اتهم تقرير لأجهزة الاستخبارات الفرنسية الاربعاء النظام السوري باستخدام غاز السارين في هجوم استهدف بلدة خان شيخون في مطلع ابريل الحالي وأسفر عن مقتل 87 شخصا واثار استياء في العالم. وعرض وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت التقرير متهما دمشق بشن الهجوم الكيميائي في الرابع من الشهر الحالي. وقال آيرولت اثر اجتماع لمجلس الدفاع برئاسة الرئيس فرنسوا هولاند عرض خلاله التقرير الذي تضمن نتائج تحاليل أجهزة الاستخبارات "لا شك في انه تم استخدام غاز السارين. ولا شكوك اطلاقا حول مسؤولية النظام السوري بالنظر الى طريقة تصنيع السارين المستخدم". من جهتها، افادت الرئاسة الفرنسية في بيان أن التقرير يوضح ان "النظام لا يزال يمتلك مواد حربية كيميائية، في انتهاك للالتزامات التي وافق عليها العام 2013 للتخلص منها". وأوضح آيرولت ان التقرير الذي أعد بالاستناد الى عينات وتحاليل قامت بها الاجهزة الفرنسية يؤكد "من مصدر موثوق ان عملية تصنيع السارين مطابقة للاسلوب المعتمد في المختبرات السورية. الطريقة تحمل توقيع النظام وهذا يتيح لنا تحديد مسؤوليته في الهجوم". وقال الوزير "بمواجهة الرعب الناجم عن هذا الهجوم والانتهاكات المتكررة من جانب سورية لالتزاماتها وقف استخدام الأسلحة التي يحرمها المجتمع الدولية، قررت فرنسا اطلاع شركائها والراي العام على المعلومات المتوفرة لديها". وسرعان ما رد المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف مؤكدا ان "واقعة استخدام السارين لا شكوك حيالها، لكن من المستحيل التوصل الى استنتاجات حول مسؤولية ذلك من دون تحقيق دولي". وتستند فرنسا التي "اثبتت" اجهزة استخباراتها خمس هجمات بغاز السارين في سورية منذ أبريل 2013، وفقا لبيان مرفق بالتقرير، الى عينات في الموقع وتحاليل من الضحايا، وفقا لمصدر دبلوماسي فرنسي. واضاف المصدر ان "سلسلة اقتفاء" العينات وتحاليل مركز الدراسات "بوشيه" في منطقة باريس المختبر المرجعي في فرنسا، "تتطابق" مع المعايير الدولية. ويشمل التقرير ثلاثة جوانب رئيسية من الهجوم على خان شيخون وهي طبيعة المنتج، وعملية التصنيع وطريقة انتشاره. وقال آيرولت ان تحديد مسؤولية النظام تمت من خلال الاستناد الى طريقة تصنيع الغاز المستخدم ومقارنته مع عينات من هجوم في العام 2013 على سراقب (شمال غرب) نسب الى النظام. وأوضح مصدر دبلوماسي ان فرنسا اخذت قذيفة لم تنفجر بعد الهجوم وقامت بتحليل محتواها. وأخيرا، يؤكد تحليل السياق العسكري الفرنسي أن قاذفة تابعة للنظام من طراز سوخوي 22 اقلعت من قاعدة الشعيرات لشن غارات جوية على خان شيخون صباح الرابع من ابريل. وحده النظام لديه هذه الوسائل الجوية.