أقدمت الدول الأربع المتضررة؛ المملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين على قطع علاقاتها فوراً مع دولة قطر، وهو قرار سيادي لا خيار سواه في ظل الظروف عالية الخطورة عليها والمنطقة برمتها ما استوجب اتخاذ إجراءات عاجلة تكفل للدول الأربع حق الدفاع عن نفسها وتشكيل حاجز أمني صارم ووقائي أمام الخطر القادم من قطر. لم تعد المسائل تحتمل الظنيات والتأويلات إنه أمر يمس أمن المنطقة بأسرها ومخطط يسير إلى الجحيم والوبال على دول الجوار وقطر أولها، يعد له بشكل ممنهج ويدبر ويدعم من داخل قطر يستهدف النيل من أمن واستقرار أهل الجوار، فالبحرين كمثال جلي ناصع الوضوح تواجه التمدد الإيراني على أرضها من أهل الولاء للفقيه والمعممين من المارقين ممن باعوا وطنهم لأجل تنفيذ مخططاتهم والسير وفق توجيهاتهم الشيطانية لفرض سيطرتهم على تراب مملكة البحرين ورفع راية دولة فارس وطمس الهوية العربية، ولكن بفضل من الله ثم وقوف السعودية والمخلصين من دول الخليج لجانب البحرين عاد استقرار الأوضاع كما كان، وهؤلاء المتمردون داخل البحرين غلفت حركتهم الإرهابية بغطاء المطالب الشرعية والحقوقية واستضافتهم قطر في أراضيها ومنحتهم الفرصة الكاملة والدعم اللازم لممارسة أنشطتهم والتواصل مع إيران بحرية تامة لمواصلة الجهود لإعادة المحاولات لتنفيذ مخطط إيران من جديد وبقوة أكثر من ذي قبل، ثم جاءت المقاطعة والبيان الرسمي الذي شمل مطالب مهمة تمنع شرور هؤلاء الذين تحتضنهم قطر. وفي السعودية وصلت التهديدات ضدها لحد خطر جداً نفد معه الصبر والتحمل على الأذى منذ سنوات للنيل من كيان الدولة وولاة أمرها وحكومتها وأخذت على وجه من التغافل والسماحة تأسياً بأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم في الصبر على الأذى علّ الله أن يبدل الأحوال ويكف حاكم قطر ما يحصل من أذى منهم عن سابق إصرار وترصد وعفا الله عما سلف، وحدث اتفاق بخصوص ذلك في عهد الملك عبدالله -رحمه الله- مع الشيخ حمد بن خليفة وبحضور أمير الكويت، ولكن ما إن مضت فترة بسيطة إلا وعادت للنخر في العظم لدرجة لا يمكن تحملها وصارت المملكة العربية السعودية في مواجهة الهجمات من الداخل والخارج التي تستقصد زعزعة أمنها ورخائها وتشتيت شمل شعبها والذي كان لدولة قطر أدوار إستراتيجية في البعض منها وبالدلائل الموضحة في البيان السعودي وبيان الدول الأربع ومما استوجب رد فعل فطري طبيعي وحق شرعي للدفاع عن النفس، وبعون الله وقوته صمدت أمام الظاهر منها والخفي وتحملت عبء نتائجها أرواح شهداء ومصابين وخسائر مادية كبيرة ومازالت ثابتة وقوية في مواجهتها بعون الله، والحال نفسها لما تعاني منه الإمارات العربية المتحدة ومصر. وتبقى المملكة العربية السعودية كعادتها دوما تمنح الفرصة وتترك فيه الباب موارباً في كل محنة لتعود الأمور لنصابها الصحيح، وهنا جعلتها أمام حكام قطر لتقديم الحلول الجذرية الحكيمة في نزع فتيل الأزمة ويسارعون بها في هذا الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك إلى الرجوع مع إخوانهم وذوي الرحم والدم من قادة دول الخليج وشعوبها ويسعون لرأب الصدع ويجتمعون على كلمة سواء ويكونوا يداً واحدة في السراء والضراء والعمل المشترك من الإمارتيين والبحرينيين والسعوديين والعمانيين والقطريين لرخاء وتنمية بلدان الخليج وشعوبها.