حذر إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن حميد، المسلمين في خطبة الجمعة من على منبر المسجد الحرام، من ذنوب الخلوات والغرور والأماني والتمادي في المعاصي واستصغار الذنوب وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم، مذكرا بحديث المفلس الذي يأتي بحسنات أمثال الجبال ويأتي وقد ضرب هذا وشتم هذا وأخذ مال هذا، داعيا إلى التأمل فيما يحبط الأعمال ويأكل الحسنات من الحسد والرياء والسمعة والغيبة والنميمة والظلم والكبر والعجب وأكل الحرام وتقطيع الأرحام والإسراف في المأكل والمشرب والانغراق والانهماك في وسائل الإعلام ومواقع التواصل بما لا يفيد. وقال: إن العبد مطلوب والعمل مكتوب وقد أذنت الشمس بالغروب فاحذروا الذنوب وقسوة القلوب، فإنكم لم تخلقوا عبثا ولن تتركوا سدى، فالدنيا خلقت لكم وأنتم خلقتم للآخرة وليس في الآخرة إلا الجنة أو النار وما بعد الموت من مستعتب، داعيا فضيلته الله أن يتقبل من المسلمين الصيام والقيام وسائر الطاعات والقربات، مبينا أننا في خواتيم هذا الشهر الكريم وفي أفضل لياليه وأيامه العشر الأخيرة وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخصها بمزيد من الطاعة والعبادة والجد وكان يحيي ليله ويوقظ أهله ويشد المأزر ويجتهد في العبادة. وأكد الدكتور بن حميد على وقفة مع آية من كتاب الله تهز القلوب القاسية وتوقظ النفوس الغافلة وتستدعي التأمل وتدعو إلى التفكر، آية في كتاب الله شابت منها رؤوس الأتقياء ووجلت لها قلوب الأولياء وذرفت لها دموع الخائفين، إنها قول الله عز شأنه «وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون» فهذه الآية عظم خوف السلف منها، وقال أهل العلم: إن من الذين يبدوا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون، قوم عملوا أعمالا صالحة ولكن كانت عليهم مظالم فظنوا أن أعمالهم الصالحة ستنجيهم فجاء الحساب فبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون. واختتم إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن حميد بالتأكيد على حسن الظن بالله فمن أحسن الظن بالله أحسن العمل، يقول ابن عون رحمه الله: لا تثق بكثرة العمل فإنك لا تدري أيقبل منك أم لا، ولا تأمن ذنوبك فإنك لا تدري هل كفرت أم لا، عملك مغيب عنك كله لا تدري ما الله صانع فيه، مبينا فضيلته أن العاجز من اتبع نفسه هواها يطلب المغفرة من غير توبة ولا أخذ بأسباب الغفران، فليحذر من يريد النجاة لنفسه الانصياع للهوى والملذات والانكباب على موائد المتشهيات لا يبالي مخرجها من مدخلها ولا طيبها من خبيثها، داعيا فضيلته إلى استغلال ما تبقى من أيام هذا الشهر الكريم وتحري ليلة القدر والتقرب إلى الله بالعمل الصالح والاجتهاد في العبادة. وفي المدينةالمنورة، تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم، عن فضل العشر الأواخر من رمضان، مؤكدا أنها خير أيام الشهر، وأن فيها ليلة القدر تاج الليالي، حيث أن العمل فيها أفضل من عمل ألف شهر، وقد اختارها الله لينزل فيها خير الكتب، وتنزل فيها الملائكة وفيها يفرق كل أمر وقد وصفه الله بالحكيم حيث لا يتغير ولا يتبدل. وبين أن النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم كان يجتهد فيها فيحيي ليله ويوقظ أهله ويشد المأزر، تحريا لليلة القدر. وفي خطبته الثانية، حث المسلمين على اغتنام ما بقي من الشهر، مؤكدا أن لها فضائل عديدة وهي ليالي معدودة، وأن الاعتكاف سنة، وفيه قطع العلائق بالخلائق والتفرغ للطاعات والإكثار من الحسنات لمحو السيئات، وذلك بلزوم أحب البقاع إلى الله وهي المساجد. وفي ختام خطبته، دعا الله أن يوفق المسلمين لإدراك ليلة القدر وأن يتقبل منهم ويعظم لهم الأجر، كما دعا الله أن يفرج عن المسلمين ويحمي ديارهم وأعراضهم ويحقن دماءهم.