شدد دبلوماسيون سعوديون على أن زيارة ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، تكتسب أهميتها الكبرى من توقيتها، في إشارة إلى أنها تأتي عقب إطلاق رؤية "السعودية 2030" لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، آملين أن تسفر عن تعزيز مصلحة البلدين، من خلال التشاور بشأن عدد من الملفات التي تهمهما، علاوة على مناقشة ما يهم مصلحة المنطقة، ويحقق وحدة وسلام العالم، واصفين الزيارة بالفرصة العظيمة للتعريف بالتطورات الاقتصادية والحضارية التي تشهدها المملكة في الوقت الراهن. فرصة عظيمة أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولاياتالمتحدة، الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي، أن الزيارة تأتي في ظروف مواتية في أعقاب إعلان "رؤية المملكة 2030" والحراك الاقتصادي المتمثل في برنامج التحول الوطني لمواجهة تحديات القرن الحادي والعشرين، والاستثمار في الفرص الاقتصادية الجديدة، التي يمثل التعاون بين المملكة والولاياتالمتحدة جانبا مهما منها. ووصف الزيارة بأنها فرصة عظيمة للتعريف بالتطورات الاقتصادية والحضارية التي تشهدها المملكة، والارتقاء بها إلى آفاق جديدة من التطور والنمو وتعزيز علاقاتها الدولية على النطاق العالمي. وتوقع أن الزيارة سيكون لها الأثر الكبير في رعاية وتطوير المصالح المشتركة بين البلدين، وذلك على ضوء الترحيب والاهتمام الرسمي، واسع النطاق بهذه الزيارة من جانب المسؤولين الأميركيين، مشيرا إلى الاهتمام الخاص الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بتطوير وتحديث قدرات القوات المسلحة السعودية، والجهود المتواصلة التي يقوم بها ولي ولي العهد في هذا المجال. وسلط الضوء على التعاون الدفاعي القائم بين المملكة والولاياتالمتحدة واهتمام الجانبين بتعزيزه في ضوء الظروف الراهنة على الصعيدين الإقليمي والدولي، مؤكدا التزام المملكة بمكافحة الإرهاب والتطرف. وقال الأمير عبدالله بن فيصل، إن برنامج زيارة ولي ولي العهد يتضمن اجتماعات ثنائية مع كبار المسؤولين في الحكومة الأميركية، ولقاءات مع ممثلي مؤسسات القطاع الخاص في الولاياتالمتحدة، والمؤسسات الفكرية السياسية في الولاياتالمتحدة. عمق العلاقات أوضح المندوب الدائم للمملكة لدى الأممالمتحدة، السفير عبدالله المعلمي، أن زيارة الأمير محمد تبين عمق العلاقات الوثيقة بين البلدين، متوقعا أن تسفر عن تعزيز مصلحتهما من خلال التشاور بشأن عدد من الملفات التي تهم الجانبين، علاوة على مناقشة ما يهم مصلحة المنطقة، ويحقق وحدة وسلام العالم. وقال "المملكة تتمتع بمكانة دولية كبيرة"، لافتا إلى أن هذه الزيارة فرصة مواتية للبلدين لمناقشة كل القضايا التي تهمها في مختلف المجالات، وبخاصة فيما يتعلق بالمجالين السياسي والاقتصادي. انسجام تام قال الباحث السياسي في معهد دول الخليج العربية بالولاياتالمتحدة، فهد ناظر، إن الزيارة تؤكد الانسجام التام بين قيادتي المملكة والولاياتالمتحدة، تجاه النظر بعمق كبير نحو تعزيز العلاقات بينهما تلبية للمصالح المشتركة من جهة، ومعالجة العديد من الملفات الإقليمية من جهة أخرى. وأضاف في تصريح صحفي "المملكة لها مكانة مرموقة في منطقة الشرق الأوسط، والولاياتالمتحدة تتعامل معها بوصفها حليفا استراتيجيا مهما في المنطقة، وتهتم بالتشاور معها حيال الموضوعات التي تشغل بلدان المنطقة ودول الخليج العربي على وجه الخصوص، لا سيما ما يتعلق بالتعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية. وأشار إلى أن من بين الملفات المطروحة للنقاش، ملف مكافحة الإرهاب الذي أثبتت المملكة قدرتها على التعامل الذكي معه، بعد أن عانت منه سنين عديدة. وتابع "تعدّ الولاياتالمتحدة، المملكة من أقوى حلفائها الاستراتيجيين في مجال مكافحة الإرهاب، وتثمن مواقفها السياسية وجهودها الدولية التي تقوم بها ضد التنظيمات الإرهابية في المنطقة والعالم".