يأتي الأمر الملكي الكريم بتعيين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولياً للعهد بالمملكة، انعكاساً للرؤية الملكية الثاقبة وبُعد النظر الإستراتيجي للملك سلمان بن عبدالعزيز (يحفظه الله)، سيما وأن هذا التعيين جاء مواتياً في ظروف سياسية واقتصادية تطلبت مثل ذلك التغيير. ما شد انتباهي في هذا التعيين، سلاسة انتقال ولاية العهد من الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز إلى الأمير الشاب، بأغلبية الأصوات بهيئة البيعة بواقع 31 صوتاً من إجمالي 34 صوتاً، ما يؤكد على تماسك الأسرة المالكة السعودية، ووحدة رأيها تجاه القضايا والأمور الاستراتيجية التي ترتبط بشؤون الحكم في البلاد والمحافظة على استقرارها. كما أن مساندة المواطنين لهذا التعيين، لدلالة أخرى واضحة على اللحمة الوطنية الفريدة التى تربط بين القيادة والشعب في المملكة. إن اختيار الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد، يعزز من توجه القيادة الرشيدة في المملكة العربية السعودية نحو تسخير وتوظيف القيادات الشابة لقيادة مستقبل بلادنا الحبيبة بمنحهم الفرصة لتولي المناصب القيادية الحساسة في البلاد. إن تعيين الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد للمملكة العربية السعودية، جاء مواتياً وكما أشرت في ظروف اقتصادية وتحديات سياسية تشهدها المملكة، تحتاج لحنكة وتدبير، مثل الحنكة الإدارية والسياسية والاقتصادية التي يمتلكها ويتمتع بها الأمير الشاب، سيما وأن الأمير محمد بن سلمان، قد أثبت قدرات فائقة في إدارة ملفات وقضايا اقتصادية وسياسية في غاية التعقيد والتشابك، والتى أتت على رأسها قيادة ملف رؤية المملكة 2030 والبرامج الاقتصادية المرتبطة بها. وكان أيضاً للأمير الشاب جهوداً بارزة في القضايا المتعلقة بالدفاع والذود عن أرض الوطن وترابها الغالي، الأمر الذي يؤكده قدرة سموه في إدارة وقيادة أول حرب تقودها بلاده ضد الحوثيين المعروفة بعاصفة الحزم، من موقعه كوزير للدفاع ومشرف على مركز العمليات الجوية. ورغم تولي الأمير محمد بن سلمان لمناصب وظيفية حساسة للغاية في عمر مبكر، إلا أنه أثبت جدارته الإدارية الفذة كقيادة شابة مؤهلة لقيادة البلاد نحو الأفضل والأحسن تحت قيادة الملك سلمان بن عبدالعزيز (يحفظه الله). أخلص القول، إن تعيين الأمير الشاب محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد، يُعد اختياراً موفقاً بإذن الله بما له من مدلولات إيجابية عديدة، ستعود بشمولية النفع والفائدة على الوطن والمواطن على حد سواء، سيما وأن الأمير الشاب قد أثبت قدرات فائقة في إدارة العديد من القضايا والملفات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها. فعلاً الأمير محمد بن سلمان خير خلف لخير سلف.