يوم الأحد الماضي احتفل العالم باليوم العالمي للكتاب، كثير من المؤسسات الثقافية عقدت ندوات ومحاضرات عن أهمية الكتاب والقراءة، من ضمن المؤسسات جمعية المكتبات والمعلومات السعودية التي أقامت مشكورة فعاليتين في مكتبة الملك فهد الوطنية في الرياض ومكتبة الملك فهد العامة في جدة، وبالطبع هنالك عدد من الأندية الأدبية التي اغتنمت هذه المناسبة لتقديم نشاط يخدم القراءة والكتاب، وأنا هنا لست بصدد رصدها. هذا العام اليونسكو ركزت على فئة لها كتابها المختلف من ذوي الاحتياجات الخاصة، فئة المكفوفين، إن الفئات الأخرى ممن لديهم إعاقة صمم أو نطق أو حركة غالباً لا يصعب عليهم التعامل مع الكتاب الورقي أو الإلكتروني، ولكن فئة المكفوفين يحتاجون أوعية المعلومات الخاصة بهم، مثل الكتب التي تطبع على طريقة بريل، أو الكتب المسموعة، وللأسف هذه لا تمثل 10٪ على مستوي العالم وربما الوطن العربي وبالطبع الدول النامية النسبة قد لا تصل إلى 1٪ من اجمالي ما ينشر من كتب وإصدارات وفق الاتحاد العالمي للمكفوفين ، وهنا لا ننسى مبادرة نادي الرياض الأدبي واتفاقيته مع جمعية المكفوفين السعودية، وطباعة بعض الإصدارات على طريقة بريل. أتمنى أن يكون لهذه الفئة المهمة من المجتمع في كل المؤسسات الثقافية مكاناً بارزاً. أذكر أنها قُدمت مبادرة لتوقيع اتفاقية مع مكتبة الملك فهد الوطنية لتهيئة المكتبة بالمسارات الخاصة بهم, وتحديد أماكن لأوعية المعلومات الخاصة بهم، حسب علمي لم تعتمد حتى الآن، أتمنى أن ينفذ ذلك لأن هؤلاء أهل بصيرة ويستطيعون خدمة أنفسهم عبر العصا البيضاء والتوجيهات والمسارات التي تهيأ لهم. فئة المكفوفين ليسوا مطلقاً معاقين، بعض علمائنا الذين نفخر بهم منهم، وكثير من المفكرين والأدباء والعلماء، وإن أردنا أن نرصد بعض أسماء المبصرين لملأنا صفحات الجريدة، ولا ننسى الرصد المتميز للدكتور عبدالله إبراهيم من خلال المقالات التي نشرها في الملحق الثقافي في جريدة الرياض، عن هؤلاء المكفوفين في مختلف العصور. بين يدي كتيب أصدره المبصر والمبدع المتميز سلمان بن ظافر الشهري بعنوان " علمتني الإعاقة" وهو إصدار خاص، تحدث فيه بكل شفافية عن تجربته الشخصية وقبل أن أقدم لكم مقتطفاً من كلامه أتذكر الروائي المبدع ماجد الجارد الذي فازت روايته "نزل الظلام" بجائزة أدبي حائل، يقول سلمان الشهري" سُئل أحد الحكماء.. من أين أخذت الحكمة؟.. فقال من الكفيف، فهو حين يمشي لا يتقدم خطوة حتى يعرف ماذا أمامه!". لنحتفل في هذا اليوم وكل يوم مع كل ذوي الاحتياجات الخاصة ومن ضمنهم المكفوفون بالكتاب والقراءة، لنتمتع معهم بحياة سعيدة في وطن الخير والنماء.