شهدت صالة المغادرة الداخلية في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة خلال ساعات باكرة من صباح أمس(الخميس) تكدس أعدادٍ كبيرة من المسافرين المتجهين إلى الرياض، على خلفية إلغاء رحلات مجدولة مسبقاً بسبب موجة الغبار التي ضربت العاصمة. وأبدى مسافرون غضبهم الشديد من تعامل الخطوط السعودية مع مشكلة تأخر رحلاتهم وخلو عددٍ كبير من مكاتب الموظفين والمشرف المناوب، والتي أكدها بعض المسافرين بالجلوس فيها لنحو ساعة من دون حضورهم، إذ غادر بعض الموظفين مكاتبهم بعد أن اشتد غضب المسافرين، ودخلوا في نقاش معهم قبل مغادرتهم، احتدم إلى تبادل الشتائم. وردد عدد من المسافرين الغاضبين نداءات بصوت مرتفع تطالب المدير العام للخطوط الجوية العربية السعودية المهندس خالد الملحم بالحضور ومشاهدة ماوصفوه ب «الوضع المأسوي» للمسافرين، خصوصاً العوائل التي يرافقها أطفال ورضع مكث البعض منها أكثر من 14 ساعة في المطار من دون أن تؤمن لهم نُزلٌ للسكن فيها أو تحديد المواعيد الجديدة للرحلة أو حتى الالتزام بالمواعيد التي يتم تغييرها بين فترة وأخرى، حتى إن إحدى الرحلات تم إنزال الركاب منها وإعادتهم للصالة بعد نحو 15 دقيقة من صعودهم الطائرة. واختلفت آراء الركاب حول أسباب إعادتهم، وذهب معظمهم إلى أن سبب التأخير هو وجود خلل في الطائرة يتطلب إجراء صيانةٍ لها، إلا أن هذه الصيانة امتدت إلى وقت غير معلوم، خصوصاً أن ركاب إحدى هذه الرحلات مازالوا في مطار الملك عبدالعزيز الدولي حتى الساعة الثانية من ظهر أمس (الخميس) في انتظار إعلان موعد مؤكد للرحلة التي كان مقرراً إقلاعها الساعة الواحدة صباحاً. وأبدت أم شمس التي ترافقها ابنتها الرضيعة في حديثها إلى «الحياة» استغرابها من غياب الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة عن تحذير المواطنين عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، بوجود عواصف رملية تستدعي إيقاف الرحلات الجوية وبقاء المسافرين في منازلهم أو أماكن سكنهم حتى عودة الأوضاع إلى طبيعتها، ومن ثم ذهاب المسافرين إلى المطار بدلاً من بقائهم ل12 ساعة، خصوصاً الأطفال وكبار السن، مع عدم وجود معلومات دقيقة عن مواعيد الرحلات لدى الموظفين الذين بدأ البعض منهم في مغادرة مكاتبهم. فيما أكد أبو خالد ل «الحياة» ظهر أمس (الخميس) أن الحال في مطار الملك عبدالعزيز وصلت إلى حد التدافع، وإغلاق الأبواب من قبل بعض المسافرين الغاضبين، وأشار إلى أن مكاتب المشرف المناوب وبعض المكاتب، خلت من الموظفين، حتى إن البعض استخدمها للجلوس لفترات طويلة، مضيفاً أن المسافرين كانوا يرددون بصوت عالٍ: «أين المهندس خالد الملحم من الوضع القائم في المطار». وأضاف أنه وغيره من المسافرين وثّقوا ما حدث بالصور من خلال أجهزة الهاتف الخليوي، وكاميراتهم الخاصة، لافتاً إلى أنه مع زوجته وطفلتيه، والتي لا تزال إحداهما رضيعة لم تتجاوز 45 يوماً، ينتظرون إقلاع رحلتهم رقم 1056 والتي كان مقرراً إقلاعها الساعة الواحدة، و18 دقيقة صباحاً، وتمت إعادتهم إلى صالة المطار بعد صعودهم الطائرة الساعة 2.15 صباحاً، مكثوا فيها نحو15 دقيقة، لتتضارب الأخبار وقتها عن أسباب التأخير. وأوضح أنهم أعطوا أكثر من موعد حتى طلب منهم الاستعداد عند الساعة التاسعة من صباح أمس، لنقلهم إلى أحد الفنادق في جدة، إلا أنهم عادوا ليطلبوا منهم البقاء في المطار، إذ ستقلع رحلتهم إلى الرياض عند الثانية من ظهر أمس، مشيراً إلى توافر رحلة أخرى إلى الرياض رقم 1040، بات ركابها أيضاً ينتظرون حتى الثانية صباحاً حين أقلعت طائرتهم التي كان مقرراً أن تقلع عند الخامسة والنصف من عصر أول من أمس، وما إن وصلوا إلى الرياض حتى فوجئوا أن امتعتهم لم تصل من جدة!. يذكر أن «الحياة» لم تفلح في التوصل مع أي من مسؤولي الصالة الداخلية في مطار الملك عبدالعزيز.