وصف نيكولا دوبون أنيان زعيم حركة "فرنسا الناهضة" اليمينية الفرنسية التحالف الانتخابي الذي أرساه يوم التاسع والعشرين من أبريل مع مارين لوبن مرشحة اليمين المتطرف إلى الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية بالاتفاق التاريخي. أما الأسباب الرئيسية التي جعلت هذا المرشح الذي لم يستطع تجاوز عقبة الدورة الأولى من الانتخابات بوصف التحالف بالتاريخي فهي ثلاثة وهي: أولاً: إن لوبن أعلنت خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب التوقيع على اتفاق التحالف بينهما أنها ستعينه رئيساً للوزراء في حال فوزها على إيمانويل ماكرون يوم الأحد المقبل في أعقاب الدورة الانتخابية الثانية. ثانياً: إن نيكولا دوبون أنيان يشعر أنه ضمن مسبقاً منصب رئيس الوزراء في حال فوز لوبن واستطاع أيضاً حملها على تغيير بعض البنود الواردة في برنامجها الانتخابي الأصلي أو على الأقل تعديلها. ثالثاً: إن كليهما يعتقد أن هذا التحالف من شأنه أن يساعد لوبن زعيمة اليمين المتطرف على الوصول إلى قصر الإليزيه. ومن الواضح أن أنيان يبدو منتصراً في كل الحالات من وراء هذا التحالف لعدة اعتبارات منها أنه لم يحصل في أعقاب الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية إلا على المرتبة السادسة بعد إيمانويل ماكرون مرشح حركة "إلى الأمام" ومارين لوبن مرشحة اليمين المتطرف، وفرانسوا فيون أهم مرشحي اليمين ووسط اليمين التقليديين، وجان لوك ميلانشون مرشح حركة "فرنسا العصية"، وبونوا آمون مرشح الحزب الاشتراكي، وبعض أحزب اليسار الأخرى. ولم يحصل إلا على نسبة 4.7% من أصوات الناخبين الذين شاركوا في الدورة الأولى. أما التعديلات التي اضطرت لوبن إلى القبول بها للحصول على دعم أنيان فهي تتعلق أساساً بعدولها عن طلب أساسي كانت تضعه في مقدمة مطالبها وهو خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبي أو على الأقل من منطقة اليورو. وتقول لوبن اليوم إن هذا الشرط لم يعد إجبارياً حتى وإن كانت ترى من قبل أن تحقيقه ينبغي أن يمر عبر استفتاء الشعب الفرنسي حوله. كما تم التخلي في نص التحالف الانتخابي مع حركة "فرنسا الناهضة" التي يتزعمها أنيان عن المطلب الداعي لحرمان أطفال المهاجرين المقيمين في البلاد بشكل غير شرعي من الدراسة. وتعول لوبن كثيراً على هذا التحالف لإحداث حيوية تجعلها تستفيد بشكل أفضل من المعين الانتخابي الذي لم يصوت لها في الدورة الأولى لاسيما لدى أحزاب اليمين التقليدي وأقصى اليسار وكثير من الذين امتنعوا عن التصويت خلال الدورة الأولى. وبالرغم من أن عدداً من المحللين يرون أنه من الصعب كثيراً أن تنتصر لوبن على ماكرون لأن الدعوات الصادرة عن قادة الأحزاب اليمينية وأحزاب الوسط واليسار والتي يطلب أصحابها من مناصريهم وناخبيهم التصويت لصالح ماكرون أكثر بكثير من تلك التي تدعو للتصويت لها، فإنها ترى أن الناخبين ليسوا مضطرين إلى الاستجابة إلى دعوات قادة الأحزاب.