تحتفل اليونسكو فى الثالث والعشرين من إبريل باليوم العالمي للكتاب وحقوق النشر، ويعتبر هذا العام هو العام ال15 الذي يتمّ فيه الاحتفال بهذا اليوم ويكون فى المقام الأول الاحتفال بالقراءة، وهو الاحتفال الذي سيعتمد نجاحه، (حسب اليونسكو)، على مدى فاعلية مشاركة الناشرين والكُتّاب ووسائل الإعلام.يذكر أنه تمّ اختيار هذا اليوم كتقدير «رمزي» لعدد من عمالقة الأدب والفكر العالمي الذين فارقوا الحياة في نفس هذا اليوم وعلى رأسهم سرفانتس وشيكسبير، وتحتفل بهذا اليوم أكثر من 100 دولة على مستوى العالم، وهو الاحتفال الذي جرى العرف فيه على توزيع زهرة على كل من يقوم بشراء كتاب جديد فى هذا اليوم.اليوم التقت بمجموعة من الناشرين والكُتّاب حول مايعنيه هذا اليوم لديهم وايضا عن سبب تجاهل مؤسساتنا لهذا اليوم. يوم عالمي الروائي محمد المزيني لن أتحدث عن هذا اليوم الذي يمرّ خفيفا دون عناية تليق به , بوصفي موظف علاقات عامة في مكتبة الملك فهد الوطنية إنما سأتحدث بوصفي كاتبا وأقول : هذا اليوم المخصص للكتاب عالميا لا يمكن أن يحتفى به على الصعيد الشخصي كيوم الأم ما لم تتناوله الجهات المسؤولة عن الكتاب بشكل مباشر كمكتبة الملك فهد الوطنية والمكتبات العامة الأخرى , فالكتاب الوعاء المحترم لكل نتاجات الإنسان الفكرية دون تخصيص فن بعينه فعلا يحتاج ليس ليوم فقط بل لأيام لتمثيله بيننا واقعا حيا وملموسا في ظل مزاحمة البدائل الاتصالية الحديثة , لذلك أستغرب أن يمرّ هذا اليوم دونما عناية ورعاية من مكتباتنا الكبرى, هذا الاستغراب نابع من كونها المسؤولة عن الكتاب جمعاً وترتيباً وحفظاً وإحياءً أيضاً , لماذا قصرت هممهم عن ذلك بينما شهدنا احتفاءً كبيرا من لدن الأندية الأدبية وجمعية الثقافة والفنون باليوم العالمي للقصة والمسرح , هل يعني ذلك أن أمناء هذه المكتبات ليسوا بالوعي الكافي للقيام بمسؤولياتهم. صناعه الكتاب مشاري بن صالح العفالق كاتب وناشر قال : تلعب دور النشر اليوم دوراً محورياً في صناعة الكتاب ووصوله إلى القارئ بالصورة التي يطمح إليها الكاتب، وفي المقابل فإن المغامرة مع دور نشر متأرجحة أو جهات ناشرة لاتملك المعرفة الصحيحة بهذه الصناعة يمكن أن تسيء للكتاب. ومن جانب آخر فإن محدودية التوزيع للكتاب العربي مقارنة بغيره عالميا لا يتيح للناشر هامشا للاستثمار الدعائي الذي تجده في بعض دول العالم. ومع هذا فإن قلة عدد القراء وانتشار الأمية عربياً وضعف الدخل لايزال سداً منيعاً أمام غزو الكتاب الإلكتروني للأسواق العربية، فسعر الكتاب العربي إلكترونياً يعتبر مرتفعا نسبة إلى سعره الورقي ومع هذا لا يوفر دخلاً يذكر لا للناشر ولا للمؤلف ولا للجهات التي تستثمر في هذا المجال، وفي مقابل هذا يوفر الإنترنت حالياً فرصاً رخيصة الثمن لتسويق للكتاب وإن كان بعض الناشرين محدودي الإصدارات ونقاط البيع يستغلون ذلك في وضع دور النشر الخاصة بهم في حجم غير حقيقي. ختاما أتمنّى أن ترعى الجهات الرسمية والخاصة مبادرات لدعم صناعة النشر ولن يتمّ هذا إلا بوجود هدف استراتيجي وطني في هذا المجال . الأندية الأدبية الدكتور محمود الحليبي عضو نادي الأحساء الأدبي رئيس لجنة المطبوعات والنشر ذكر أنه لاريب أن للأندية الأدبية دورا كبيرا في دفع ساقية التأليف والإبداع وفي دعم المثقفين والمبدعين في مملكتنا الحبيبة حيث تتبنّى في كل عام مجموعة لابأس بها من مؤلفاتهم وأعمالهم الأدبية المميّزة لطباعتها ونشرها في المواسم الثقافية المختلفة ، وحين تحدد للجنة المطبوعات ميزانية سنوية مدروسة فإنها لاشك ستؤتى أكلها على خير وجه وسيسير عملها لتحقيق إنجازاتها بعيدا عن مزاحمة أنشطة النادي الأخرى لها لأنها ستضمن بإذن الله وقودا خاصا بها يكفيها حتى نهاية العام . تعزيز الكتاب علي الغوينم مدير جمعية الثقافة والفنون بالأحساء قال : للأسف الشديد لم يعد هناك من يهتم بالكتاب كصديق حميم رغم زحام المكتبات ومعارض الكتاب الدولية بالمرتادين و أعتقد أن ثمة مفارقات في ذلك ولكن في النهاية من يحب الكتاب لن يفارقة ربما تكون التقنية قللت من إسهامات القراءة بسبب سهولة التناول وسرعته وقلة تكلفته فأصبحت المكتبات متنقلة عبر شبكات الإنترنت وفي المواقع الإلكترونية تستجلب ماتريد من العناوين بضغطة زر . الكتاب نعم الأنيس وجميل أن نحتفي به وأن نلفت نظر الأجيال لاقتنائه والاهتمام به . ونحن في الجمعية نسعى لتعزيز هذا الجانب إذ نعكف في الفترة الحالية على تطوير وتنظيم المكتبة الخاصة بالجمعية كما يوجد لدينا أكثر من إصدار سوف يعلن عنهم قريبا ، وسنحتفي بتوقيع كتاب . يوم نائم الكاتب والروائي عادل حوشان قال : أجزم أن اليوم العالمي للكتاب عربياً يوم نائم، بعكس ما يحدث من احتفال واحتفاء بالكتاب على مستوى العالم هذه المسئولية ، مسئولية تاريخية ثقافية، لم تستطع المؤسسات الرسمية في العالم العربي إيقاظ الكتاب ويومه من هذا السبات لست متشائماً ، بل أشدّ تفاؤلاً من أن يقظة هذا اليوم تحتاج فقط أن تحكّ المؤسسات رأسها للعمل، لا شيء يضيق بنا أمام اتساع الأفكار لنصبح أمة تقرأ وتحتفي بالكتاب . دور النشر «ماكينة» إنتاج لكنها تقف أمام العوائق التي بدورها تقف أمام أفكار القراءة وأفكار الاحتفاء بالكتاب والفنون كلها لأسباب مختلفة، وأجزم أن معظم دور النشر لديها الرغبة ولديها الأفكار لنشترك بجعل الكتاب والقراءة احتفالا يومياً وليس سنوياً فقط . المعلومات وتناقلها ومواقع التواصل الاجتماعي، لا يمكن أن تؤثر على وضع الكتاب بسبب طبيعتها ونمط الكتابة فيها ووقتها المحدّد وأسباب أخرى مختلفة ومتعددة، لكن التأثير حتى وإن حدث فهو لا يزال محدوداً , أعتقد أن فكرة واحدة يمكن تداولها ويمكن تنفيذها من قبل المؤسسات الرسمية وهي فكرة تنفذت ولا تزال تنفذ في عواصم ومدن عالمية، ومنها فكرة كل شهر كتاب، يتم الإعلان عنه وتوفيره بالمكتبات العامة وعمل ورش قراءة ونقد ونقاش وحوار عن طريق مؤسساتنا الثقافية . خير جليس وبدأ عبدالحليم الأحمدي ..ناشر بالإشارة الى قول الشاعر العربي: أجلُّ مكان في الورى سرجٌ سابحٌ ... وخيرُ جليس في الزمان كتابٌ منذ القدم والعرب يحتفون بالكتاب وما أحرانا اليوم أن نصل الحاضر بالماضي ونعطي الكتاب من اهتمامنا ما يستحق، ومن معالم الاحتفاء بالكتاب نشره والمساعدة في وصوله للقارئ أينما كان من خلال المكتبات العامة ومنافذ البيع وأن ننتهز هذا اليوم لإعلان تخفيض أسعار بيع الكتب وأن نتهادى بالكتب وأن نهدي أبناءنا . وعلى المؤسسات الثقافية كالأندية والمراكز الثقافية والمكتبات إهداء القراء بعض الكتب في هذا اليوم والتحدّث عن أهمية الكتاب والتوعية بالكتب الجديدة والطلب من أصحاب المكتبات الخاصة والمؤلفين التحدّث عن تجربتهم في التأليف والرد على الذين بدّلوا الإنترنت بالكتاب . يجب أن نعطي الكتاب حقه من العناية والاهتمام ورد الجميل إليه، فهو مورد غزير للعلم والمعلومات والتأريخ والأدب والتسلية وبناء الشخصية المزودة بالخبرة والتجربة وغير ذلك. رسالة واضحة الكاتب والروائي عبدالله القرقاح ذكر إن معيار تطور الأمم ونهضتها عبر التاريخ كان مرتبطاً بالقراءة . ففي اللحظة الأولى التي نزل فيها الإسلام كان الأمر الأول فيه ( اقرأ ) وفي ذلك دلالة عظيمة ورسالة واضحة أن الطريق المؤدِّي للخروج من ظلمات الجهل والشرك تبدأ الخطوة الأولى فيه بالقراءة . ثم استمر هذا المعيار لا يتغير ولا يتخلف طوال التاريخ ففي عصور الظلمة الأوربية صاحبتها نهضة وتطور في العالم الإسلامي فكانت أوربا تحوي 2000 مخطوط وفي المقابل كانت مكتبة الحكم الثاني في غرناطة تحوي على 600000 مخطوط ! إن الطريق الأمثل لعودة الناس للكتاب والقراءة لا تكون بجهود فردية ولكن تحتاج إلى حركة شاملة ، وأن يتوفر الكتاب في كل مكان أمام الناس ، أن يكون الجميع قادرا على شراء الكتب بأسعار مناسبة .