بعد تماثله للشفاء وخروجه من مستشفى الملك خالد الجامعي بعد أن أمضى فيه ستين يوماً بعد أزمة صحية طارئة يقضي الأديب محمد القشعمي أيام العيد بين أولاده وأحفاده وأقاربه وفي مكتبته العامرة التي ضاقت بما رحبت بالكتب والمؤلفات والمراجع من إنتاجه ومن مقتنياته الأدبية. "ثقافة اليوم" قامت بزيارته بمنزله بحي غرناطة للاطمنئان على صحته وأفصح لنا قائلاً: "كتبت وصيّتي منذ مدة، لكن أشد ما يؤلمني ويشغل بالي هذه المكتبة التي صرفت جلّ شبابي وشيخوختي لأجمع محتوياتها. وبعدما قمنا بأداء واجب الاطمئنان على صحته أهدانا الأستاذ محمد القشعمي اثنين من مؤلفاته الجديدة: الفكر والرقيب، وعبدالرحمن منيف في عيون مواطنيه. يعرف الباحث والمؤلف السعودي محمد بن عبدالرزاق القشعمي باشتغاله على جمع ورصد عدد كبير من سير رواد وأعلام الصحافة السعودية، وتوثيق سير أكثر من 370 شخصية ضمن مشروع التاريخ الشفهي في السعودية ودفع إلى المكتبة السعودية بأربعين كتاباً مطبوعاً في مختلف الأغراض الثقافية؛ في السير لبعض رموز الأدب والتاريخ والشعر، ورصد للحركة الثقافية العربية، أربعين كتاباً في حياة القشعمي خلال نصف قرن من الاطلاع والتدوين والرصد امتدت لمئات السنين، وهناك بعض المؤلفات التي تنتظر الدفع بها إلى المطبعة. القشعمي قال "لثقافة اليوم: " لا أكتب عن أحد إلا لمن أحب، ومن حقي أن أمدح من أحب، ومن يستحق نظير ما قدمه لمجتمعه ولوطنه. القشعمي يفتخر بتبني مشروع تسجيل "التاريخ الشفهي للسعودية" بلقاءات كبار الأدباء ورجال العلم والتعليم والمال والسياسة، وسجل حتى الآن سيرة أكثر من 300 شخصية من مختلف أنحاء بلاده. ولد محمد عبدالرزاق القشعمي عام 1945 في قرية «معقرة» إحدى قرى محافظة الزلفي داخل نفود الثويرات، وكانت تسمى القرى المحاطة بالرمال العُقل، ومفردها عقلة، والتحق وهو في الخامسة من عمره بكُتّاب القرية، وحصل على شهادة الثانوية العامة من معهد الرياض العلمي قبل 53 عاماً. ثم مارس العمل الحكومي موظفاً في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية (رعاية الشباب) وتنقل في عدة مدن سعودية مسؤولاً عن مكاتب رعاية الشباب، وسكرتيراً للأسابيع الثقافية السعودية في عدة دول، ورأس القسم الأدبي بالشؤون الثقافية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب في الرياض قبل 33 عاماً. وبعدها أصدر سلسلة «هذه بلادنا»، وكُلِّف بعضوية الأمانة العامة لجائزة الدولة التقديرية للأدب، ومثَّل بلاده في مناسبات ثقافية، وتقاعد مبكراً من العمل، والتحق بمكتبة الملك فهد الوطنية مسؤولاً عن الشؤون الثقافية فيها منذ 20 عاماً. محمد القشعمي نصف قرن من الرصد والتسجيل كتاب الفكر والرقيب آخر مؤلفات القشعمي