شهدت الرياض خلال شهر مايو أنشطة سياسية على مستوى عالٍ يأتي في مقدمتها زيارة الرئيس الأميركي (ترمب) إلى السعودية، وعقده ثلاث قمم، في ظاهرة استثنائية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان الذي قال عنه الرئيس ترمب بأنه "رجل حكيم يسعى لتحقيق إنجازات" الرئيس ترمب يدرك حكمة الملك سلمان وتعاطيه مع المواقف المحلية والدولية، ومن المؤكد أن ترمب، استمع لخادم الحرمين الشريفين حول ما يحتاجة العالم من الآراء والأفكار المتزنة للوصول إلى حلول لتلك المشكلات التي تواجهها المنطقة بالدرجة الأولى ويواجهها العالم وخصوصا ظاهرة الإرهاب التي اكتسحت العالم بلا استثناء. لقد أظهرت زيارة الرئيس الأميركي ترمب إلى المنطقة أن أميركا تبحث من جديد عن مواءمة فاعلة مع أصدقائها التقليديين وخاصة بعد فترة من الزمن سارت فيها السياسة الأميركية في الاتجاه المعاكس.. الرئيس ترمب استمع وبشكل مميز لتلك الآراء التي طرحها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عن المنطقة والعالم وكيفية بناء المنهجيات السياسية من أجل استقرار الشرق الأوسط والعالم من أجل عالم يسوده الاستقرار ويعيش بسلام بعيدا عن كل مظاهر الإرهاب، ولعل هذا التوجه الذي تقوده السياسة السعودية، نحو بناء التوازنات والتحالفات السياسية الهادفة إلى الاستقرار في المنطقة، يتطلب أن يتفهم رئيس أكبر دولة في العالم وجهة النظر السعودية ويعمل على نقلها إلى كل العالم. خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أثبت للعالم أن الرياض عاصمة ليس للقرار العربي بل حتى القرار العالمي في توجهات كثيرة، ولعل نتائج هذه الزيارة التاريخية للرئيس الأميركي تثبت أن عودة أميركا إلى المنطقة بعد غياب اقترب من عقد من الزمان اختار السعودية لتكون محطة إعلان هذه العودة وفق منهجية ترسمها السياسية السعودية الدولة الأكثر خبرة والأكثر اتزانا والأكثر تأثيرا في المنطقة. خلال أكثر من قرن من الزمان أثبتت السعودية أنها تمثل اتجاهات سياسية متزنة وقادرة على تجاوز الصعوبات، فالسعودية بإمكاناتها وموقعها الجغرافي وتاريخها الطويل تعلمت كيف يمكن أن تكون مركزا تاريخيا وسياسيا كبيرا في المنطقة والعالم، فالتجربة السعودية ومنذ إنشائها تراكمت في الاتجاه الصحيح، وهذا ما جعل من العالم أن يعتبرها مرجعية حقيقية لكيفية التعامل مع الكثير من الموضوعات والقضايا، ولعل العودة الأميركية للمنطقة كانت الدليل الأكبر على إثبات أن محور التغيير في هذه المنطقة وسلامة القرار السياسي وحكمته يجب أن تنطلق من الرياض. لقد أظهرت زيارة الرئيس الأميركي ترمب إلى المنطقة أن أميركا تبحث من جديد عن مواءمة فاعلة مع أصدقائها التقليديين وخاصة بعد فترة من الزمن سارت فيها السياسة الأميركية في الاتجاه المعاكس، حتى ارتكبت خطأ تاريخياً بمحاولتها تهميش الجانب السني في الإسلام والذي يمثل تسعين بالمئة من المسلمين، وخاصة أن أميركا والعالم يتطلع إلى تحالفات دولية ذات صيغة موحدة لمحاربة الإرهاب وفرض الاستقرار في المنطقة، وبرؤية تاريخية للمنطقة تقف السعودية على رأس القائمة حيث الاستقرار السياسي والتاريخي، وحيث القيادة السياسية القادرة على بناء تصورات واضحة حول كيفية التعامل مع المنطقة وقضاياها. الاتجاه السياسي العالمي الذي يبدأ اليوم من الرياض لا شك أنه يهدف إلى فرض الاستقرار والسلام، ويسعى إلى بناء تحالفات سياسية وعسكرية وفكرية تتشارك فيها الدول المعنية نفس القيم والمهددات المحتملة، بل وتتقاسم ذات المصالح، لأن ذلك سوف يسهم في وحدة الهدف واعتماد سياسات متسقة لمواجهة تهديدات عدم الاستقرار والانتشار المخيف لظواهر التطرف والإرهاب في العالم أجمع، ولذلك فإن أي خروج عن هذه المنظومة قد يشكل تهديدا حيويا على استقرار المنطقة، ولعل ما استمع إليه الرئيس الأميركي من القيادة السعودية يتجه بشكل كبير إلى حكمة وعقلانية الملك سلمان نحو استقرار المنطقة واستقرار العالم، فالمعادلة السياسية اليوم تثبت أن حاجة العالم إلى الاستقرار في هذا الزمن أكبر من حجته للصراع.