الرحالة والسياسي الأمريكي المخضرم والمهتم بالثقافة العربية، د. وليام بولك، انتقل من ولاية تكساس إلى صحراء النفوذ وتنقل بالجمال مع البدو، وفضلها على سيارة وفرها له الملك فيصل يرحمه الله، إذ طلب أن تكون رحلته على الطريقة التقليدية القديمة في التنقل، مستبدلا الجينز والقميص بثوب وشماغ لازال يحتفظ بهما منذ 40 عاما، وأصر على ارتدائهما في زيارة له قبل شهور قليلة للرياض، ورغم تقدمه بالعمر، فهو لايزال يتذكر أدق تفاصيل رحلته التي خطط لها في أول زيارة للملكة عام 1953، في حين أن الرحلة التي قام بها من الرياض إلى الأردن كانت في العام 1972، على ظهور الجمال لقطع الجزيرة العربية صوب الشمال، وبالتحديد إلى الأردن، بعد أن تعلق بالثقافة العربية، وهذا الأمر قاده إلى تعلم اللغة العربية في جامعة أكسفورد البريطانية، حيث ترجم عددا من القصائد كان أقربها إلى نفسه قصائد لبيد بن أبي ربيعة، فتقدم للملك فيصل يرحمه الله طالبا مساعدته للقيام برحلة يقف فيها على المعالم التي ذكرت في القصائد ويعيش التجربة التي أنتجتها في مختلف المجالات. وأصدر كتابه عن ما يسميه العلاقات بين الإسلام والشمال، وقد أتى إلى المملكة ورأى فيها نقطة توازن للعالم، وتمثيلا للحضارة الإسلامية المتوازنة، ولا زال منذ زيارته الأولى للمملكة يرى فيها وفي تراثها الذي تتمسك به وسيلة لحفظ السلام في العالم. رحلة وليام الأولى الى المملكة في 1953، ورحلته الثانية عام 1972 عندما قابل الملك فيصل رحمه الله وقابل بالطبع الملك سلمان وكان في حينها أمير منطقة الرياض وقد كلفه الملك فيصل رحمه الله بتنظيم رحلة، وطلب أن تكون على ظهر الجمل من الرياض إلى الشمال صوب الأردن، ولذلك فهو دوما ما يحكي هذه القصة بطريقته ويعرض العديد من الصور التي التقطها والملاحظات الأكثر أهمية التي عاشها بنفسه. صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس هيئة العامة للسياحة والتراث الوطني يقول "بولك حكيم ومفكر وكان مستشارا للعديد من الرؤساء الأمريكيين واشترك بشكل كبير في الشئون العالمية وقد كتب الكثير في اكسفورد في منتصف القرن الماضي، وأراد أن يرى ويعيش التجربة بنفسه فقام بزيارة المنطقة لأول مرة واكتشف الكثير من المفاهيم المغلوطة التي كانت لديه. مع الأمير سلطان بن سلمان في زيارته الأخيرة للرياض ويرتدي الشماغ السعودي مع رفيق رحلته في صحراء المملكة فراج بن هويمل والأمير سلطان بن سلمان أثناء زيارته لمدائن صالح