دعت عدد من السيدات في المدينةالمنورة إلى افتتاح نواد نسائية متخصصة تشرف عليها كوادر نسائية متدربة من أجل التحاق الراغبات بهذه المراكز، موضحات أن الحياة العصرية جعلت المرأة لا تهتم بصحتها ما ضاعف من نسبة البدينات في المجتمع. وبينت الكوادر النسائية بقولهن «كما نعلم فإن انتشار السمنة قد تفشى في مجتمعنا وكما الرجل يريد أن يحافظ على صحته ورشاقته كذلك هي المرأة، وأن كثيرا من الرجال نراه يشتكي من سمنة زوجته متعذرا بعدم اهتمامها بلياقتها أو مظهرها وكم من كبار سن يريدون الحفاظ على مستوى الصحة لديهم، وكم من امرأة تريد أن تبدو جميلة وتتمتع بصحة نفسية وبدنية يضرب لها المثل، إذ لاتقتصر ممارسة الرياضة على فئة معينه فهي ضرورة للصغار والكبار رجالا ونساء ومراهقين وأطفالا». «عكاظ» استطلعت آراء بعض السيدات العاملات والناشطات الاجتماعيات والأمهات لتستمع إلى آرائهن ومطالبهن بافتتاح وإنشاء النوادي النسائية بالمدينةالمنورة، حيث أوضحن أنهن بحاجة ماسة لممارسة كل أنواع الرياضات واللياقة التي تساعدهن على خسارة الوزن ومحاربة السمنة وترهلات الجسم والحفاظ على جسم سليم بأيدي اختصاصيات محترفات، وأن إغلاق النوادي النسائية أجبرهن على ممارسة رياضة المشي «في الممشى العام» الذي بدوره لايقدم لهن أي خصوصية، وبالتالي يعرضهن للأذى. وفي هذا السياق أوضحت هديل المفلح وهي موظفة في القطاع الخاص أن الرياضة حاجة وضرورة ملحة خاصة أن ارتفاع معدل السمنة في مجتمعنا أصبح مخيفا وله أضرار صحية سيئة على جميع الأفراد وليس قصرا على النساء فلماذا لاتفرض وزارة التربية بفتح صالات متخصصة بالرياضة ومجهزة تجهيزا صحيا في المدارس الحكومية، والجامعات حتى يسهل على الجميع وبالأخص الفتيات ممارسة الرياضه براحة أكثر وبشكل دوري ويومي. بينما ترى منيرة الخالدي وهي معلمة أنها بدون الرياضه لاتستطيع الحفاظ على مظهرها ورشاقتها وصحتها العامة وأن الشخص الذي لايمارس الرياضة لايكون ذا بنية سليمة أو عقل سليم، إذ أن الرياضة تساهم بشكل كبير في التخلص من الضغوط اليومية والمشاكل النفسية، وقالت «إننا بحاجة فعلا إلى أندية متخصصة تحفزنا للقيام برياضة صحية ومشتركة». وتشير (م. ش) ربة منزل أن الأعمال المنزلية لاتكفي للتقليل من الوزن الزائد وأنها تجد صعوبة كبيرة في فترات الحمل من ممارسة رياضة المشي في الأماكن العامة على مرأى من الآخرين، وأن الرياضة عادة صحية ومهمة لكل أم، وزوجة، وأخت، لكل بنات حواء دون استثناء. أما سوسن محمد فتروي قصتها بعد إصابتها بالأمراض بسبب قلة الرياضة نصحني «الطبيب» بممارستها وأوضح لي ضرورتها وأنها بمثابة جزء كبير من العلاج ولكن أين المراكز الصحية.. تقول سوسن بعد إصابتي بالسمنة الزائدة وبعض الأمراض بدأت بممارسة الرياضة في المنزل حتى شعرت بآثارها الإيجابية على صحتها بالرغم أنها على المدى البطيء، داعية في نفس الوقت إلى تدشين مراكز صحة ونواد رياضية متخصصة للنساء والأطفال من أجل صحة أفضل. وتقول رانيا العلوي طالبة جامعية إنها لم تكن تمارس أي نوع من الرياضة وما كانت تفعله هو المشي فقط وأنها الآن تعاني من السمنة المفرطة خاصة مع زيادة الإقبال على الأكلات السريعة والحلويات والمشويات وقلة الحركة التي ساهمت بدورها في زيادة الوزن وليس هناك أي وسيلة لحرق هذه السعرات الحرارية أو التخلص منها إلا بالرياضة وإن وجدت هذه المراكز فهي لاتكون تحت رقابه مسؤولة وتستنزف جيوبنا بلا رحمة. من جانبها تقول الخبيرة الاجتماعية سهيلة أحمد إن أهمية النشاط الرياضي يكمن في المحافظة على الصحة العامة ورفع مستوى اللياقة البدنية والمحافظة عليها وأن فتياتنا بحاجة لممارسة الرياضة خاصة أننا في زمن انتشرت فيه وسائل الراحة والرفاهية وهذا مايمكن أن نطلق عليه أمراض عدم ممارسة النشاط الرياضي ومنها السكر والضغط والروماتزيوم..الخ وهذه الأمراض نتيجة زيادة وزن الجسم وتشير الإحصائيات الأخيرة إلى أن معدل السمنة وزيادة الوزن بين السعوديات يصل إلى مايقارب 70 %، وأن المملكة تعد أعلى ثالث دولة في معدلات السمنة في المنطقة بنسبة 35.5 في المائة وتقدر حالات الوفاة بالمملكة سنوياً بسبب السمنة ومضاعفاتها بحوالي 20 ألف حالة وفاة وهناك مايقارب 3 ملايين طفل «بالمملكة مصابون بداء السمنة من جهتها أوضحت أخصائية التغذية شيماء المحضار بأهمية الرياضة للمرأة، خاصة للآثار السلبية المترتبة على عدم ممارستها ومضاعفاتها الصحية والأمراض الخطيرة التي تندرج تحت خط السمنة المفرطة». وأضافت المحضار بقولها ما أن تقل الحركة تنخفض عملية التمثيل الغذائي فيزيد الوزن وتندرج كافة الأمراض من السكري وضغط الدم ومشاكل القلب والحمل. الريجيم والرياضة كلاهما يقفان وجها لوجه لتعزيز الصحة. أما الوجبات الغنية بالكاربوهيدرات والدهون خاصة في وقت متأخر في الليل تسبب في تراكم الدهون غير المشبعة واللي تتراكم في زوايا الجسم وفي مجرى الدم والتي لا تذهب إلا برياضة محددة ومستمرة لتقوية الجسم والعضلات ولنظارة البشرة الرياضة تساعد الجسم على التخلص من الدهون والجزيئات السامة التي في الجسم الناتجة عن المواد الحافظة والكيماويات المنتشرة حولنا. وعلى كل امرأة أن تزاول الرياضة لمدة 20 دقيقة يوميا تجنبا لمضاعفات السمنة التي تتسبب فيما يقارب 47 مرضا مزمنا. من جهته أوضح إخصائي التغذية الدكتور ثامر الفهمي أن التمارين الرياضية من العوامل الأساسية لتحسين صحة المرأة واكتسابها اللياقة البدنية والوقاية من بعض الأمراض، وتختلف الفائدة المكتسبة منها باختلاف الممارسة ومدتها وعدد مراتها في الأسبوع. وأضاف أن التغذية السليمة وممارسة النشاط الرياضي وجهان لعملة واحدة وهي الصحة. وأن فوائد الرياضة على المدى القصير تتمثل في زيادة نبضات القلب مما يؤدي إلى تدفق الدم المحمل بالأكسجين والعناصر الغذائية لإنتاج الطاقة لجميع أعضاء الجسم، والتنفس بعمق مما يزيد كمية الأكسجين وإعطاء طاقة أكبر لحمل الفضلات من الرئة، التخفيف من اضطرابات ومشاكل الدورة الشهرية تحسين اللياقة البدنية (زيادة القوة العضيلة، والتحمل، تحسين القوام، المرونة ،تقليل آلام تصلب المفاصل والأمراض المزمنة مثل الروماتيزم ،زيادة القدرة الجسمية في أداء الأعمال اليومية دون الشعور بالتعب والإجهاد تحسين نمط النوم ،تحسين المزاج والسلوك. وبالنسبة لفوائد الرياضة النسائية على المدى البعيد فإنها تتمثل في تقوية جهاز الدورة الدموية بما يحتويه من القلب والشرايين فتخف الإصابة بأمراض تصلب الشرايين ،زيادة حجم الألياف العضلية وينتج عنها زيادة القوة العضيلة. التقليل من فرص الإصابة بأمراض الشيخوخة.