يبعث تصريح رئيس لجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي لكرة القدم حمد الصنيع التفاؤل والأمل لدى الشارع الرياضي بالقضاء على فوضوية التعاقدات التي أرهقت خزائن الأندية بالديون بينما هي تعاني في الأساس من أزمات مالية يصل بعضها إلى أكثر من ربع مليار ريال سعودي، وهناك لاعبون ومدربون غير سعوديين مرابطون على أبواب الاتحاد الدولي "الفيفا" للمطالبة بحقوقهم ووضع الأندية غير الملتزمة بالسداد في زوايا ضيقة، ونقرأ بعض الروايات والأخبار أن بعض هذه الأندية ربما تتعرض لعقوبة المنع من التسجيل والخصم من نقاطه في الدوري، وهذا مؤشر خطير ساهم فيه رؤساء لم يحسنوا الإدارة وظنوا أن الأمر يبدأ وينتهي عند التعاقدات بالملايين من دون التفكير بكيفية تسديدها ومن أين؟. وما يجعلنا نتردد في تصديق تصريح الصنيع أمس ل"الرياض" هي التجارب السابقة مع اتحاد الكرة ولجنة الاحتراف والتي سرعان ما تضعف أمام الأندية خصوصا النافذة والتي عادة مايكون صوتها أقوى من صوت اتحاد الكرة ولجانه، وفي حال لم يلتزم الجميع بالآلية التي سنتها هيئة الرياضة في عهد رئيسها الأمير عبدالله بن مساعد وهي آلية مميزة وتقضي على الديون تدريجيا، فهذا يعني عودة الاتحاد السعودي والأندية ولجنة الاحتراف إلى المربع الأول وانعدام الثقة لدى الشارع الرياضي نتيجة التصريحات والوعود التي لا يكون لها حضور على أرض الواقع، بل تزيد الأمر سوء والعمل فوضى والوسط الرياضي تضجر، والجمهور حسرة، والإعلام مضاعفة للنقد -ولكن من دون فائدة- فيا اتحاد الكرة ويا لجنة الاحتراف نحن في عصر نتحرى من خلاله بزوغ شمس الخصخصة في سماء رياضتنا من دون ضباب وأتربة ومعوقات تحجب عنا هذه الرؤية، وترمي بالاتحاد والأندية إلى غياهب فوضى جديدة وديون لا أحد يعرف من المتسبب فيها والضحية في كل الأحوال هي رياضة بلد تؤمل على أصحاب القرار أن ينتشلوها ويأخذوا بيدها إلى الواجهة والتحرر من السلبيات وقيود العمل العشوائي الذي شارك فيه المسؤول وتمادت فيه الأندية بكل أسف.. لماذا؟.. لأن الحزم والاحترافية وتطبيق النظام غائبة عن المشهد الرياضي ونأمل أن تحضر حتى لو متأخرا.