يتبادر الى ذهن المتابع تساؤل وهو يقرأ بيان لجنة الاحتراف قبل اسبوعين حول تعهدات نادي الاتحاد بتسديد الديون او منع لاعبيه الاجانب من المشاركة ما لم يلتزم (هل هذا الاجراء نظامي ويتوافق مع انظمة الاتحاد الدولي؟).. الجواب طبعا في أدراج لجنة الاحتراف التي يفترض ان تكون ملمة بالانظمة وتنوير الشارع الرياضي وألّا تترك تأويلات تضرب اجراءاتها وعملها الذي يفترض ان يكون احترافيا ومهنيا في كل شيء وألّا تلين مع هذا او تقسو على ذاك بحجة ان هذا نادٍ جماهيري وذاك ليس له اعلام، وآخر من الممكن «الميانة» عليه وإسكاته بكم كلمة تطييب خاطر «انت نادٍ محترم والمشاكل ما هي عاداتك وسنرضيك في المستقبل». عدم العمل باللوائح أضر بالرياضة وأصحاب الحقوق.. وغياب الحزم شجع «الكبار» على التجاوزات وهذا يذهب بنا الى تساؤل آخر (ترى منذ متى ورياضتنا واتحاداتنا ولجاننا وانديتنا تدار وفق النظام الرياضي السليم الذي يرتكز على العدل وإقرار اللوائح الكفيلة بإنصاف الجميع؟ مع الأسف لا ندري، لكل موسم نظام وكل قضية لها مشرعون وتشريعات ولوائح وتفسيرات للحكم والبت فيها، وكل مشكلة ذات المشكلة التي قبلها، ولكن التعامل مع اي منها يختلف عن التعامل مع الاخرى، حينها لا تملك الا ان تكرر السؤال: ما الذي يحدث وإلى اين ستبحر سفينة رياضتنا وسط هذه الامواج المتلاطمة من الاحتقان وعدم سلامة الاجراءات وغياب الشفافية وتقليم أظافر الانظمة الصحيحة وتفصيلها بالطريقة التي تتلاءم مع اهداف البعض؟ هذا الفتح النادي السعودي الذي له حقوق وعليه واجبات ومطلوب منه حسب انظمة رعاية الشباب واتحاد الكرة ان يساهم في تطور وتألق الرياضة يتقدم بشكوى (حسب ما طالعتنا به أمس «الخميس» اكثر من وسيلة اعلامية) ضد نادي الاتحاد على اعتبار انه سلمه شيكاً بدون رصيد مقابل انتقال المهاجم احمد بوعبيد ولا يلام في ذلك، في الوقت الذي لدى نادي الاتحاد تعهد خطي بأنه في حال عدم تسديد الديون المستحقة سيحرم من لاعبيه الاجانب، ولا نعلم هل هذا الاجراء صحيح؟ أم أنه من حق نادي الاتحاد مجرد ان سجل لاعبيه تصعيد الامر الى اعلى جهة فيما لو لم يشارك «الاجانب» وبالتالي إحراج الاتحاد السعودي ولجنة الاحتراف بعيدا عن المطالبات المالية ضده؟. الإحراجات لا تزال تطارد اللجان.. وفي حال تقديم الشيك دون رصيد ما هو العقاب؟ نجزم ان من اخترع «نظام التعهدات الجديد» قادر على الخروج بتصريحات ستبرئ ساحته من الشيكات المرتجعة وربما نادي الاتحاد على اعتبار ان الخطأ مشترك ولا مانع ان يكون الفتح «صاحب الحق» طرف في هذا الخطأ مجرد ان طالب بمستحقاته على طريقة «كلن يصلح سيارته» والخطأ على الكل النص بالنص.. وقديما قيل «من أمرك قال من نهان». النظام الرياضي كلما ظننا انه نهض من كبوته واستيقظ من سباته وعولجت الاخطاء «حسب الوعود» بدأ يأخذ منحنى آخر وأسوأ من الأول بكثير، لا نعلم من صاحب القرار ومن بيده الحل ومن سيوقف هذا العبث؟ الكل يدلي برأيه والجميع يصدر القرارات ولكن «الحركة كثيرة والبركة قليلة»، والضحية الرياضة بأكلمها دون ان تعتبر اللجان وتستفيد من الاخطاء وتضطلع بمسؤولياتها وتعدل المسار الخاطئ. ماذا لو ثبت ان الاتحاد قدم للفتح شيكاً بدون رصيد هل سيخرج اتحاد الكرة وتظهر لجنة الاحتراف للاعتراف بذلك وبالتالي معاقبة المخطئ وفق تعليمات وزارة التجارة فيما يخص الشيكات بدون رصيد؟، حسب معطيات سابقة فهذا مستبعد تماما، ما لم يكن ذلك ضد نادٍ صغير ليس له اعلام وظهر يسنده ويشيله اذا سقط في قبضة النظام الذي يجرم تحرير الشيك دون رصيد، وما شيكات نادي التعاون لحسين النجعي ببعيدة إذ ان الاتحاد اكتفى فقط بالتهديد دون معاقبة المتسبب وهذا سيقود الى استفحال الامر واستقواء من يفكر دائما بالقفز على النظام وتسخيره لمصالحه وحمايته فقط. لماذا يحدث هذا الشيء ولمصلحة من؟ اسئلة تتكرر بين فترى واخرى ولكنها بالصميم، وماذا لو علم «الفيفا» بهذه الاجراءات البدائية التي قامت بها لجنة الاحتراف بمصادقة من اتحاد الكرة لاسيما «اختراع التعهدات» هل يمر على رياضتنا مرور الكرام دون ان يكون له وقفة ربما تكون مزعجة وباهضة الثمن، نظن ان «الفيفا» لو التفت لنا بعين التمحيص والتفتيش حول ما نرتكبه من اخطاء كوارثية لأصبحت رياضتنا التي تتباهى باسطوانة «اقوى دوري عربي» في وضع لا تحسد عليه، ولكن عمل بعض اللجان يظهر السيء جميلا «حسب الهوى» والرغبة بالخروج من الاحراجات، فتمر القضايا والمشاكل دون أن يتم التصدي لها فتتراكم ويسقط الجميع في «حفر» العمل الخاطئ والنهج العشوائي والتخطيط الفاشل والاعذار المكررة؟. ماذا لو طبقت لجنة الاحتراف واوضاع اللاعبين النظام وأحالت شيك الاتحاد الذي قالت بعض الصحف انه دون رصيد الى الجهات المختصة في مثل هذه القضايا وتم اتخاذ القرار اللازم؟ هل ستقدم الاندية مستقبلا على التلاعب بمستندات تعتبر رسمية ولا يجوز العبث بها والتزوير و«التمرير» من خلالها؟ ماذا لو كان هذا الشيك مجرد «تمرير» على لجنة الاحتراف حتى تصادق على تسجيل اللاعبين الاجانب وتتم مشاركتهم امام الاتفاق في الجولة الثانية من الدوري، وهل يعتبر الاتحاد مهزوما 3-صفر، مع الاسف اللجنة دخلت في إشكاليات هي في غنى عنها لو حمت نفسها بالنظام، ولكنها أرادت مجاملة الاندية فارتمت في الزاوية الضيقة. ختاما أليس هناك لائحة في نظام الاحتراف تتعلق بتقديم الاندية لشيكات بدون رصيد بعد التفاهم مع الجهات المعنية، لماذا لا يكون هناك عقاب صارم لمن يقدم شيكات دون رصيد يصل الى حد سحب النقاط، لو تم الاعتماد على هذا النهج لما تمادت الاندية في ضرب الانظمة عرض الحائط، ثم اي لجنة واي اتحاد ذلك الذي يقفز على أنظمته الكثير؟