عندما أثيرت قضية مزاعم اختراق حساب وكالة الأنباء القطرية، سألني بعض الأصدقاء إن كنت أصدق تلك المزاعم، أم أن تصريحات الشيخ تميم صحيحة حتى لو أراد التراجع عنها؟ كان جوابي أنه لولا تأكد المملكة الكامل بأن التصريحات كانت قد صدرت فعلا من أمير دولة قطر، وأنها فعلا ترجمة لمواقف قطر الحقيقية، لما تركت الصحافة السعودية دون توضيح لها أو إيحاء بأنها تصريحات غير صحيحة. تعلمنا من قيادات هذا البلد، وعلى مر العقود، الحكمة والهدوء، واتخاذ القرارات بعيدا عن الانفعالات وردود الأفعال السريعة. ولهذا صبرت المملكة كثيرا على من أخطأ بحقها وحق شعبها، لا ضعفا، بل حلما، ولمنح المخطئ فرصة التراجع والاعتذار. قطر ليست استثناء، فقد توترت العلاقات كثيرا، وأساءت قطر عبر بوقها النتن «الجزيرة» ومنذ تأسيسها، لكل ما هو سعودي دون حدود أو خطوط حمراء. فقطر لعبت على كل المتناقضات، وجمعت كل خيوط أعداء دول مجلس التعاون بشكل عام والمملكة بشكل خاص، من عصابات الإخوان إلى الدواعش ومرورا بكل المنظمات الإرهابية في البحرين ومصر والعراق وسوريا ولبنان وعصابات الحوثي والعوامية المؤتمرين من إيران عدوة العروبة والخليج والإسلام؛ كي يتآمروا ويخططوا ويدعموا كل عمليات الإرهاب والتحريض وشق الصف الخليجي والإضرار بالأمن الوطني لدول المجلس. لقد جاء الموقف السعودي والإماراتي والمصري واليمني قويا مزلزلا، فلعله ينبه الحكومة القطرية إلى أن من يلعب بالنار لا بد وأن تحرق أصابعه واقتصاده وبلاده. المكابرة القطرية لن تفيد، والوساطات التي حاولوا من خلالها تجاوز غضب العزم والحزم لم تعد لها قيمة، ما لم تتعلم قطر من هذا الدرس القاسي، بأن للصبر حدودا، وأن كلاب المجوس، ومستشاري الإرهاب الإخواني، وعصابات النفاق والدجل الذين يسترزقون من أموال الشعب القطري ليس لهم مكان ولا أثر ولا قرار يضر بالأمن الخليجي بشكل خاص والأمن القومي العربي بشكل عام. ولكم تحياتي.