ورثت مصر بعض التقاليد الرمضانية، التي تمتد حتى أحد عشر قرناً من الزمان، منذ الدولة الفاطمية، حيث عرف المصريون تقليد "الفانوس" منذ دخول الفاطميين إلى مصر في القرن العاشر الميلادي، حيث استقبل الفاطميون الخليفة المعز لدين الله الفاطمي وقت دخوله القاهرة ليلاً، بالمشاعل والفوانيس، ثم سرعان ما تحول الفانوس من وسيلة للإضاءة، إلى وسيلة للترفيه إبان الدولة الفاطمية، والفانوس مصباح زجاجي يقاد بالشمع ثم تطور شكله وأصبح يضاء بالكهرباء في العصر الراهن، يحمله الصبية بعد الإفطار ويطوفون به في الشوارع والطرقات مرددين "حاللو يا حاللو رمضان كريم يا حاللو". وفي آخر أيام الشهر الكريم يحمل الأطفال في القرى المصرية، صينية يضعون عليها ملحاً ويمسكون ملاعق مرددين: أناشيد رمضانية مختلفة حول قدسية هذا الشهر الكريم كما ورث المصريون بعض المأكولات والحلوى عن الفاطميين مثل الكنافة والقطائف، حيث اعتاد المصريون إلا أن يأكلوا الأخيرة في شهر رمضان. ومن العادات الرمضانية المميزة في مصر، ظاهرة "المسحراتي" وهو شخص يمتهن أي مهنة طوال السنة لكنه يتخصص في هذا الشهر بإيقاظ المسلمين ليتناولوا السحور، حيث يضرب على طبلة صغيرة تسمى ال"بازة" ويهتف قائلاً: "اصحى يا نايم وحّد الدايم.. رمضان كريم" ثم يقوم بالنداء على السكان بأسمائهم ليتسحروا، وفي العيد يطوف في الحي ويحصل على "العيدية" من أهل الحي، نظير ما قدمه لهم من خدمات طوال شهر رمضان، ويعتمد سحور المصريين بشكل رئيس على الفول المدمس، وقد يصحب الفول المدمس الزبادي. وتشتهر مصر كذلك ب "مدفع رمضان"، و تعد أول دولة تستخدم هذا المدفع لتنبيه الصائمين لموعد الإفطار. الفوانيس التقليدية الكنافة المصرية