رسالة المملكة العربية السعودية عبر قيادتها وبيت الحكم فيها كانت متجلية وواضحة عنوانها الحب والتآلف والتآخي، فلا صوت يعلو على صوت المنطق واختيار الأصلح لذا انتقلت ولاية العهد بكل أريحية وسلاسة وسط تبريكات ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف وامتنان ولي العهد الجديد الأمير محمد بن سلمان، هذا ليس بروتوكولا يقدم للناس بل هو إثبات حقيقي نُقل بالصوت والصورة لمتانة العلاقة بين صانعي القرار والوفاء والحب الذي يجدونه فيما بينهم ومن أهل هذه البلاد الطاهرة. هذه الحقائق رسَخت حينما رسمت في ذاكرة الشعب السعودي صوراً مضيئة لقيادتها التي كانت واضحة كل الوضوح وهي تعبر عن الدستور الأساسي الذي وجه به الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود "طيب الله ثراه" بكيفية إدارة البلاد ومن يتم اختياره.. حقائق تنطلق من قيمة وفاء عالية جبلت عليها القيادة السعودية وظلّت على هذا المبدأ بتجل ظاهر. فلم يكن غريبا أن يكون خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عنوانا حاضرا لهذا الوفاء والقدرة على التفاعل بإيجابية مع الدستور، تجلى ذلك حينما مزج الشأن الإنساني ومصلحة هذه البلاد بالقيادة العالية القيمة فكما بدأت السعودية الحديثة ها هي تستمر على النهج.. بل وتظهر أكثر وضوحا وألقا في زمن الشفافية والمعلومة الحقيقية.. فلا مهادنة ولا تصنّع.. وفي ذلك ومنه نؤمن أن بلادنا كما غيرها يطالها التغير رقيا وفكرا وتفاعلا مع العالم، سواء على مستوى القيادة أو ما يخص المجتمع والفكر والعلاقات مع الآخرين، لسنا في معزل ولسنا في إطار خصوصية مغلقة. الآن ندخل حقبة جديدة تخص المتغيرات الأساسية.. حقبة تحدياتها كبيرة، تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز.. حقبة الانتقال من دولة ريعية الى أخرى منتجة لا تعتمد على مورد وفق الفكر الجديد الذي يقوده ولي العهد محمد بن سلمان وآمن به السعوديون جميعا وأعلنوا دعمهم له.. حقبة سترتكز على تطلعات ومعايير نثق بأنها ستكون الأفضل، يفرضها الموقع المهم للملكة العربية السعودية اقتصاديا وسياسيا ودينيا كبلد كبير ومؤثر. في ظل ذلك فلم نكن نحتاج إلى من يخبرنا عن بلادنا وكيفية إدارتها واختيار قادتها، ولسنا بمنصتين إلى من يقرأ علينا ما يجب أن يكون بيننا ولا أحسب نعيق الحاقدين القادم من الخارج الذي يظهر بين الفينة والأخرى وحين أي تغيير أو مناسبة أو حتى ابتعاد مسؤول وتولي آخر مقاليد في بيت الحكم إلا صوتا نشازا لا يعينينا ولا نأبه به. السعودية المعتدة بقيادتها المعتزة بفضائلها وأفضلياتها من واقع قيادتها للعالم الإسلامي ودورها المحوري عالميا لن تخلو من حاسدين يرمون إلى كيد ويتمنون الفرقة ويختلقون قضايا يتمنون البحث فيها والنظر إليها، وإبداء الرأي تجاهها.. يقيسون كيدهم على ما يجري في بلدانهم وهم يدركون وهم صاغرون أن المملكة العربية السعودية لم تكن في يوم من الأيام دولة بوليسية ولا شاهد عنف وتقاتل ولله الحمد، بل بلد السلام والمحبة، والقيادات الحكيمة المخلصة لوطنها وشعبها، وهو ما منحها الثبات والرسوخ على مدار أكثر من قرن من الزمان وستظل بإذن الله كذلك بفضل تماسكها وتلاحمها. سنتركهم في غيهم يعمهون مُنزعجين من استقرارها وتكاتف شعبها وقيادتها، تائهين من أي جانب سيأتون وأبوابها الفكرية والنفسية مغلقة عليهم ليصيبهم الإحباط المعلوماتي حتى باتوا يصورون كل تغيير أو منح قيادات جديدة الثقة هو الانقسام والتضارب، مع أنهم يعلمون كما غيرهم أن تلك سنة الحياة.. وفق الله الملك سلمان بن عبدالعزيز وسدد خطاه وعضيده ولي عهده الأمير محمد بن سلمان.