ليس سراً أن أحمد الملا سيغادر جمعية الثقافة والفنون بالدمام نهاية هذا العام. المدير الحالي لإحدى أكثر جمعيات الثقافة نشاطاً وحضوراً في المملكة سيودع قيادة العمل الثقافي إدارياً مع نهاية العام الرابع لتوليه مسؤولية إدارة الجمعية، وهي الأعوام التي شهدت نشاطاً مضاعفاً في "فنون الدمام"، حيث تزايد عدد المهرجانات، من مهرجانين هما مهرجان مسرح الطفل ومهرجان الدمام المسرحي "مسابقة مسرح العروض القصيرة، سابقاً"؛ إلى خمس مهرجانات بعد إدراج مهرجان الطفل والعائلة ومهرجان بيت الشعر وأخيراً مهرجان "أفلام السعودية"، ذائع الصيت. إلى جانب العديد من الملتقيات السنوية في فنون متعددة من التشكيل والخط العربي إلى التصوير الضوئي دون أن ننسى البرامج والأمسيات الأدبية والثقافية والفكرية والورش الإبداعية والحفلات الموسيقية والغنائية، كل هذه الفعاليات والأنشطة حولت جمعية الثقافة والفنون بالدمام إلى خلية نحل لا تهدأ، بعد أن فتحت إدارة الملا أبواب الجمعية للجميع دون اسثتناء. غير أن الرحيل المزمع للملا عن إدارة الجمعية سبب خيبة للكثير من جمهور الثقافة والفنون، ليس فقط لأن الجمعية ستخسر خبرة ثقافية وإدارية نادرة، وإنما للأسئلة الكثيرة التي ستطرح حول مستقبل هذا الفرع النشط من الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون. وقال الملا عن مرحلة "ما بعد" رحيله: "إن العمل في الجمعية مؤسسي وقائم على برامج تشغيل مصممة بعناية وما على الإدارة الجديدة إلا أن تبدل التواريخ وتعمل وفق ذات الآلية المُحْكمة والتي أثبتت فاعليتها مع توالي دورات المهرجانات". مؤكداً أن هذه المهرجانات ستستمر بعد مغادرته بما فيها مهرجان "أفلام السعودية". وعن قرار الرحيل، يشير الملا منوهاً أنه ومنذ اللحظة الأولى لتوليه مسؤولية إدارة "ثقافة الدمام" أخبر مجلس إدارة الجمعية في الرياض، بأنه لن يبقى أكثر من أربع سنوات، أي إلى نهاية العام الحالي. مشيراً إلى أنه منذ سنتين أعدّ العدة لترك الجمعية "والزملاء يعرفون بذلك". وماذا عن مستقبل مهرجان "أفلام السعودية" الذي ارتبط اسمه باسم مديره أحمد الملا، وهل سيستمر بنفس الآلية؟، يجيب قائلاً: "هذا الأمر تقرره الإدارة القادمة للجمعية، فهي من يقرر من سيتولى إدارة المهرجان". وفيما لو عرضت عليه الإدارة الجديدة للجمعية تولي مسؤولية إدارة المهرجان السينمائي، يعلق الملا بدبلوماسيته المعهودة: "سأكون قريباً منهم"، في إجابة تفتح باب التأويل لأكثر من احتمال. أحمد الملا المغادر نهاية العام، سيعود إلى عمله السابق في "الاستشارات الثقافية"، ك"Freelancer". إلى جانب التفرغ أكثر للشعر، كون صاحب "علامة فارقة"، يعتبر أحد أبرز شعراء القصيدة الحديثة ليس في المملكة وإنما في العالم العربي، وهو وإن لم يتوقف عن إصدار المجموعات الشعرية، إلا أن العمل الإداري بلا شك، أخذ الملا كثيراً عن عالمه المحبب، عالم الإبحار بين اللغة والقصيدة. أحمد الملا