مساء السبت الموافق 22 أبريل غادرت الفندق الذي كنت أسكن فيه في دبي بعد رحلة قصيرة في تمام الساعة الرابعة والنصف بتوقيت دبي إلى المطار، ووصلت إليه في الخامسة عصراً، ويمكن أقل، وبسرعة أنهيت إجراءات رحلتي المتجهة إلى جدة وموعد إقلاعها الساعة التاسعة.. ورغم أنني لست معتادة على البقاء في المطارات كل هذا الوقت قبل إقلاع الرحلة.. وفي العادة وبالذات في مطار جدة أدخل صالة المغادرة على صوت النداء الثاني أو الأخير.. وفي المطارات الخارجية قبلها بساعتين على الأكثر.. لكن هذه المرة ولمسافات المطار والتنقل من أجل الوصول لبوابات المغادرة والتسوق والتنقل بهدوء توقعت أن الساعات الأربع ستمر.. والموظفة تسلمني كرت الصعود إلى الطائرة قالت إن الرحلة القادمة من جدة متأخرة لمدة ساعة ونصف.. جادلتها بسرعة وعندما دخلت الكافيه من أجل التقاط أنفاسي والتفكير في هذه الساعات الطويلة التي ليست في الحسبان.. فتحت جوالي ووجدت أن الخطوط السعودية أرسلت لي رسالة في تمام الساعة 4:47 دقيقة وأنا في المطار يعني قبل إقلاع الرحلة بثلاث ساعات تعلمنا بتأخير الرحلة إلى الساعة 10:25 دقيقة بتوقيت دبي.. علمًا بأن الخطوط السعودية تلزم المسافر بالحضور قبل إقلاع الرحلة بثلاث ساعات! ظللت في الكافيه لمدة ساعة، ومن ثم ذهبت إلى الجوازات، ومنها إلى البوابات عبر المترو.. ودخلت إلى مطعم لتناول الطعام وتبديد الوقت.. ولكن في الساعة 7:16 دقيقة بتوقيت دبي عاودت الخطوط إرسال رسالة تفيد فيها بتأجيل الرحلة 551 والمتجهة إلى جدة إلى الساعة 11:10 دقائق بتوقيت دبي.. "المصيبة أنها رسائل تأتي دون أي اهتمام من المسؤولين في الخطوط السعودية في مطار دبي.. عائلة بجانبي وشابات سألتهم عن وجهتهم فقالوا جدة.. تمسكت بأمل أن هناك من هم معي ولكن يعانون نفس المعاناة.. في الساعة 7:54 دقيقة "ضيفنا العزيز تم تغيير موعد إقلاع الرحلة 551 إلى الساعة 12:20 دقيقة بتاريخ 23 أبريل.. يعني دخلنا اليوم الثاني وصلت المطار عصر 22 وأغادره صباح 23 أبريل.. المتأمل لنص الرسالة يكتشف أننا نسافر ببلاش على الخطوط السعودية، فلا اعتذار في بداية الرسالة فقط ضيفنا يعني أنت في ضيافتهم بلاش.. وهم من يحددون لك متى تغادر.. شعرت أن ضغطي ارتفع، وأصابني صداع، وكالعادة تناولت "بنادول" هواية السعوديين، وخرجت من المطعم إلى الدور الأول في بوابات المغادرة أبحث عن شخص لأفهم منه ما يجري.. ولكن كل الاستعلامات المزهرية يعطيك نفس كلام الرسالة وإنه ما يعرف شيء.. وطبعاً لا بوابة مفتوحة ولا شيء، تبقى للرحلة أربع ساعات والأهم أنني حسابياً سأبقى في المطار 9 ساعات من دخولي إليه.. دخلت أحد الكافيهات وظللت أقرأ في كتاب معي، لكن شعرت بالنوم والإرهاق ساعتين كأنها سنة، وبعدها خرجت أمشي هنا وهناك، أقرأ الإرهاق والتذمر على وجوه المسافرين المتأخرين.. في البوابة 13 وعندما أعلنوا الرحلة عند الساعة 12 تكدس المسافرون وتوقعت أن يكون هناك اعتذار للتأخير رغم أنه لا يصرف، ولكن لم يعبأ بنا أحد ولم يهتم بنا أحد، دخلنا الطائرة ويبدو أن الناس تناسوا تعبهم وتعذيبهم وهم يتبادلون التهاني بمناسبة تعديل مواعيد الاختبارات قبل رمضان.. أقلعت الرحلة 12:30 دقيقة من دبي، ونفس الشيء لم يعتذر طاقم الرحلة عن التأخير لمدة ثلاث ساعات ونصف.. وعندها تأكدت أننا ببلاش نسافر مع السعودية! وصلنا جدة ولا جديد، ظل سير الحقائب ساعة لا يعمل والباص مشى بنا أكثر من نصف ساعة، بالمختصر وصلت منزلي 4 الفجر، يعني أخذت 13 ساعة من خروجي من فندق دبي إلى وصولي بيتي في جدة.. مدة توصلك أميركا.. بعد نصف ساعة من دخولي البيت أرسلت الخطوط رسالة "ضيفنا العزيز رأيك يهمنا".. في نقاط ست ومساحة المقال لا تكفي لسردها لكن أهم ما فيها رضاكم عن الخدمة المقدمة "سيئة".. نظام الترفيه "لا يوجد" والمفروض نظام التعذيب.. لم أرد على الرسالة.. لأنه يفترض أن يكون هناك اعتذار للراكب ووجبة في المطار أو كلمة طيبة للتأخير.. ولكن الخطوط السعودية تعرف أننا لا نسافر إلا عليها، وكما تقول صديقتي لا مشكلة أهم شيء دعاء السفر.. والحمد لله من قبل ومن بعد.. وصلنا بالسلامة!!