بعد انتشار وسم #تصريحات_تميم في بداية أزمة قطر، اتخذت حكومة قطر إستراتيجية التنصل من المسؤولية وهي إحدى إستراتيجيات التعامل عند الأزمات, من خلال نفيها التام لتلك التصريحات واختلاق قضية الاختراق لوكالة الأنباء القطرية بأنها تعرضت لهجوم إلكتروني ضد أمير دولة قطر! ظناً منها بأن هذه الإستراتيجية هي السبيل الوحيد لتجاوز تلك الأزمة بصورة عاجلة وبكل سهولة, وخصوصاً عندما غلّفتها بعبارات الإشادة بالرأي العام الخليجي وتحديداً السعودي على أنه رأي واعٍ منبثق من إعلام مهني من حيث التعامل مع هذه الأزمة والوقوف مع الدوحة والاستناد على هذا النفي. لم تفلح إستراتيجية التنصل من المسؤولية مع حكومة الدوحة, لذلك اضطرت لاتخاذ إستراتيجية أخرى وهي ما تسمى بحائط الصد, من خلال محاولة إخفاء ممارساتها المشبوهة عبر مؤسساتها الخيرية وقناتها الإعلامية (الجزيرة) تجاه الخليج وأمنه على الرغم من أهمية الوحدة الخليجية للجميع!، إلا أنها فضلت المكابرة ورفض الاستجابة لحق مملكتنا السيادي, فمنذ أن بدأت قيادتنا بإظهار الحقائق بشكل تدريجي لحكومة قطر لمنحها الفرصة والدعم الأخوي لتعيد ترتيب أوراقها, إلا أنها تشبثت بقرارها ودفاعها المستميت عن زعمها بعدم توفر أدلة على علاقة قطر بالإخوان المسلمين، متهمة بذات الوقت وسائل الإعلام أنها تدّعي وجود تلك العلاقة بين قطر وجماعة الإخوان، بل وامتدت الادعاءات إلى استغلالها للتصريحات الكاذبة كحد قولها!. بعد تفاقم أزمة قطر بحجم حقائق السعودية ووضوح مطالبها السيادية, لجأت إلى إستراتيجية الهجوم المضاد بعد أن سخّرت حكومة قطر صحفها الرسمية لمهاجمة السعودية واتهام العلماء, والاستعانة بمرتزقة الإعلام والمأجورين كمحاولة منها لتحطيم المقومات الأساسية لمملكتنا تعزيزاً لسعيها الحثيث على شق وحدة الصف الخليجي, واحتضانها للإرهاب وتمويلها لرموزه! وقبل هذا كله خرق الاتفاقيات الخليجية والانشقاق الأخوي، متناسية بسياستها الشاذة المكانة التاريخية والمبادرات المشرفة لمملكتنا وخبراتها الطويلة في التعامل مع الأزمات بكل حزم وعزم, انطلاقاً من مكافحة الإرهاب بكل شفافية ومصداقية إلى مد جسور الإغاثة لكافة المسلمين، فضلاً عن استعدادها التام لإغاثة الشعب القطري الشقيق في حال الحاجة لها. أجزم بأن الخيار السياسي الوحيد لحكومة الدوحة والصحيح والمأمول بعد استنفاذها لجميع الإستراتيجيات بكل فشل, يتمثل في اتخاذ استراتيجية الاعتراف بالتزامن مع المهلة الممنوحة لحكومة قطر لوقف إيواء الإرهابين ودعم التطرّف والتحريض, فضلاً عن أن هذه الإستراتيجية هي بوابة استعادة ثقة الرأي العام الدولي والعربي والخليجي بحكومة الدوحة واستقرارها, بل وكسب تأييدهم مستقبلاً فضلاً عن أهمية التحالف الخليجي بالنسبة لنا كإخوة, ولها ولشعبها العزيز على قلوب شعب مملكتنا الغالية وبمقدمتهم سلمان الحزم والعزم, وبعيداً عن المكابرة والمتاجرة بشعب قطر, والتي لا تزيد الدوحة إلا بعداً و دماراً. *مدير مكتب "الرياض" في الدوادمي