التقيت الأديب المصري سمير الفيل في بداية قدومي إلى السعودية عام 1994 في أمسية نقدية لمعرض الفنان كمال المعلم في مكتب رعاية الشباب في الدمام. وكان يدير الحوار الشاعر أحمد سماحة. وقد داخلتُ مطولاً في محاور مختلفة من النقاش. وفي اليوم التالي نشرت تفاصيل عن الأمسية بصفحتين من "اليوم" وعليها اسم الكاتب المتدفق سمير الفيل وأحمد سماحة! وكان هذا أول ظهور ثقافي لي في السعودية. ومنذ ذلك اليوم صرنا نلتقي في شقة أحمد سماحة أنا والفيل. كان الفيل متواضعاً ودمثاً ويكتب بتدفق منقطع النظير.. يكتب لأنه يعشق الكتابة وقد كتبنا معا في صحيفة اليوم متعاونين إلى أن غادر الفيل إلى مصر بعد انقضاء إعارته كمدرس ابتدائي. ويأتي اليوم خبر هام وهو حصوله على جائزة الدولة التشجيعية عن مجموعته القصصية "جبل النرجس". يقول الفيل: "اكتب بلغة متدفقة وحيوية ومنحازة دائماً للإنسان وتحلم بعالم أفضل" يكتب الفيل عن البسطاء والمهمشين والفقراء، يلامس الواقع، تأثر بواقع بلده دمياط حيث تختلط الكلمات العامية بلغته البسيطة في أعماله ويقبض على تفاصيله برؤيا ثاقبة وغير مألوفة. يعتني باللقطة القصصية المدهشة وهو سارد بارع يعتمد اللقطات المشهدية. يقول: "اساتذتي هم تشيخوف ويوسف إدريس وعبدالحكيم قاسم ومحمد المخزنجي". قصصه المليئة بالتفاصيل تصب في المقولة الإنسانية التي يشتغل عليها. بدأ الكتابة في بداية السبعينات وأصدر اول رواية بعنوان "رجال وشظايا" والتي حصلت على جائزة ثاني افضل نص من القوت المسلحة عن أدب الحرب. أصدر الفيل بعد ذلك 15 مجموعة قصصية منها: اللمسات، والأستاذ مراد، وجبل النرجس، وصندل أحمر، وحمام يطير وغيرها. بلغ مجموع ما نشر من الكتب في الشعر والقصة القصيرة والرواية 30 كتاباً. واستطاع أن يثبت اسمه في الأدب العربي. السردية. *ناقد تشكيلي