دعا إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ د. خالد الغامدي المسلمين إلى اغتنام ما تبقى من شهر رمضان، فلم يبق من شهركم إلا الثلث الأخير، والثلث طيب وكثير، عشر مباركات ولياليها أفضل ليالي السنة على الإطلاق، ولشرفها وجلالتها كان النبي يخصها بكثيرة العبادة والاجتهاد في القربات والاعتكاف. وقال في خطبة الجمعة أمس من المسجد الحرام، إنه ثبت عن الرسول الكريم إنه إذا دخلت العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله، فيجتهد فيها ما لا يجتهد في غيرها، وقد اختص الله هذه العشر بليلة القدر التي لا مثل لها ولا نظير، فهي الليلة التي أنزل فيها القرآن، ويكثر فيها نزول الملائكة إلى الأرض فتضيق بهم من كثرتهم حتى إن جبريل عليه السلام ينزل إلى الأرض لجلالة هذه الليلة وعظمتها عند الله. وأضاف أن ليلة القدر كان السلف يتحرون إدراكها بعناية بالغة، ويحرصون عليها حرصاً شديداً، وقد تحراها النبي صلى الله عليه وسلم وحث صحابته على تحريها، وهي في العشر الأواخر قطعاً، والغالب أنها في الأوتار، وقد تكون في الأشفاع، داعياً المسلمين إلى التقرب لله في هذه الليالي الباقية من الشهر الكريم. وفي المسجد النبوي الشريف أم المصلين وخطبهم الشيخ عبدالمحسن القاسم، داعياً لاغتنام ما تبقى من الشهر بالأعمال الصالحة وتحري ليلة القدر العظيمة. وقال: شهر الصيام والقرآن والبر والإحسان التجارة فيه مع الله مضاعفة، وصلاة الليل لها شأن في رمضان، ومن لزم القيام دخل الجنة بسلام، والصدقة برهان على إيمان صاحبها، وكل امرئ في ظل صدقته يوم القيامة، والمنفق موعود بالعز والمغفرة، وأجرها يعظم في الأيام الفاضلة، والعمرة في رمضان ثوابها عظيم، والدعاء هو العبادة ومخها، وللصائم دعوة لا ترد، والقرآن حجة وشفيع وهدى وشفاء وعد الله قارئه بحسن الجزاء والمزيد من فضله. وتابع: رمضان ميدان فسيح للمتسابقين فيه، زمن كثرة البر والخيرات وصلة الأرحام فيه تصفو النفوس وتزكو الأخلاق ويتقارب الخلق فيما بينهم ويعطف بعضهم على بعض، موسم مبارك آذنت أيامه بالانصراف والعاقل من عمر عشره فعمرها بالقرب والطاعات وحفظ نهاره وأحيا ليله، وفي هذه الليالي المباركة المتبقية يستحب الإكثار من ذكر الله وتلاوة القرآن، وحري بالمسلم فيها الحرص على أنفع الدعاء، مضيفاً أن الاعتكاف من خير الأعمال لتكفير السيئات ورفع الدرجات. وختم الشيخ القاسم المسلمون يتحرون ليلة القدر في الأواخر من رمضان، ليلة عظيمة ذات قدر وشرف أنزل الله فيها سورة تعظيما لقدرها وتشريفا لأمرها وإعلاء لشأنها، جعلها مباركة كثيرة الخير، ومن بركاتها نزول القرآن فيها، وفيها تتنزل الملائكة إلى الأرض، ليلة سلام وأمن واطمئنان، إحياؤها بالعبادة مغنم كبير، وفيها تقدر مقادير الخلق في جميع العام. خطيب المسجد النبوي أكد أهمية التزود بالأعمال الصالحة