهم في تحسين القدرة على التفكير وهي العلاج الفعال لضبط وزن الجسم والتخلص من الوزن الزائد، ومن الطبيعي عندما تحرص المرأة على تثقيف نفسها في هذا المجال وممارسته سيكون أسهل على الأجيال المقبلة الاقتداء بها عوضاً عن البحث عن شيء مفقود". واستطردت قائلة: "في الفترة الحالية يعد دور الهيئة العامة للرياضة ملحوظا من خلال الورش والجهود التي تقدمها الاميرة ريما بنت بندر المهتمة بشؤون الرياضة النسائية وهذا الأمر يدعو للسعادة، وبكل تأكيد هناك حوائج للفتيات لابد من توفرها من قبل هيئة الرياضة ومنها توفير أندية متخصصة وفتح مجالات الرياضات المختلفة والمتنوعة وعمل أنشطة اجتماعية نسائية في هذا المجال ودعم نشر الوعي بشكل أكبر بمبادئ الرياضة الصحيحة ونتمنى تهيئة الأحياء السكنية بمضمار مشي صحي بعيداً عن أي تلوث مثل عوادم السيارات وغيرها". أساسيات تنمية رياضة النساء طالبت أخصائية التغذية والحميات رؤى الكريديس والحاصلة على ماجستير في التغذية من الولاياتالمتحدة الاميركية والمهتمة بصحة المرأة من خلال البرامج التي تقدمها بمركز التغذية والطاقة من المسؤولين بشؤون الرياضة النسائية في الدولة تفعيل دور الرياضة النسائية بشكل أقوى عن طريق استحداث قسم تربية بدنية بجامعات البنات وموازاتها بالأقسام الأخرى وقالت ل"الرياض": "دور الرياضة النسائية بالمجتمع تحتاج إلى تفعيل بشكل أقوى مما هو عليه وإن كنا نطمح في تثقيف مجتمعنا بشكل أسرع حول الرياضة النسائية فلن نجد طريقة أسرع وأفضل من الزج بها في جميع جامعات وكليات البنات لكي يكون لدينا مجتمع رياضي متعلم من الجنسين ونعاني عند افتتاح أندية رياضية نسائية من عدم توفر الكوادر الرياضية السعودية بسبب عدم وجود تخصص رياضي لدراسته بالجامعات والذي من خلاله تتحصل الدارسة على شهادة بكالوريوس بتخصص تربية بدنية إذ يُجبر ملاك الأندية على استقطاب مدربات غير سعوديات، وفي حال توفر المدربات السعوديات نجد بأنهن لا يملكن سوى دورات أو دبلومات حصلوا عليها من خلال دراستهم تحت إشراف مدربات أجنبيات" وتابعت : "الرياضة لدى المرأة جزء لا يتجزأ منها خصوصا عندما تكون رغبتها في الحفاظ على لياقتها ورشاقتها وتعد مهمة بعكس ما ينظر لها في المجتمع العربي وعلى الرغم من المضايقات التي تجدها المرأة المهتمة بالرياضة من بعض المقربين لديها خلال نظرتهم لها ومحاولتهم قتل الإصرار الذي تمتلكه بإزعاجها بإحدى العبارات العامة كمثل " اهتمي بمنزلك بدلاً من ممارسة الرياضة غير المجدية " سواءً أطلقت تلك العبارات عن طريق زوجها إن كانت متزوجة أو حتى عن طريق إخوتها، وقد تُسبب هذه الصدمات عدم رغبة المرأة في مواصلة ممارسة الرياضة وتخطي الصعوبات تكمن في الإصرار الذي تمتلكه بداخلها حتى وإن كانت تتلقى الدعم من اخصائية التغذية التي تتردد إليها يومياً، وشخصياً خلال عملي أوجه عددا من المشتركات اللواتي يرغبن في تطبيق البرامج التي أقدمها بالنادي لديهن إصرار قوي وألاحظ عليهن ذلك من طريقتهن في تأدية المدربات وانتظامهم بالجدول الغذائي الصحي وحتى إن واجهوا ضغوط بدنية بتأديتهن تدريبات مجهدة الا أنهن يواصلون تقدمهن من دون التراجع بعكس ما أجده من بعض المشتركات اللاتي تقدمن وليس لديهن رغبة وقناعة كافية منذ البداية للوصول إلى هدفهن". وأكدت الكريديس أنه في الآونة الاخيرة تشهد المدن انتشارا كبيرا للأندية النسائية وقالت: "هذا الأمر إيجابي للمجتمع مما يعني أن الوعي أصبح يتوسع ولكن لا زالت حاجة تلك الأندية الى فتيات سعوديات متخصصات في مجال الرياضة مثل التغذية ولن ينجح ذلك ويظهر بصورة أفضل إلا كما ذكرت سابقاً باستحداث أقسام رياضية يتم دراستها بالجامعات، وجميعنا يأمل بأن يكون مجتمعنا رياضيا من كلا الجنسين وهذا سيخفف من كثرة الأمراض وعلى وجه الخصوص السمنة التي يعني منها أغلبنا إذ أنصح الجميع بشكل عام بأن كل شخص في البداية قبل أن يفكر فيما يحدث خارج جسمه عليه أن يفكر بماذا يحدث داخل جسمه فالشكل الظاهري الذي نشاهده بمجتمعنا سواء سمنة أو نحافة شديدة نتيجة ظاهرية لما يحدث داخل جسمه، والصحة التي تبدأ من داخل أجسامنا تعد الدافع الأول للمحافظة على الوزن فإن وجدت الصحة الجيدة ستكون النتيجة إيجابية بمظهر متناسق وجميل كما يحب أن يكون عليه الشخص". انتشار الوعي أكدت مديرة أحد فروع النوادي النسائية رنين قباني أن توجه النساء إلى الأندية الرياضية النسائية في الآونة الأخيرة ظهر بشكل كبير مما يعني تحسن الوعي في المجتمع وأصبح الجميع يدرك أن المرأة لابد من أن يكون لها دور رياضي بخلاف ما كان في السابق من التضييق وقالت ل "الرياض": " هناك بعض الصعوبات التي تواجهها المرأة عند إقدامها على البدء في ممارسة الرياضة من عدم تثقيف أو عدم وجود دافع قوي وإصرار على الاستمرار وربما تكون تلك الصعوبات التي تواجهها بسبب زوجها أو أحد أفراد أسرتها بعدم ترغيبها في ذلك الجانب مما يجعلها محبطة وهذا الأمر ربما يكون في الفترة الاخيرة أصبح يتضاءل للوعي الذي انتشر لدى المجتمع ودور الرياضة في مجتمعنا يعد إحدى الركائز الاساسية خصوصا لدى النساء وتقلل من الإصابات التي تعاني منها بعض النساء من خشونة الركبة والانزلاق الغضروفي والمشاكل العضلية وتغيير الهرمونات والأمراض الوراثية مثل السكر والضغط لتكوينها والظروف التي يمر بها جسمها من تغيرات ويجب على المرأة إن أرادت تخطي جميع الأمراض ممارسة الرياضة في ظل أنها أصبحت متوفرة بشكل واسع بعد افتتاح عدد من الأندية الرياضية النسائية، والرياضة ليست محصورة فقط للخاسرات للوزن إذ إن لها دورا فعالا على الصعيد النفسي والذهني والاجتماعي وللمرأة الحامل بعد استشارة الدكتور". وأضافت: "هناك تنافس بين الأندية النسائية خلال الفترة الاخيرة بعد أن أصبح الوضع مختلفاً عما كنا عليه والمنافسة تعطي إنطباعا إيجابيا من حيث كثرة الأندية مما يعطي المرأة دافعا للتوجه الى إحدها بدلاً من الاكتفاء برياضة المشي، وهناك ملاحظات على بعض الأندية التي لا تراعي التكوين الجسماني والعضلي للمرأة ونجدها توفر الأجهزة والمعدات الرياضية وكأنه نادٍ رياضي للرجال وهذا يعد خطأً كبيراً فالمرأة لا يجب عليها استخدام مثل الأجهزة الرياضية المتوفرة بأندية الرجال لانها تختلف في تكوينها العضلي عن الرجل وتحتاج لمتابعة مستمرة من قبل المدربات اللواتي يشرفن عليهن، ونستقبل في نادينا فئات عمرية لا تقل عن 15 عاماً وفئة تتجاوز ال70 عاماً مما يعطي مؤشرا أن الرياضة من الأساسيات التي تمنح المرأة الفرصة في عدم تعرضها إلى أية مشاكل صحية وتزيد في عمر المرأة ، ويكمن نجاح النادي وكثرة مشتركيه من خلال المميزات التي يقدمها النادي ونحن دائماً نسعى الى الارتقاء بأفضل الخدمات وأن نكون الأفضل عن الأندية الأخرى ونكرم المشتركات الخاسرات للوزن بشكل شهري وهذا يعطي دافعا قويا بين المشتركات في أن تعمل على نفسها بشكل أكبر، بينما لو كان هناك تغيب لإحدى المشتركات نقوم بالتواصل معها ومعرفة أسباب ذلك لحثها وتشجيعها على الحضور ودعمها لإكمال ما بدأت به وتحقيق أهدافها وهنا يكمن دورنا في مساعدتها على ترغيبها بشكل إيجابي فنصف ساعه تساعدها لتغيير أسلوب حياتها بطريقه صحيه وآمنة". الرياضة مهمة للنساء لمساعدتهن على رفع اللياقة وطرد السمنة والكثير من الأمراض توفير المكان المناسب أمر مهم