يعاني الوسط الثقافي والفني في المملكة من غياب البنية التشريعية الملائمة لنمو القطاع وازدهاره والبيئة التحفيزية التي تشجع على ظهور المواهب الشابة واحتضانهم ورعايتهم اضافة الى حاجة العاملين في القطاع لأدوات التمويل اسوة بباقي القطاعات الاخرى ولإيجاد صناديق لدعم المشروعات الثقافية والفنية والاعمال الدرامية والمسرحية التي تليق بالثراء الثقافي والفني الهائل الذي تزخر بها كافة مناطق المملكة، كما يشكل عدم وجود أكاديميات متخصصة في هذا الجانب معنية بتطوير المواهب والمبدعين وعدم وجود مرجعيات واضحة للكيانات المشتتة في هذا الوسط الهام وتداخل صلاحيات عدد من الهيئات والجهات المعنية بهذا القطاع عائق آخر ينتظر الحلول. وفي هذه المرحلة المهمة تبرز الحاجة الماسة لإنشاء مجلس أعلى للثقافة والفنون لوضع الاستراتيجيات التي تمكنه من الانطلاق بوضوح وليعمل على لملمة الجهود المبعثرة في هذا الحقل وتخفيف العبء على وزارة الثقافة والاعلام وهيئاتها واجهزتها المتخصصة الى جانب ضمان استقلالية القطاع عن الجهاز الحكومي بما يحقق المرونة في العمل الدرامي والمسرحي والفني والفنون التشكيلية وغيرها. ويعول المجتمع اليوم على ما حملته رؤية المملكة 2030 وخطة التحول الوطني 2020 من مشروعات طموحة في مجالي الثقافة والفنون حيث اعطت الوثيقة مجالا واسعا وتوجها رسميا لما يحقق نمو وازدهار هذا القطاع المهم ليواكب عملية التنظيم والدعم والتطوير التي طالت مختلف القطاعات. "ندوة الرياض" تناقش لهذا الاسبوع واقع الحركة الثقافية والفنية في المملكة وبيئة العمل في هذا الوسط واهم المعوقات امام المنتمين لهذا الوسط وسبل تذليلها والرقي بهذا القطاع ليقدم رسالته النبيلة المنتظرة منه. وشارك في الندوة كل من: سلطان البازعي - رئيس الجمعية السعودية للثقافة والفنون، وعبدالله السدحان - فنان ومنتج، ود. مسفر الموسى - المحاضر في كلية الإعلام والاتصال والمتخصص في الأفلام الوثائقية الاستقصائية، ورجا العتيبي - المخرج المسرحي والمدير السابق لجمعية الثقافة والفنون بالرياض. النهوض بالحركة الثقافية والفنية يتطلب بيئة منظمة ومحفّزة و صناديق للدعم وأكاديميات متخصصة كيانات فنية ولدت وماتت..! أوضح رجا العتيبي أنه من أجل أن يكون لدينا حل سريع لابد من وجود مجلس كمشروع أساسي، حيث مازلنا نرى هناك كيانات قديمة وكيانات حديثة ثقافية وفنية ولدت وماتت مثل جمعية المسرحيين وجمعية التشكيليين وجمعية الخط العربي والكاريكاتير، مبيناً أنه لا يمكن لهذه الكيانات مهما كانت أن تبرز بدون أن يكون بينها تكامل واتفاق، ولن يتحقق هذا الاتفاق والتكامل إلاّ إذا أصبح المشروع هو مشروع دولة، ويكون مشروع دولة بالشكل التالي، فنحن الآن لدينا مجلس الشؤون الأمنية والسياسية برئاسة سمو ولي العهد، ومجلس لشئون التنمية الاقتصادية برئاسة سمو ولي ولي العهد، فنحن كذلك بحاجة إلى مجلس ثقافي بنفس هذا المستوى، فإذا توفر لدينا مجلس ثقافي بالاضافة إلى المجلس الأمني والسياسي، ومجلس التنمية الاقتصادية سنرى تكاملاً على مستوى الدولة، وهذا الأثر سينعكس مباشرة على السوق وعلى العمل التجاري وسيكون هناك قرار موحد ورؤية واحدة، حيث نجد أن كل الكيانات الموجودة ليست لها مرجعية وليس لها قرار، وكل جهة مرجعيتها هي الجهة ذاتها، ولن ينصلح الحال الفني أو السوق الفني إلاّ بوجود مجلس ثقافي موازٍ للمجلس الأمني والسياسي والمجلس الاقتصادي. الدراما السعودية وأوضح عبدالله السدحان أن قوة جمعية الثقافة والفنون مستمدة من خلال دور الرئاسة العامة لرعاية الشباب، مشيرا الى أن إشراف الثقافة والإعلام على جمعية الثقافة والفنون من خطأ، حيث من المفروض أن تستقل جمعية الثقافة والفنون، ويكفي وزارة الإعلام ممثلة في جميع أجهزتها سواء المرئية أو المسموعة أو المقروءة -هيئة الاذاعة والتلفزيون- يكفيها ما عليها من أعباء، فمن خلال تجربتي التي تزيد على ثلاثين عاماً وباعتباري من أبناء الوزارة وأبناء التلفزيون ومن أبناء جمعية الثقافة والفنون، أرى أن المبدع والفنان والمنتج، آلية التعامل معه مثل التعامل مع أي وزارة أخرى مثل المقاول مع وزارة البلديات أو مع وزارة المواصلات أو مع أي وزارة أخرى، ولكن الابداع هو موهبة موجودة في داخل الانسان ولكن البنود الموجودة في الوزارة أو في هيئة الاذاعة والتلفزيون مثل البنود الموجودة في أي وزارة من الوزارة من الوزارات الأخرى من حيث التعاقدات والتنفيذ للمشروعات، مبيناً أنه سبق وأن طالب في الاجتماعات مع جميع الوزراء الذين عملوا في الوزارة بأن تكون هناك نظرة لموضوع الدراما، وقد استطعنا بجهود الجميع بلا استثناء سواء الكتاب أو الممثلين من خلال "طاش ما طاش" أن نصل بالدراما السعودية الى خارج الحدود سواء إقليمياً أو داخل العالم العربي، وكان عملنا عبارة عن اجتهادات دون أن ننسى دور الدكتور فؤاد الفارسي الذي كان فارس الدراما السعودية، حيث منحنا في ذلك الوقت الثقة فيما يطرح وفيما يقدم حتى أصبح هناك ابداع، متسائلا كيف ستواكب أنظمة هيئة الاذاعة والتلفزيون الرؤية، واستطرد: إذا أردت أن تقدم عملاً إبداعياً درامياً ينظر له بعين الاعتبار، عليك إيجاد إنتاج عبر القنوات الخاصة؛ لأنه أفضل من الانتاج عبر القنوات الحكومية، حيث لنا أكثر من أربع سنوات نطالب بتغيير الآليات الموجودة وأنه لابد من وجود قناة سعودية خاصة بالدراما، الا ان هناك شيئا مؤسفا عندما تسمع سؤالاً يطرح دائماً: من الذي يرى القناة الأولى؟ فلماذا يردد هذا السؤال على مسامعنا؟ إذ من المفروض أن ترتقي القناة الأولى بمحتواها بحيث يتابعها المشاهد العربي والخليجي ولاشك أننا نعي أنها قناة حكومية ولكن هناك أشياء يجب أن يتم تمريرها عبر القناة الأولى للمتلقي العربي بشرط أن يكون لدي محتوى جميل يضم محتوى درامياً ومسرحياً وفنياً وموسيقى غنائية، ومن خلالها يمكن أن أُمرر قضاياي الموجودة ووجهات نظر الدولة ووجهات نظر الشعب، ولكن أن تصبح القناة مقتصرة على برامج محددة فذلك لايخدم قضايا المملكة. البنية التحتية والتنظيم التشريعي أوضح د. مسفر الموسى أن الشباب لدينا يحتاجون الى بيئة وبنية تحتية تنظيمية تتبناها هيئة قادرة على استثمار جهود هؤلاء الشباب، ولكن يجب أن نقارن بين جهتين وهما المجتمع والدولة بغض النظر عن الجهة التي يمكن لها أن تتبنى موضوع تهيئة المناخ والبيئة المناسبة للسينما، مضيفاً: أنا أرى أن تقوم جهة في الدولة بتبني سياسة صناعة السينما الحقيقية حيث نرى أن المجتمع الآن بدأ يتقبل مثل هذا النوع من الفنون وصار لا يمنع وجوده وأصبح الجمهور يتتبع المهرجانات التي تقام هنا وهناك، ولكن للأسف ليس هنالك جدية إلى الآن في إيجاد بنى تحتية للعروض السينمائية الجادة وربما مع الرؤية الجديدة 2030م ستدخل الفنون مع هذه الرؤية في أمرين؛ الجانب الاستثماري حيث نجد أن الفنون فيها جوانب استثمارية كبيرة ومشجعة، والجانب الآخر هو الجانب الترفيهي إذ نجد أن الشباب لا يحتاج إلى دعم ولا يحتاج إلى وزارة الاعلام ولا إلى التلفزيون السعودي وإنما المطلوب العمل على تغيير الذهنية نحو التفكير الجاد لايجاد التنظيم التشريعي بغض النظر كما ذكرت عن الجهة المشرفة أو الجهة الداعمة المهم وجود التنظيم التشريعي، مع حفظ المحتوى الذي اقوم بإنتاجه، مبيناً أن الشباب السعودي لديه القدرة على إنتاج أعمال تربطه بالجمهور السعودي ولديه القدرة على الاستثمار الخاص، وبالتالي الإنتاج السينمائي وفي مجال الفنون الأخرى، وبإمكانه أن ينتج فيلماً لمدة ربع ساعة أو نصف ساعة أو ساعة، أو ينتج فيلماً طويلاً، وقد يصبح موزعاً أو يقوم بإنشاء قنوات للعرض، ولا ننسى أن لدينا نماذج في السعودية مهيئة لقبول العالم الجديد، وأعتقد أن هؤلاء الشباب لم يسبق لهم أن دخلوا في التلفزيون السعودي بل لديهم رؤية جديدة متكاملة ولديهم كذلك رؤية جديدة في سوق الانتاج، لا يحتاجون إلى دعم من الحكومة مالياً، وإنما يحتاجون إلى نظام تشريعي يسمح لهم بدخول عالم صناعة السينما. أعطونا المناخ لننطلق! وطرح الزميل عبدالله الحسني سؤالاً عن وجود عوائق ومشكلات وعدم وجود معاهد فنية وأكاديميات، وكيف يمكن عملياً أن تستفيد جمعية الثقافة والفنون لدعم حراك الثقافة والفن واستثمار المواهب الشبابية الفنية؟ مستشهدا بما قدمه الفنان عبدالله السدحان من جهود وأعمال فنية برفقة الفنان ناصر القصبي ومن معهم وفي ظروف وإمكانات ضئيلة الا انه الان ومع التطور والتقنيات الحديثة لم نر فنوناً وأعمالاً درامية تواكب هذا التطور بذاك المستوى والجودة؟ وعلق سلطان البازعي: أعتقد أن الهيئات التي ولدت والتي ستولد لا شك أنها ستساهم من خلال إطار الرؤية، وأن الهيئة الثقافية وهيئة الترفيه وهيئة الاعلام المرئي والمسموع وجمعية الثقافة والفنون وغيرها بالفعل قد نجد أعمالها متداخلة الآن ولكن ننتظر منها أن تقدم الإطار التشريعي والتنظيمي، وأن تكون هي الداعم والممكن، وننتظر منها أن تضع تشريعاً يبعدنا عن وجود إدارات للفنون، فقط نريد منها أن تعطيني المناخ المناسب من خلال التشريع ومن خلال التمكين وبعد ذلك يمكن أن ننطلق، وسيجد فنان مثل عبدالله السدحان مناخاً جيداً للعمل، مبيناً أنه على سبيل المثال لماذا لا يكون لدينا مسرح اجتماعي تقوم باستئجاره؟ وكم من جهد تقوم به حتى تحصل على تراخيص لإقامة حدث جماهيري بهذا الحجم؟ فكيف يمكن في هذه البيئة أن يتم إنشاء فرقة مسرحية خاصة؟ فمثلاً اذا قرر شخص ان ينشئ فرقة مسرحية خاصة فإنه يحتاج الى التقدم الى طلب ترخيص لينتج مسرحيات اجتماعية، فسيجد أمامه طابورا طويلا حتى يحصل على التراخيص التي تساعده على استعادة استثماره في انتاج المسرحية التي تحتاج الى النص والديكور واختيار الممثلين، فلا شك أنه سيجد عناء ومشقة شديدة. وأضاف: عن الأعمال التي قامت بها الأمانات في المدن، لم أر أي نوع من أنواع التداخل بل هناك اجتهاد من قبل هذه الأمانات أن دورها هو القيام بما يمكن أن تقوم به أي إدارة بلدية؛ لأن البلديات في أي مدينة متحضرة من مهامها أن تعنى بشؤون الثقافة أيضاً؛ لأن عمل البلديات لا تقتصر فقط على تنظيف الشوارع والاهتمام ببيئة الحياة في المدينة بل أيضاً الاهتمام بالشؤون الثقافية. مهرجانات خليجية سعودية وتعقيباً على ما ذكره د. مسفر الموسى عن صناعة الافلام قال سلطان البازعي أؤكد ما ذكر أن الأفلام السعودية الآن مسيطرة على المهرجانات الخليجية، وعلى سبيل المثال مهرجان دبي للسينما كاد في احد اللقاءات يكون مهرجاناً سعودياً، وخلال هذا العام نجد جميع الجوائز ذهبت إلى الأفلام السعودية في مهرجان دبي، والمهرجانات الأخرى التي شاركنا فيها خارج المملكة خاصة مهرجان الأفلام القصيرة في الاسكندرية، حينما بدأ التصويت جاءت الأفلام السعودية في المركز الأول، كذلك في مهرجان الأفلام السعودية في الدمام خلال الدورة الثانية عام 2015م بعد انقطاع دام حوالي ثماني سنوات شاركنا ب(66) فيلماً ما بين الروائي القصير والفيلم التسجيلي، وفي العام الماضي ارتفع العدد إلى (70) فيلماً ونتوقع أن يزداد العدد خلال العام 2017م، وكلها كانت قصصاً سعودية حقيقية، المنتجون سعوديون، وكذلك المخرجون سعوديون وهذا يؤكد على ما ذهب إليه د. مسفر الموسى في حديثه أن التطور التقني ساهم بشكل مباشر على أن يجرؤ الشباب السعودي للدخول في مجال الانتاج السينمائي، ووسائل الاتصال الحديثة سهلت في عملية الاخراج والتصوير، لذلك ليس غريباً أن يكون لدينا فيلمان دخلا في الأوسكار بفكر وانتاج سعودي، مضيفاً أنه فيما يتعلق باستقلال الفنون فأنا اتفق معكم مبدئياً ولكن من الضرورة وجود جهات حكومية منظمة وممكنة وليست مديرة، ولا يجوز أن أطلب من الهيئة العامة للثقافة أن تنتج لي عملاً مسرحياً، ولا أن تنظم مهرجاناً للمسرح وإنما المطلوب منها أن تنظم وتوفر الامكانات للجهات العاملة في مجال الفنون خاصةً القطاعات غير الربحية مثل الجمعيات والقطاع الخاص المستثمر مثل الفنان عبدالله السدحان وزملائه الآخرين. الرقابة وتداخل عبدالله السدحان قائلاً: لا شك أننا قدمنا مسرحيات كثيرة في السابق وأذكر أن هناك مسرحية قدمناها لمدة ثمانية أيام وأعتقد هي مسرحية "تحت الكراسي"، وعندما تمكنا من أدواتنا وأصبحت المجموعة المشاركة مبدعين تم ايقاف العمل، وفي مجال المسرح نجد أن الخمسة أيام الأولى من العرض المسرحي يعتبر بروفات عامة للمسرحية وليست بروفة حقيقية، وطيلة المدة التي أمضيتها في جمعية الثقافة والفنون حينما تعرض مسرحية لا يزيد عدد أيامها على (6- 7) أيام فقط، ليس بسبب النفس القصير وإنما بسبب الجهات المسؤولة، مضيفاً: ليست هناك مشكلة بالنسبة للفنانين أن يقدموا مسرحية وإنما المشكلة تكمن في عدم إتاحة الفرصة لنا في الاستمرار إذ ليس كافياً أن أقدم مسرحية يومي الخميس والجمعة وإنما المطلوب ان تكون مدة المسرحية شهراً وأن يتم الدخول برسوم عبر تذاكر مخصصة هنا نستطيع أن نضع ميزانية خاصة للمسرحية، مشيراً إلى أنه تقدم بطلب لأمانة الرياض وكان على رأسها آنذاك المهندس المقبل بعد أن كاد أن يوافق على طلبي وهو طلب يتعلق بتقديم فيلم، حيث نعاني من التلفزيون من حيث التشديد والرقابة فليس من المعقول أن تصل الرقابة إلى التدخل في النص وأصبحوا يتدخلون في كل شيء في الكتابة والنقد، وهذا عكس ما كان يحدث في السابق في منحنا هامشاً للعمل. وتأسف السدحان على وجود ضوابط غريبة في هذا الجانب قائلا: أنا فنان او ممثل أحرص على الابداع ولكنهم الآن يساوموننا على المبلغ، كأنني أعرض عقاراً أو فيلا، في حين أن لدي أتعابا مالية تتمثل في الأجور وتكاليف الانتاج، ولكن اللجنة تصر على أن نطلعهم على كل شيء من الأجور والتصوير والكاميرات التي نستخدمها، وقد اصبحت أعمل في الآونة الأخيرة بدون أجر، كيف استطيع أن أحضر اسماً من الأسماء الفنية ليساعدني؟ كيف استعين بورشة فنانين من الشباب ليعملوا لدي؟ فهؤلاء الفنانون نأتي بهم من مناطق مختلفة وبالتالي احتاج إلى أن اهيئ لهم بيئة مناسبة للعمل وللسكن حتى يستطيعوا أن يبدعوا، متسائلا أين الدفعات المالية أسوةً بالقنوات الفضائية الأخرى مثل ال(MBC) وروتانا وغيرهما من المحطات؟ وأضاف السدحان: للأسف نحن نتعامل مع أشخاص ليست لهم علاقة بالجانب الفني أو الثقافي، فنحن نسعى لتقديم عمل درامي فني للمشاهد والمتلقي ليس أمامك إلاّ أن تبحث عن جهة تقدم لك قرضاً مثل البنوك لأن الوضع المالي لا يسمح بذلك وقد نضطر إلى أن نرهن منازلنا لنحصل على مبلغ ندفعه مقدم، ومنذ العام الماضي إلى الآن نتكلم أن هناك (25%) عند توقيع العقد، ولكن مع ذلك لم نر شيئاً، ويطالبوننا بأن نبدأ العمل مبكراً قبل شهر رمضان ليكون لدينا مجال ونحن الآن في شهر ثلاثة ولم نر شيئاً ومازال الوضع يلفه الغموض، ونحن نحرص على العرض في شهر رمضان. أمانات المدن والدور الترفيهي وقال الزميل عبدالرحمن الناصر: منذ سنوات نرى الأمانة تتبنى فعاليات المسرح، وقبل الأمانة كانت جمعية الثقافة والفنون وكان هناك تعاون بينها وبين الفنانين وانتجوا عدة مسرحيات أدت إلى تخليد مسيرة المسرح السعودي، هل يا ترى مستقبلاً ستنفض العلاقة بين الأمانة وبين المسرح ليعود المسرح إلى الجمعية كما كان في السابق؟ وعلّق البازعي: أنا لا أقر بأن الأمانة أصبحت هيئة للمسرح بل ان عملها واهتمامها بالمسرح يصب في خانة الدور الترفيهي ليس إلا، ومن أجل الترفيه عن سكان مدينة الرياض خلال الاجازات، ولا توجد في أمانة منطقة الرياض أو أي أمانة أخرى ادارة تسمى إدارة المسرح، ولم تنشئ أمانة منطقة الرياض إدارة متخصصة بالشؤون الثقافية والفنية، وإذا أردنا الحديث عن المستقبل فإنني أرى أن القادم سيكون أفضل بلا شك، وسيتم إنشاء الهيئات التي تحدثنا عنها، وستتولى هيئة الترفيه إصدار التراخيص للجهات المعنية مثل دور السينما، وتكون هيئة الإعلام المرئي والمسموح معنية بعملية الرقابة، وأن هيئة الثقافة ربما تكون معنية بالمحتوى والانتاج وتشجيعه وتطويره، وأعتقد أنه من المنتظر من هيئة الثقافة وهيئة الترفيه تحديداً أن تبدأ في أقرب وقت لإصدار التراخيص للفرق المسرحية الخاصة، وأن تقوم بتشجيع المستثمرين وتحفيزهم على إنشاء مسارح حقيقية وليست قاعات محاضرات تتحول إلى مسرح؛ لأن المسرح يشتمل على كواليس، وخدمات متكاملة، وأن تقوم هيئة الثقافة بتشجيع الجمعية والقطاعات الخاصة على الانتاج، بالاضافة إلى ذلك نجد في وثيقة الرؤية صناديق الدعم حيث تعمل الدولة على إطلاق أول صندوق معني بتمويل المشروعات الثقافية ربما تكون تحت مسمى داعم، لذا أتوقع أن وجود مثل هذا الصندوق سيشجع الآخرين على إنشاء صناديق مماثلة، وقد تقدم شركات القطاع الخاص الكبرى على أن تسهم في مثل هذه الصناديق، ونتوقع الدعم من أفراد ومن بعض القطاعات الخاصة ومن بعض الاستثمارات التي ستقوم بها الجمعية. سوق للفن وتداخل الزميل رجا المطيري قائلا: ان كل الآراء التي طرحت في هذه الندوة وبالرغم من تباينها نجدها تبحث عن شيء واحد وهو إنشاء سوق للفن من خلال منتج قادر أن يصل إلى المستهلك بشكل مباشر بدون عوائق رقابية ومدير ومشرف وأنظمة مقيدة مع وجود تشريعات منظمة فقط، مضيفاً أن المطلوب من الجهات المسؤولة وبما فيها جمعية الثقافة والفنون منح تراخيص للمنتج والمستثمر بحيث يؤدي عملاً فنياً راقياً تجذب المشاهد والمتلقي، ولاشك أن دولتنا مليئة بالمستثمرين والفنانين، ومثل هذه الشركة تقدم عملاً واحداً في العام بينما من المفترض أن تعمل هذه الشركة في جميع أنواع الفن سواء المسرح أو السينما والغناء وغيرها من مجالات الفنون كما يحدث في جميع بلدان العالم وأقرب مثال على ذلك جمهورية مصر، حيث نجد شركة الانتاج يمكنها ان تعمل في جميع الاتجاهات الفنية طوال السنة ولديها موظفون يعملون فيها، ولكن للأسف في المملكة لا توجد مثل هذه الشركات وذلك بسبب عدم وجود الرؤية الواضحة في السوق الذي من المفترض أن يؤسس في داخله أعمال فنية، ولاشك أن المملكة مؤهلة من جميع النواحي سواء من حيث الجمهور او من حيث تحقيق سوق قوي جداً على مستوى العالم العربي. التنظيم الإلكتروني وشارع الفن وفي إجابته عن سؤال الزميل خلدون السعيدان، أوضح د. مسفر الموسى إن وجود أكثر من جهة للمسرح وللسينما وللثقافة أعتقد أنه أمر جيد وإيجابي، ولكن من المفروض أن نتحدث عن ثلاثة أمور أساسية هي: الجانب التنظيمي، والجانب الخاص بالبنية التحتية، وبقية الجوانب لا مانع أن يتنافس فيها جميع الأمانات والجامعات، ونتمنى أن تكون داخل كل كلية مسرح، وكذلك المدارس يوجد فيها مسارح فكل ذلك نعتبره شيئاً إيجابياً، مضيفاً: أرى أن لدينا إشكالية كبيرة في التنظيم الإلكتروني، ولعلكم تعلمون أن الصحف الموجودة الآن موجودة لحماية المحتوى وحماية الملكية الفكرية، ومن المشاكل الالكترونية أن الفيلم يمكن أن يؤخذ ويوضع على اليوتيوب ومن ثم تضيع حقوقي، فأنا أحتاج إلى منصة مغلقة لأعرض فيها أعمالي المسرحية أو السينما لأحقق مليون متابع ومشاهد وباشتراك لا يزيد على (10) ريالات، وعلى سبيل المثال الآن معظم أفلام هوليود لا تعرض في السينما إنما تعرض عن طريق الدفع بأقل من دولار واحد على مجتمع مثل المجتمع الهندي عن طريق الإنترنت، أما البنى التحتية فيمكن أن تقوم بإنشائها كل أمانات المناطق، ونأمل أن تكون في كل مدينة من مدن المملكة مسارح جاهزة لعرض المسرحيات، كذلك نأمل أن تكون لدينا شوارع مفتوحة وتغلق أمام السيارات كما حدث في مدينة أبها في فصل الصيف حيث فتح شارع يسمى شارع الفن، وزار هذا الشارع خلال شهر واحد أعداد هائلة حيث تمت إقامة الفنون التشكيلية والرقصات الشعبية وتوفير خدمات مثل المقاهي والمطاعم، ونأمل أن يتم تطبيق هذا النظام على شارع التحلية بمدينة الرياض وإغلاقه من السيارات، ولكن المطلوب من هيئة الثقافة أن تعمل على حماية الذوق الرفيع بأن تحرص على عدم اندثار الرواد مثل محمد عبده وأعمال الفنان طلال مداح -رحمه الله- وغيرهما ورواد الدراما والمسرح مثل عبدالله السدحان وناصر القصبي وغيرهما فهؤلاء يمثلون الذوق الرفيع. المجلس الثقافي وقال رجا العتيبي: الشيء المؤكد أنه ليس من السهل أن نضع حارساً على الفن، وإنما الذي يستطيع أن يحدد الفن الهابط أو الفن الرفيع هو الجمهور، والدعوة إلى حماية الفن هذه من الدعوات المترسخة في ثقافتنا فهذا ليس أمراً صحيحاً البتة، هناك أمر آخر وهو أننا تعودنا كمسؤولين ألاّ نعمل شيئاً إلاّ بعد تلقي التعليمات من الجهات المسؤولة أو تلقي توجيهات من الجهات العليا، بحيث تكون هذه التوجيهات واضحة وصريحة حتى يتسنى لنا العمل خصوصاً في المجالات الثقافية والفنية، إذن لا بد من وجود المجلس الثقافي الذي يمكن أن يكون مخولاً بإعطاء التوجيهات الواضحة والصريحة، وبالتالي يؤدي إلى إلغاء التعارض الموجود الآن لدى العديد من الجهات التي نرى أن توجيهاتها متشابهة. وعلّق سلطان البازعي: أنا شخصياً لا أعترض على وجود مجلس أعلى للثقافة، فهو لا شك مقترح جيد وسيكون نافعاً وفعالاً مثل مجلس شؤون التنمية الاقتصادية ومجلس الشؤون الأمنية والسياسية، ولكن أرى أن وجود هيئة الثقافة سيجعلها قادرة على إقرار التنظيمات والتشريعات الخاصة للأعمال الفنية والسينمائية وغيرها. اكتشاف المواهب وعلق سلطان البازعي على مقولة ان الجهات الثقافية جهات حكومية، وقال: هي ليست جهات حكومية وإنما تعمل تحت رعاية الحكومة، فمثلاً نجد أن وزارة الثقافة والإعلام هي التي تعين مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون، وأعتقد أن هذا الوضع لن يدوم كثيراً، ومن المؤكد من الآن وصاعداً ستتغير الأمور كثيراً، وأن الإعانة التي كانت جمعية الثقافة والفنون تتلقاها من الدولة لن تستمر وربما تكون الميزانية القادمة هي الفاصلة في ذلك وستكون الأمور المالية واضحة تماماً، وربما لن نتسلم شيئاً، وقد وضعنا احتياطاتنا اللازمة في حالة عدم حصولنا على دعم من الدولة، مضيفاً أن جمعية الثقافة والفنون منذ أن تم إنشاؤها وحتى الآن هي حاضنة للمواهب، وتفخر الجمعية أن كثيراً من المواهب الذين يقودون العمل الفني في المملكة بدأوا من خلال جمعية الثقافة والفنون على مدى ال(44) سنة الماضية. مفهوم الثقافة "مشوّش"..! عقّب رجا العتيبي على موضوع استقلال الفنون، مؤكدا أن الفنون ولدت في الأصل لتكون مستقلة وليست تابعة إلى جهة حكومية، وهذه هي المشكلة الأساسية بارتباطها بجهة حكومية، لأن الفن لا يمكن يشرف عليه مدير عام أو رقيب أو لجنة خاصة سرية كانت أو ظاهرة، مضيفاً أن الأغاني مستقلة ليست تابعة لأي قسم من الأقسام لذلك نجد منتجات كثيرة من الأغاني وتواكب التطور الموسيقي الهائل؛ لأن لا يوجد مدير عام يشرف عليها، ومستمرة في الانتاج منذ سنوات طويلة ونجد الفنون التشكيلية والدراما والمسرح كلها تابعة لجهات حكومية وبالتالي نراها مقيدة بميزانيات ومديرين مما أدى إلى إعاقتها وعدم ظهورها بالشكل المطلوب، معلقا على موضوع صاحب القرار في مجال الثقافة والفنون وقال: أذكر أن سلطان البازعي حينما تم تعيينه رئيساً لجمعية الثقافة والفنون قدم مشروعاً مهماً جداً لصاحب القرار ولكن للأسف جاءه سؤال كبير على مشروعه يقول: من الجهة التي لها علاقة بالثقافة، هل هي جمعية الثقافة والفنون أم النادي الأدبي أم هي هيئة الثقافة؟، أي جهة من هذه الجهات يمكن أن يقوم صاحب القرار بدعمه، والغريب في الأمر أن الدعم الحكومي الذي جاء إلى الجمعية كان يتم إرساله إلى الأندية الأدبية، مشيراً إلى أن مفهوم الثقافة لدينا مازال مشوشاً -إن صح التعبير-، لذا نحن محتاجون الى تحرير مصطلح الثقافة وأن نقوم بتفصيله وتجزئته حتى يكون سهل القياس ومن ثم يكون سهل الدعم، مؤكداً في هذا الصدد على أن الإشكالية تكمن في وجود عدد من الجهات مثل وجود هيئة الترفيه وهيئة الثقافة ووجود جمعية الثقافة والفنون ووجود جمعية المنتجين ومشاركة أمانات المناطق، متسائلا.. إذن كيف يستطيع صاحب القرار أن يدعم؟، وأي جهة من الجهات يمكن أن تدعم؟، فمن الأفضل ألاّ يوجد مثل هذه الكيانات وأن يستقل الفن تحت اشراف نظام تشريعي واضح، وأعتقد أن جمعية الثقافة والفنون هي الأجدر بالقيام بهذه الأعباء ولها القدرة على التنظيم بحكم تاريخها العريق وبحكم ما تضم من كفاءات وقيادات فنية واعية. التجارب والاجتهادات تشوّه المسرح السعودي..! عن تقييم بيئة الوسط الفني حالياً، وهل هي محفزة لجيل الشباب، قال عبدالله السدحان: في الواقع أن الكثيرين من الفنانين ابتعدوا كلياً عن المسرح لأنه أصبح مسرحاً تجريبياً ومسرحاً يشوبه كثير من الاجتهادات، وانتهى دور المسرح الحقيقي الذي كان متواجداً في تلك الفترة واقصد فترة رعاية الشباب التي كانت مسؤولة عن جمعية الثقافة والفنون، وكان لجمعية الثقافة والفنون دور كبير في الماضي، ولا شك أن لها دور الان خصوصاً أنني أعرف كثيراً عن كواليس الجمعية وما يدور فيها سواء على مستوى الميزانيات أو على مستوى القرارات وهي أمور ليست بأيدينا، راجياً أن تجد حلولاً عاجلة، مضيفاً ما أراه حاليا من مسرحيات هي عبارة عن تجارب مسرحية واجتهادات تقوم بها أمانة مدينة الرياض مشكورة وهي اجتهادات شباب متحمس لتقديم عمل مسرحي ابداعي، ولكن للأسف نجد أن البيئة المحيطة بهم ليست لها علاقة بالمسرح بشكل عام؛ لأن المسرح ليس عبارة عن خشبة يقف عليها ممثل وكفى، وإنما لابد من وجود بيئة ملائمة كما ذكر البازعي، ونحن للأسف ابتعدنا عن المسرح لعدم وجود مسرح وتركنا المجال للشباب ليقدموا انفسهم كممثلين ومبدعين، ولم نر مسرحيات تحدث عنها المشاهد أو المتلقي كما تكلموا عن مسرحيات سابقة مثل تلافي النكد، تحت الكراسي، مهابيل وغيرها من اجتهادات جمعية الثقافة من جهة والنادي الأدبي الذي لا أدري هل تلاشى أم موجود، مشيراً إلى أن المسرحيات التي قدمت الآن ليست هناك مسرحية يمكن أن نشير إليها، لهذا أرى ضرورة أن تعود جمعية الثقافة والفنون مثلما كانت في السابق. الثقافة والفنون حاضرة بقوة في رؤية 2030 ووثيقة التحول الوطني تحدث سلطان البازعي عن وضع الثقافة والفنون في المملكة وسبل الارتقاء بها قائلا أنه بدلاً من النظر إلى الماضي نرجو أن نتطلع إلى المستقبل، مؤكدا أن رؤية المملكة 2030 وماتلاها من وثيقة التحول الوطني 2020 وهما أول وثيقتين حكوميتين بهذا الحجم من المساحة للثقافة والفنون وتعطيانهما هذا الدور الرئيسي والمهم في تنمية الانسان وتنمية المكان، وبذلك تكون هذه الرؤية قد بشرتنا بحال مختلف بالنظر لهذا القطاع، وأرجو أن ينعكس إيجاباً على نمو هذا القطاع وازدهار الفنون والحركة الثقافية، وأرجو أن نكون على مستوى التحدي باعتبارنا عاملين في هذا القطاع، ونأمل أن نكون قادرين على مواكبة هذه الرؤية وأن نعطيها ما تستحقه من جهد في إيصال رسالتنا كمنتمين لهذا القطاع والعاملين والفنانين، وأرى أن الرؤية وما حملته من مشروعات طموحة وما وعدت به من وسائل تمويل مختلفة ستعطينا مجالاً واسعاً للحركة إذا أُحسن استخدامها، وإذا استطعنا أن نقدم المستوى اللائق بثقافة وفنون هذا الوطن، مبيناً أن الفن السعودي على مستوى الموسيقى والدراما أو الفنون التشكيلية حققت نجاحات ممتازة على الصعيد المحلي والاقليمي والعربي والدولي حيث لنا حضور متميز، مؤكداً على أنه بدون وجود أسس فلا قيمة لهذا الحضور، حيث هناك أُسس يفترض وجودها لنهضة أي مجتمع فني، إذ ليست هنا أكاديميات فنية ولا توجد أدوات الانتاج الملائمة ومع ذلك استطاع الفنانون ان يحققوا نجاحات في غالب الأحيان بجهود ذاتية والوصول إلى المراتب المتقدمة، وأعتقد أن ذلك يحسب لمواطني هذا البلد، وللحراك الفني ويؤكد كذلك أن المواطن السعودي منتج ومستهلك جيد للفنون. وأضاف: كثيرا ما كنا نشكو عدم وجود البيئة التنظيمية الملائمة ومن عدم وجود أدوات التمويل المناسبة وعدم وجود الأسس العلمية للعمل الفني، حيث أرى أن الاكاديميات الفنية ضرورية إذ نحتاج إلى أكاديميات في المسرح والدراما وأكاديميات في علوم الموسيقى والفنون التشكيلية، ووسائل عرض لتوصيل المادة للجمهور، وأن تكون المسارح متاحة ومشرعنة وهذه أمور في غاية الأهمية، كمايجب أن ينتقل الحراك الموسيقى من السماع عبر التلفزيون إلى واقع الحفلات العامة، ولابد من إعادتها إلى الساحة ولا أقول استحداثها، ولابد أن يكون لدينا كذلك مجال لتنمية الحراك من الفنون التشكيلية. ما المطلوب؟ سلطان البازعي: * تطبيق ما جاء في وثيقة الرؤية لأن ذلك سيكون كفيلاً بإعطائنا دفعة قوية اتجاه الثقافة والفنون بشكل صحي، وفي أكثر الحالات تشاؤماً إذا تحقق (60%) مما ورد في هذه الوثيقة سنكون حققنا تقدماً عالياً جداً من حيث إيجاد البنية التشريعية الملائمة، وإيجاد وسائل التمويل المناسبة، والمؤسسات الأكاديمية التي يمثلها المجمع الملكي للفنون، كما نحتاج إلى أكثر من أكاديمية للفنون في مختلف المجالات. عبدالله السدحان: -نحتاج دعماً ومرونة في مجال الفن والإنتاج التمثيلي والمسرحي، وإيجاد تسويق وإعلانات عبر التلفزيون، كما أنه من المهم التركيز على الجودة في الأعمال المنتجة، والأهم من ذلك وجود ميزانية كافية، ولابد من اتاحة مساحة من الوقت للإنتاج قبل موسم رمضان حتى يكون العمل جيداً وجاذباً للمشاهد. رجا العتيبي: * أرى أن يتم إنشاء مجلس ثقافي موازٍ لمجلس الشؤون الاقتصادية ومجلس الشؤون الأمنية والسياسية، والعمل على استقلال الفنون من التبعية للقطاعات الحكومية أو شبه الحكومية، مع الحرص على استثمار الثقافة عن طريق جهات مرجعية. د. مسفر الموسى: * يجب ربط المنتجين بالطرف الأخير وهو المستهلك النهائي، وأن يكون دور الدولة مقتصراً على إيجاد البنية التحتية ووضع التشريعات والتنظيمات، إضافةً إلى إنشاء الأكاديميات، كما يجب على هيئة الترفيه أن تكون قريبة من ثقافة المجتمع؛ لأنها حالياً بعيدة عن فنون وثقافة المجتمع، وكأنها تسعى إلى تسويق ثقافات أخرى مرتبطة بالنخبة وليست شعبية . جمعية الثقافة والفنون سيّدة قرارها..! فيما يتعلق باستقلالية جمعية الثقافة الفنون، أوضح عبدالله السدحان أنه حينما كانت جميعة الثقافة والفنون مرتبطة بالرئاسة العامة للشباب وتحديداً في فترة الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- كان لها شأن وقرار وكانت لها قوة وفعالية، حيث كنت عضواً في جمعية الثقافة والفنون ومازلت، وأشعر الآن أن الهالة والمكانة التي كانت عليها هذه الجمعية -للأسف- قد انطفأت لما لوزارة الثقافة والإعلام من مسؤوليات أخرى. وتداخل سلطان البازعي قائلاً: في الحقيقة يجب التأكيد نظامياً أن جمعية الثقافة والفنون هي جمعية مستقلة وهي مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني، وبالرغم أنها تعمل تحت إشراف وزارة الثقافة والاعلام ولكنها في نهاية الأمر هي سيدة قرارها، متمثلة في قرارات مجلس الإدارة مالياً وإدارياً، واعتقد أن هذه الاستقلالية فيها جانب إيجابي وجانب سلبي، الجانب الإيجابي هي حرية الحركة وليس هناك عذر يمنع أعضاء الجمعية من العمل، أمّا الجانب السلبي فإنه يأتي من جانبين الجانب الخاص بوزارة الثقافة والإعلام كجهة مشرفة إذ إنها لا تسأل الجمعية عن نشاطها وعملها، ولا تطالبها بخطة عمل.وفي ذات الوقت قد تجد الوزارة تعمل بصورة منافسة للجمعية، مبيناً أن الفترة التي أشار إليها عبدالله السدحان هي الفترة التي كانت تتبع فيها الجمعية للرئاسة العامة لرعاية الشباب وتحديداً في عهد الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- حيث كانت الجمعية مرتبطة ارتباطاً مباشراً بشخصية الأمير فيصل، وقد تبنى الجمعية بشكل شخصي ونشأت في عهده وازدهرت كذلك، وأعطاها الفرصة للحياة ودافع عنها بقوة، ولكن للأسف الجمعية لم تستفد من تلك القوة والمتابعة، وبالتالي نجد الجمعية أنها مازالت بدون بنية تحتية، فمثلاً في عهد الأمير فيصل أصبحت لكل الأندية مقرات، ولم يكن من الصعب لسموه أن ينشئ مقرات دائمة لجمعية الثقافة والفنون وفروعها، وأعتقد أن القصور لم يكن من سموه وليس من الدولة وإنما ممن لم يقوموا بدورهم بالشكل المطلوب تجاه الجمعية، ولم يقدموا مشروعاً مقنعاً يمكن أن يتبناه رجل بقامة الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله-. مستقبل واعد لصناعة السينما السعودية أوضح د. مسفر الموسى في إجابته على سؤال حول التناغم مع هيئة الترفيه، ورؤيته لتعدد الجهات المختصة في هذا الجانب، أنه متفائل جداً بمستقبل الفن وتحديداً في مجال السينما، وقال: في المجال السينمائي ومنذ عام 2006م حدثت طفرة إلى حد ما في المجال السينمائي أو في المجال الفني السعودي وسبقت هذه الطفرة عملية سهولة تعلم الأجيال الجديدة لهذه الفنون من حيث الإخراج ومن حيث الأداء والتصوير وقلة تكاليف الإنتاج عكس ما كان في الماضي من تكاليف عالية في الانتاج السينمائي، والعامل الآخر هو ظهور فعاليات المهرجانات في دول الخليج وفي لبنان ومصر وبعض الدول العربية، وخلال الأعوام الأخيرة وجدنا الشباب السعودي المنتجين والمخرجين منهم يأخذون نصيب الأسد من المسابقات التي تتم في هذا المجال، وأرى أن هناك نموذجاً جيداً في دولة قطر من خلال دعمهم السخي للثقافة والفنون، وقد التقيت بهم في اجتماعات عديدة خلال العامين الماضيين حيث اكتشفت أن جمهورهم الذي يتابعهم وهم من الجمهور السعودي، وقد أكد لي أحد المسؤولين في قطر أن السعوديين إذا خرجوا من قطر لن نستطيع أن نحقق نجاحاً في مجال السينما، منهم المنتجون والمخرجون والجمهور السينمائي لدينا هو جمهور سعودي، لهذا أنا متفائل بمستقبل الصناعة السينمائية في السعودية كواحدة من الفنون الأصيلة التي من المفروض أن نتبناها، أما فيما يتعلق بموضوع تعدد الجهات فأرى أن فيه الجانبين الإيجابي والسلبي، فإن وجود الجهات بدون تناغم وانسجام يعتبر أمراً سلبياً الى حد ما؛ لأنه في هذه الحالة لا يوجد من يتبنى البنى التحتية للسينما في السعودية، متسائلا على من تقع مسؤولية تهيئة البنى التحتية؟ البازعي: رؤية 2030 ووثيقة التحول الوطني تحملان مشروعات مبشّرة بازدهار القطاع.. ونحن على مستوى التحدّي السدحان: الفن والإنتاج يفتقران للدعم والتسويق ويعانيان من سلطة الرقيب.. ودور المسرح الحقيقي انتهى! العتيبي: الفنون ولدت مستقلّة.. ولن تنهض الثقافة والفنون إلا إذا أصبحت مشروع دولة د.الموسى: شبابنا بحاجة لبنية تحتية وتشريعات وأكاديميات لينطلقوا.. ومتفاؤلون بمستقبل السينما الفنون الشعبية بحاجة للدعم وتوحيد المرجعية ربط المنتج بالمستهلك يضمن جودة المُخرج مستقبل زاهر ينتظر الحركة الثقافية والفنية في المملكة في الرؤية الجديدة المجتمع بحاجة للمزيد من الفعاليات الثقافية والفنية التي ترتقي لمستوى تطلعاته حضور «الرياض» محمدالغنيم عبدالله الحسني رجا المطيري خلدون السعيدان عبدالرحمن الناصر