خلال هذه الأسطر أعلن التحدي وكل أنواع الرهان بخصوص أن تذهب إدارة النصر إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" لشكوى الاتحاد السعودي بسبب نتائج قضية لاعب الوسط عوض خميس، سبب التحدي أن النصر الذي خُففت عليه العقوبة لم يترك شاردة وواردة إلا وفعلها لأجل الصلح أو أقل الأضرار وهو ما حصل عليه من القرار الأخير.. إذاً لماذا النصر يهدد ب"الفيفا"؟ هو يفعل ذلك كعادة سنوية لمداراة الإخفاق وسوء النتائج فلا بد أن تظهر له مشكلة كي يتعلق بها. «الزعيم» الطرف الثابت لصرف الأنظار عن معاناة «الأصفر» وفي قضية خميس أكثر من يعرف أن حُكم اتحاد الكرة كان مخففاً عليهم.. هم النصراويون، وأكثر من يدرك أن ليس بمقدورهم حتى مخاطبة "الفيفا" هم النصراويون أيضاً. سباق "خذوهم بالصوت" نجح كثيراً لإلهاء جماهير النصر عن المشكلة الحقيقية لناديهم هذا الموسم، وأبعدهم عن حالة الاستياء التي يبديها نجوم الفريق والأجانب من أوضاعهم والوعود غير الحقيقية التي دائماً ما يظهر لاعب لكشف مشكلته مع ناديه وهي مشاكل حتى لا تظهر مع أشد الأندية السعودية أزمة مالية وهو الاتحاد، والعارفون يرجعون ذلك إلى الشفافية والمصداقية بين لاعبي الاتحاد من السعوديين وناديهم، وعلى عكس النصر الذي يشبهه فقط بضجة المطالبات عبر مقر "الفيفا" من اللاعبين والمدربين الأجانب، وهو ما يجعل كل نصراوي يده على قلبه من أن يصل الأمر في ظل التأجيل والمماطلة إلى خصم النقاط أو التهبيط الموسم المقبل. الاعتراف سيد الأدلة في قضية خميس اصغر قانوني يدرك أن النصر دخل على تعاقد الهلال واستباحه بعقد جديد مع اللاعب نفسه واصغر قانوني يعلم أن النصر قدم عرضاً لخميس ورفضه الأخير بخطاب من وكيله، واصغر محامٍ يعلم أن رئيس النصر ظهر على التلفزيون بعد توقيع خميس للهلال وأقر بالانتقال وقال: ان الفرق الأخرى تتعاقد مع احتياطيي النصر. وأصغر مشجع علم وسمع أن إدارة النصر حولت اللاعب إلى التدريب المنفرد وأكدت انها لا ترغب فيه بعد توقيعه للهلال، كل تلك دلائل فاضحة على إدارة النصر التي لم تجد إلا شرط الستة ملايين ريال، وهو إجراء قانوني تماماً لأن من حق النادي أن يُقرض أو يهب لاعبه ما يريد، وكل الأندية السعودية تفعل ذلك وبشيكات موثقة.. المهم أن يكون العقد المبرم المرسل للجنة الاحتراف وفق المليونين و400 ألف ريال سنوياً كما حددها اتحاد الكرة. المشكلة أن الأندية السعودية الكبيرة النصر والهلال والأهلي والاتحاد قدمت شيكات مليونية للاعبين هواة لأجل انتقالهم وتلك وضعها أصعب من هبة مالية.. ومع كل ذلك إلا أن مداراة الإخفاق ومحاولة إبعاد جمهور النصر عن واقع ناديه باختلاق القضايا وتطويرها نجح بواسطة آلية إعلامية يقودها مقدمو برامج ومتصدرون لمواقع التواصل الاجتماعي.. والضحية جمهور النصر الذي تعود أن يدفع الثمن. في المفهوم النصراوي العريق إذا أردت أن تبعد الجماهير عن أي مشكلة لديك فأدخل الهلال في قضية أو جرّه إليها.. وهو ما حدث منذ التاريخ الكروي السعودي القديم وحتى الآن .. ودائماً ما يكون مثل ذلك سبيلاً لنجاة الرئيس وانشغال الوسط الرياضي بالهلال والمشكلة معه.. وليس هذا فقط بل الدخول بنغمة التشكيك وتكبير القضايا التافهة.. وللأسف من يتبنى هذا هم من الإعلاميين الذين يدرك الوسط الرياضي عدم مصداقيتهم وانجرافهم التام وراء مصالحهم. التشكيك الهدف الأول النصر فريق كبير ولو قيض لهذا الفريق أن ينشغل بنفسه ويترك الهلال لكانت إنجازاته أكبر لكن هو قدره الذي وضعه دائماً خلف النادي "الملكي" ولا سبيل لتجاوزه إلا بالتشكيك فيه والتحريض عليه، ولا ننكر هنا أن التعاطف دائماً من قبل الجماهير الأخرى التي لا تنتمي للهلال والنصر تذهب للفريق الأقل بطولات وإنجازات، فمن الطبيعي حينما يلتقي في مصر على نهائي بطولة فريق من فرق الوسط مع الأهلي أن تتمنى الجماهير المحايدة خسارة الأهلي لأن هذا سيفتح لها آمالاً ويزيد بأن يوقف ولو مؤقتا ذلك الفريق الذي أقلقها بكثرة إنجازاته. في جميع انحاء العالم يحدث مثل هذا الأمر بجعل الفريق الأفضل والأكثر بطولات هدفاً، في إسبانيا يتمنون سقوط ريال مدريد ويحيكون كثيراً من التفاهات للانتقاص من أفضلياته والأمر نفسه على الأهلي المصري وفعلوا ذلك مع العين وليفربول والآن يوفنتوس في إيطاليا بحيث يكون الفريق الأفضل محارباً وللهلال تاريخ طويل مع ذلك. يتجاهلون الحقيقة الأشد حيرة في الأوساط السعودية أن كثيرين يعلمون من المستحق ومن الأفضل.. لكن لأن الواقع يتطلب المراوغة تجد الهروب والتشكيك حاضرة دائماً كما في قضية عوض خميس التي من شدة الضحك على الجماهير أن وعدوا بأن يسعوا لهبوط الهلال وهو أمر يدركون أنه مستحيل ومع أنهم يعلمون ضعف موقفهم إضافة إلى عدم جرأتهم وقدرتهم على الذهاب ل"الفيفا".. لأنه سيعاقبهم أكثر من نظام سدد وقارب الذي اتبعه اتحاد الكرة السعودي. بسبب الغيرة من البطل أصبح الوسط الكروي السعودي موقعا لإسقاطات المندسين والمتعصبين والمتوترين والعمل بكل قوة على نثر التوافه والادعاءات، حتى يشغلوا الكرة السعودية عن أزماتها الحقيقية ويبعدوا المنتقدين عن أنديتهم. نكرر أن مشكلة النصر الكبرى أن هناك من يريد أن يوجد أسباب غير حقيقية لخسائره والتاريخ النصراوي يوافق على هذا التوجه لا سيما وأن الخسارة حسب الإعلام القريب من الإدارة النصراوية لها أسبابها ومبرراتها. نحن لا نكن أي ضغينة ضد النصر بل نحبه كنادٍ سعودي جماهيري كبير، ولكن على جماهيره أن تفهم ما يحاك ضد فريقها، فهل مشكلة عوض خميس أهم أم ابتعاد لاعب الوسط أحمد الفريدي والمهاجم نايف هزازي والحارس عبدالله العنزي وفي الطريق آخرون يطالبون بأن تفي الإدارة بالتزاماتها التي أجلتها كثيراً تجاههم والأولون يتوقع ان يكونوا في أندية أخرى الصيف المقبل.. هل مشكلة عوض خميس أهم أم عدم الوفاء بالوعود تجاه اللاعبين والمدربين.. وهل مشكلة عوض خميس أهم أو فرض لاعب كحسين عبدالغني على المدرب والمجموعة وما اوقعه هذا الأمر من شق الصف في نادٍ كبير كالنصر؟ وهل مشكلة خميس أهم أو ابتعاد أعضاء الشرف وعدم رغبتهم بناديهم، بل إن أحداً لم يتقدم لرئاسة هذا النادي الكبير بكل ما تحمل الكلمة من معنى؟، وهل مشكلة عوض أهم أم الخسارة من فرق تنافس على الهبوط بالأربعة وفقدان المنافسة على كل البطولات. شمس الاخفاقات لاتغطي بغربال هناك من يريد أن يغطي على الإخفاقات والمشاكل التي من الممكن أن تعيد النصر إلى فترة ال20 عاماً الماضية من دون بطولات.. هناك من يغير الحقائق لأجل قربه من الرئيس لكن في المقابل هناك من الإعلاميين النصراويين من هم صادقون ويضعون أيديهم على الجرح ويقولون للوسط الرياضي وإدارة النصر هذه هي العلة، بل ينادونهم بأن اتركوا الهلال في حاله لكي تنجحوا، لكن لقلة عددهم ضاعوا وسط الضجيج التلفزيوني والهذر "التويتري". هل تتذكر الجماهير في موسمي "2014 و2015" حينما انشغل النصراويون بفريقهم، واهتموا به فقط ولم يلتفتوا للهلال ولا غيره فإنهم حققوا البطولات، ويتذكرون أيضا أن النادي الأزرق هو من انشغل بهم، لكن حين عاد "نادي القرن الآسيوي" إلى طبيعته التي من أهم سماتها الانشغال بنفسه عاد إلى البطولات، وعلى العكس كان النصر. لاتتلاعبوا بالكيان النصر كيان كبير وهناك من يريد أن يتلاعب به ويعيده إلى الصفوف المتأخرة، وهنا على النصراويين أن يتعلموا من التاريخ وحتى من جارهم الهلال أن الانشغال بالأمور البسيطة الساذجة لأجل الإساءة له لن تحلّ مشاكل النصر الكبيرة التي يخشى محبوه أن تجعله في الموسم القادم من دون افضل لاعبيه الذين يتوقع من كثرة الوعود التي حجبت عنهم حقوقهم أن يكونوا في أندية منافسة أخرى، وهو ما يهدد تاريخ الفريق وتواجده ضمن المميزين. من مصلحة الكرة السعودية أن يكون النصر وأي ناد كبير منافس قوي، لكن ليس من مصلحة جماهير النصر أن تنشغل بأمور لا تخص ناديها، وليس من مصلحتها أن تنجرف مع أسباب ضعيفة تبعدها عن حقيقة تراجع نتائج فريقها خصوصاً أن الأساليب المستخدمة للتبرير هي لأبعاد الجماهير عن المشكلة الحقيقية الخاصة بالضعف الإداري وعدم الالتزام بالوعود وهذا ما أفقد النصر خاصية البحث عن أسباب المشكلة ومواقع الخطاء، على الرغم من أن الجمهور يعرف المشكلة لكنه كثيراً ما يجد نفسة قد اندفع مع إعلام النصر الموالي إلى مشكلة مصنوعة، هو يندفع معها لأن الهلال في الصورة وعدم حبه والبحث عن المشاكل ضده لا بد أن يكون هدفاً أولا كما يصور ويدعم ذلك الاعلام الموالي. نتمنى أن يعود النصر منافساً قوياً لكن هذه مشكلته وتلك مواجعه التي جعلت من شكوى جمهوره مستمرة.. وما نقول إن لن يعيده إلى البطولات إلا التفكير المنطقي الجدي بهذه المشكلة وحلها والأهم من ذلك الصدق والمصارحة، مع رفض الإعلام الذي يصور لهم أن مشكلتهم الهلال لأن هذا الإعلام هو أكثر من أبعد النصر عن البطولات بكثرة تبريراته غير المنطقية.