كانت المقالات الرياضية التي يطرحها "ملك الصحافة" الأستاذ تركي السديري -رحمه الله- على صفحات دنيا الرياضة في ثمانينيات القرن الهجري يذيلها إما باسمه الصريح أو تحت اسم "أبو هند" الابنة الكبرى لأستاذنا الراحل. من تلك المقالات الخالدة رثاؤه في رائد الرياضة بالمنطقة الوسطى ورئيس نادي أهلي الرياض "الرياض حاليًا" الشيخ محمد عبدالله الصايغ -رحمه الله- الذي راح ضحية لحادث مروري أليم وقع له قرب مدينة شقراء مساء الأحد الموافق 10/6/1389ه وأصيب فيه أربعة من أفراد أسرته وعاجلته المنية هناك ونشرت الرياض مقال السديري في عددها الصادر يوم 12/6/1389ه تحت عنوان: "الرجل الذي فقدناه" وجاء نصه:ِ "أكره ما أكره في الرثاء أن تكون الفاجعة حافزًا على تعداد المآثر إلا أن لي عزاء فمع دموعي وحزني على الشيخ الصائغ الآن. كنت أراه وهو حي رياضياً مثالياً في تسامحه وسخائه وجلده وتضحياته. أعصابي لم تقو على تحمل النبأ. فكلنا أبناء الوسط الرياضي مفجوعون لأن من غاب عنا لم يكن رياضياً فحسب لم يكن معطاءً فحسب ولا جلدًا صبورًا وشهمًا كريمًا فقط. لكنه أب غاب.. والد.. في صدره حنان الأبوة وترعرع في كنفه كثير من وجوه الوسط الرياضي هنا.. زيد والموزان ومبارك عبدالكريم ومبارك الناصر وعبود وراشد وابن حمد والنقادي ومهدي.. وكثيرون. كثيرون جدًا.. رباهم وعطف عليهم.. حتى أصبحوا رجالًا الآن.. ليرحمك الله، يا أول من أقام ملعبًا في الوسطى.. وأول من تنازل عن -المادة- من أجل الخير في مباريات الخير. وأول من أجمع الرياضيون على مختلف ميولهم ونزعاتهم على أنه الرجل المحبوب من الجميع.. يا صاحب التاريخ الطويل.. في البناء والتشييد.. كنت بكرم نفسك.. وأصالتك تتحمل المشاق والمكاره والمتاعب ممن هو في مستواك وممن هو دونك. أذكرك ولن أنساك.. وقد عشت معك إداريًا أنافسك في ناد آخر ومع هذا دائمًا أجد منك النصيحة والاستقامة والنزاهة.. لم تكن ملتويًا.. ولا صاحب غرض، لكن كنت صاحب مبدأ، تلتقي فيه مع الشبابي والهلالي والنصراوي.. ثم صحفيًا.. نظرت لي مثل غيري كثيرًا كابن من أبنائك تمنحه النصح والتوجيه ولا تقبل أن تقسو عليه.. ثم رياضياً.. كنت الرجل الذي تجتمع حوله الآراء وتتفق على أنه الأمثل والأفضل في تجرده وطيبته وحبه للآخرين.. ليس عزائي لليمامة فقط فلست لها وحدها بل أنت لنا جميعًا أب حنون فقدناه". "أبو هند" ضوئية لمقال رثاء الأستاذ تركي السديري «أبو هند» في المرحوم الصايغ بعنوان: الرجل الذي فقدناه (12/6/1389ه) أبو عبدالله محمد الصايغ -رحمه الله- 1384ه