بعد ثلاثة أشهر يدخل الباحث الأديب محمد القشعمي عقده الثامن وهو يرفض أن يستخدم الهاتف الجوال أو وسيلة من وسائل التواصل الاجتماعي»فيسبوك – تويتر»، وبحسب حديثه ل»الشرق» أن كل هذا الرفض خوفاً من أن يشغل وقته أو يصاب بالكلل والملل. الأديب القشعمي كان يتحدث لنا وهو يمارس رياضة المشي في ممشى حي غرناطة بجوار منزله، حيث شكا لنا مع قرب بلوغه العقد الثامن من قلة النوم ويجد صعوبة الاستمتاع به لأطول مدة ممكنة، مبيناً أنه منذ أكثر من عقدين وهو يحرص على تنظيم مواعيد النوم والأكل، فيشير إلى أن موعد نومه هو العاشرة مساءً، أما بالنسبة للأكل فيقول «أعمل بالوصفة الطبية: كل فطورك كاملاً وأشرك بغدائك آخر، أما عشاؤك فدعه لعدوك». القشعمي التزم أسبوعياً بزيارات وحضور مجالس أدبية وثقافيه منها مجلس حمد الجاسر صباح كل خميس، الذي تحوَّل إلى السبت، وبعد الظهر الاجتماع بثلة من الأكاديميين والكتَّاب والمثقفين بدار المفردات بضيافة صاحبها الشاعر عبدالرحيم الأحمدي، ومجلس الشيخ محمد العبودي بعد مغرب كل إثنين، وزيارة مواساة للصديق محمد العجيان – شفاه الله وعافاه- بعد مغرب كل خميس، وحضور مجلس الزميل عبدالرحمن العبدالسلام بعد صلاة الجمعة وبعد صلاة العصر حضور مجلس الدكتور حمود البدر، علاوة على لقاء أصدقاء وأبناء عبدالكريم الجهيمان – رحمه الله – آخر إثنين من كل شهر، هذا شبه ثابت ما لم يطرأ ما يحول بيني وبين إتمامه.. وحضور غير منتظم لمناسباب النادي الأدبي في الرياض بحكم عضويته في جمعيته العمومية. ويعتز القشعمي بتبني مشروع تسجيل «التاريخ الشفهي للسعودية» بلقاءات كبار الأدباء ورجال العلم والتعليم والمال والسياسة، وسجل حتى الآن سيرة أكثر من 300 شخصية من مختلف أنحاء بلاده. القشعمي شدد على أنه يملك وقتاً مهماً وهو دخول مكتبته الخاصة في المنزل من بعد صلاة المغرب حتى ال 9:30 مساءً للقراءة أو الكتابة عدا العطلة الأسبوعية، فيستمر إلى الحادية عشرة، مع ما يجد من حضور لمناسبات فرح أو ترح. ولد محمد عبدالرزاق القشعمي عام 1945 في قرية «معقرة» إحدى قرى محافظة الزلفي داخل نفود الثويرات، وكانت تسمى القرى المحاطة بالرمال العُقل، ومفردها عقلة، والتحق وهو في الخامسة من عمره بكُتّاب القرية، وحصل على شهادة الثانوية العامة من معهد الرياض العلمي قبل 53 عاماً. ثم مارس العمل الحكومي موظفاً في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية (رعاية الشباب) وتنقل في عدة مدن سعودية مسؤولاً عن مكاتب رعاية الشباب، وسكرتيراً للأسابيع الثقافية السعودية في عدة دول، ورأس القسم الأدبي بالشؤون الثقافية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب في الرياض قبل 33 عاماً. وبعدها أصدر سلسلة «هذه بلادنا»، وكُلِّف بعضوية الأمانة العامة لجائزة الدولة التقديرية للأدب، ومثَّل بلاده في مناسبات ثقافية، وتقاعد مبكراً من العمل، والتحق بمكتبة الملك فهد الوطنية مسؤولاً عن الشؤون الثقافية فيها منذ 20 عاماً.