تتميز المملكة العربية السعودية بجملة من المزايا والسمات التي قلما توجد في عالمنا اليوم من حيث التأني والروية والسلاسة والهدوء المقرونة ببعد النظر في اتخاذ القرارات المفصلية فمع ما أصاب البلاد من فقد ركن من أركانها اهتزت لوفاته أفئدة جميع أبناء الوطن، إلا أن الحنكة والحكمة خففت من هول الفاجعة عبر قرارات مفصلية أكدت صلابة ومتانة البيت السعودي الذي وقف شامخاً رغم العديد من الأحداث التي مرت بها البلاد، فضلاً عما يجتاح العالم من هيجان سياسي واضطراب أمني. إن المتأمل لسلاسة القرارات الملكية بتسمية ولي العهد وما تلاها من قرارات أخرى تؤكد وبوضوح تام حكمة وحنكة قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله - الذي سار على نهج إخوانه الذين سلكوا نهج والدهم مؤسس هذا الكيان العظيم الملك عبدالعزيز - رحمهم الله جميعاً -. فعلى الرغم من سحابة الحزن الكئيبة التي أظلت سماء الوطن خلال الأيام الماضية بفاجعة وفاة فقيد الأمة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز - يرحمه الله -, إلا أن مشهد استمرار وحدة الصف واجتماع الكلمة الذي ظهر جلياً بذلك اللقاء التاريخي الذي جمع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإخوانه وأبنائه ذرية الملك عبدالعزيز في منتصف ليلة الأول من ذي الحجة 1432ه وأعلن بعده صدور الأمر الملكي الكريم باختيار صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد، ثم ما تلى ذلك من أوامر ملكية سامية بتعيين عدد من أصحاب السمو الأمراء كان على رأسهم تعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وزيراً للدفاع، وصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز أميراً لمنطقة الرياض. لاشك أن هذه السلاسة في صنع القرار تترجم بوضوح صلابة الأرضية التي شُيدت عليها هذه الدولة التي اتخذت كتاب الله سبحانه دستوراً وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم منهجاً ونبراساً، كما تؤكد رسوخ ومتانة العلاقة بين الشعب وقيادته وبُعد نظر وصواب رؤية المؤسس جلالة الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه الذي اختط نهجاً قويماً راسخاً للحكم في بلادنا وسار عليه أبناؤه البررة ولازالوا، وسيظل هذا النهج قائماً إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها بحول الله. إن السلاسة والهدوء الذي تتميز به بلادنا في اتخاذ قرارات مفصلية كتلك تجعلنا نشعر بالأمان والفخر والاعتزاز والسعادة سيما وأننا نعيش - كما أسلفت - في عالم تتلاطم فيه أمواج الفوضى والصراع فنحمد الله ونشكره بما من به علينا من ولاة أمر جعلوا من وحدة الوطن وأمنه ورفاه المواطنين شغلهم الشاغل وقضيتهم الأولى. نايف بن عبدالعزيز ومفهوم جديد للصورة الذهنية لمنصب وزير الداخلية... في الغالب الأعم فإن أول ما يتبادر لذهن أي إنسان حينما يُذكر أمامه اسم وزير داخلية دولة ما أن يتبادر إلى ذهنه وجه متجهم يكتنفه الغموض ونظرات حادة تخترق من يقف أمام صاحبها أو ينظر لصورته!! ولكن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز أعطى نظرية مغايرة حينما منح هذا الموقع السياسي الهام صورة ذهنية مختلفة عما تعارف عليه الناس، فالسكينة والأمان اللذان ينسابان بهدوء فيبعثان الطمأنينة في نفوس كل من حوله، وهدوءه في أحاديثه وحسن الاستماع، ثم تعاطيه مع الأحداث ومعالجتها بحكمة وروية كل ذلك مع العديد من السمات والسجايا الحميدة التي اجتمعت في شخص سموه جعلت منه وزير داخلية بمواصفات قل أن توجد في سواه، ممن يتسنمون هذا المنصب في عالمنا اليوم، فسموه - يحفظه الله - الحكيم الحازم في وقت الحزم اللين في مواطن اللين بعيد النظر صائب الرؤية صاحب القلب الكبير... القيادي الفذ الذي عالج العديد من القضايا بحكمته وحنكته المعهودة فهناك الكثير من القضايا والملفات التي عالجها بحنكته وحكمته ومن الصعوبة بمكان حصرها وتعدداها. ولكن يبرز هنا ملف مكافحة الإرهاب الذي حققت فيه المملكة العربية السعودية نجاحات جعلت دولاً عديدة تسعى للاستفادة من التجربة السعودية في معالجة هذه المعضلة التي كادت تعصف بالكثير من الدول، ولاشك أن الحفاظ على الأمن الداخلي في دولة مترامية الأطراف كالمملكة أمر يحتاج إلى قيادي فذ ومحنك يمتلك قدرات إدارية تمكنه من قيادة دفة العمل من موقعه دون حدوث أي أخطاء أو قصور في أي جزء من الأجزاء العديدة، هذا إذا اقتصرنا الأمر على الأمن الداخلي فقط فما بالنا إذا جمعنا معها أمن وسلامة الحدود، ومكافحة المخدرات ، والدفاع المدني ، وغيرها من القطاعات العديدة المرتبطة بوزارة الداخلية من قطاعات أمنية وخدمية وتعليمية وتدريبية متنوعة ومتعددة؟!... إن صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز صنع من خلال قيادته لوزارة الداخلية منظومة أمنية متكاملة، منظومة للأمن بمفهومه الشامل وفي شتى مناحيه المختلفة ليحفظ للوطن أمنه وللمواطن اطمئنانه، ولو أرخيت العنان لقلمي فلن تكفي الصفحات لتعداد النجاحات التي حققتها وتحققها وزارة الداخلية تحت قيادته يحفظه الله. لقد ابتهج الجميع باختيار خادم الحرمين الشريفين لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - يحفظهما الله - لولاية العهد حيث جاء الرجل المناسب في المكان المناسب، الرجل الذي قدم للوطن العديد من الإنجازات وبذل النفس لخدمة دينه ووطنه ومواطنيه، إنه نايف المهمات الصعبة الذي عالج بحكمته العديد من الملفات المعقدة وكان سنداً لخادم الحرمين الشريفين ولإخوانه الملوك : سعود، وفيصل وخالد وفهد - يرحمهم الله جميعاً - ، كم نحن سعداء بهذا الاختيار الموفق فهنيئاً لنا جميعاً بنايف بن عبدالعزيز عضيداً لخادم الحرمين الشريفين. سلمان الوفاء ... وزيراً للدفاع يعد الحديث عن شخصية بمقام صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمر في غاية الصعوبة وفي غاية السهولة بآن واحد، وسهولة الحديث عن سموه تتمثل في كثرة منجزاته وتعدد ميزاته وبالتالي خصوبة الموضوعات التي يمكن تناولها حول شخصيته. وهذا هو مكن الصعوبة لأن الكاتب لا يعلم من أين يبدأ وكيف يبدأ ولن يكن بمقدوره معرفة متى ينتهي...! غير أن أول ما تبادر إلى ذهني في الحديث عن سموه ذلك الوفاء الذي يُضرب به المثل، فصور الوفاء التي سطرها سموه تسجل بمداد من ذهب فالكل يعرف ملازمته لفقيدي الأمة طوال فترة مرضهما حيث كان ملازماً لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز طوال مراحل علاجه حتى توفاه الله إلى رحمته، ثم واصل وفاءه مع أخيه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز حيث لازمه في رحلتيه للعلاج إلى أن وافته المنية - يرحمه الله - ، لقد كان صبوراً وكان جبلاً شامخاً برغم الهزات العنيفة التي صدم بها كان الله في عونه. إن الحديث عن سلمان الإنسان حديث ذو شجون فلسموه الكريم اهتمام بالغ بالأعمال الخيرية فالجميع يعلم عن دعمه ومؤازرته المتواصلة للجمعيات الخيرية، والإسكان الخيري، والجمعيات المختصة بذوي الاحتياجات الخاصة، وجمعيات تحفيظ القرآن الكريم، والعديد من المناحي الخيرية الأخرى بالإضافة لاهتمام سموه الكبير بالمواطنين ومشاركته الدائمة لهم في أفراحهم وأتراحهم وحبه لهم الذي تُظهره أفعاله الكريمة معهم. إن هذه الخصال النبيلة التي تتميز بها شخصية سلمان الوفاء بالإضافة للعديد من السجايا الأخرى كانت بمثابة البذور التي نثرها في قلوب المواطنين فأنبتت أشجاراً يانعة أزهرت بحب هذا الرجل واحترامه وبوأته مكانة مرموقة في قلوبهم، ، وإنني مهما تحدثت عن هذا الرجل العظيم فلن أوفيه حقه لتعدد اهتماماته وتشعبها، لذلك سأنتقل إلى حقل آخر يتمثل بما تحقق لمدينة الرياض من تطور مذهل جعلها تضاهي كبريات عواصم العالم من حيث التطور والازدهار، فمنذ تولي هذا الإداري الفذ لإمارة منطقة الرياض ومدينة الرياض تشهد العديد من التطورات على كافة الأصعدة ولم يقتصر التطور على العاصمة الرياض فقط بل تعداه لكافة محافظات ومراكز المنطقة، ولا شك أن التطور الذي نراه رأي العين في يومنا هذا لم يأت إلا نتيجة لجهود كبيرة تفانى سموه في بذلها خدمة لوطنه وأبناء وطنه، ولا شك أيضاً أن هذا التطور يُعطي نظرة متفائلة للاختيار الموفق من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - ليتولى سموه منصب وزير الدفاع وما سوف تشهده وزارة الدفاع تحت قيادة سموه الكريم من تطور - بإذن الله تعالى - لما لسموه من خبرة إدارية كبيرة وإمكانات عالية ستمكنه بحول الله من مواصلة المسيرة التي قادها سلطان الخير - يرحمه الله - في هذا الموقع الهام فهنيئاً للوطن عموماً ولوزارة الدفاع ومنسوبيها بهذا القيادي العظيم. سطام رجل لا تفارق الابتسامة محياه... ورجل دولة حازم وحكيم صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز الرجل الذي لا تفارق الابتسامة محياه عضيد أمير منطقة الرياض صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي لازمه لسنوات طويلة وكان نعم العضيد ونعم الساعد، سطام بن عبدالعزيز الذي نجده بشكل دائم مشاركاً للمواطنين في أفراحهم وأتراحهم وكافة مناسباتهم مشاركة تجسد تلاحم الشعب مع القيادة وتؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن المواطنين والقيادة الكريمة جسد واحد، كما تبرز من خلال هذا النهج الذي اختطه سموه - مستلهماً ذلك من إخوانه الذي ساروا على نهج والدهم الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه - تماسك ووحدة المملكة العربية السعودية. إن الخبرات والتجارب الطويلة التي خاض غمارها صاحب السمو الملكي سطام بن عبدالعزيز عضيداً لسمو أمير منطقة الرياض وشهدت خلالها منطقة الرياض تطوراً مذهلاً لا شك أنها مسيرة مشرقة أضاءت المنطقة بأسرها كيف لا وربان السفينة سلمان وعضيده سطام - يحفظهما الله تعالى - ولا شك أن ذلك لم يأت من فراغ كما أسلفت في سابق حديثي بل لعمل دؤوب وجهود كبيرة ودقة وتطبيق للأنظمة يتمتع بها صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز مع صرامته المعروفة في هذا المجال، فكم نحن سعداء وكم الرياضسعيدة بهذا الاختيار الموفق من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ليتولى صاحب السمو الملكي الأمير سطام أمارة منطقة الرياض ليكمل المسيرة ويقود الرياض لمزيد من التطور والنمو والازدهار، وإلى جانبه سمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سعد بن عبدالعزيز ذلك الرجل الذي يمتلك خبرات وتجارب مضيئة حيث كانت له إسهاماته الجليلة سواء عندما كان محارباً شجاعاً وطياراً بارعاً أو بعد تقلده للمناصب الإدارية كنائب لأمير منطقة القصيم ومن بعدها مستشاراً لسمو وزير الداخلية. أعود لما بدأت حديثي به عن تميز المملكة العربية السعودية بجملة من المزايا والسمات التي قلما توجد في عالمنا اليوم وقد حاولت من خلال السطور السابقة أن أقرأ في القرارات الملكية الأخيرة قراءة متأنية لأستخرج منها صورا رائعة من صور التكاتف والتلاحم، صوراً تُشع منها الحكمة والحنكة، مما يجعل الاطمئنان يجد طريقة للأفئدة وأن وطننا العظيم في أيدٍ أمينة مخلصة لا تألو جهداً في بذل الجهود للحفاظ على البلاد والعباد وفي الختام أسأل الله العلي القدير أن يحفظ لبلادنا راعي نهضتها وقائد مسيرتها خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي العهد الأمين, وأن يديم عليها نعمة الأمن والاستقرار والعزة والسؤدد ، ومزيداً من الرفعة يا وطني. د. عبدالرحمن بن عبدالله العبدالقادر - مدير العلاقات العامة بالهيئة الملكية للجبيل وينبع ورئيس تحرير مجلة جبين