يبدو أن النصر بات مرشحاً للعودة من جديد إلى سنوات الجفاف والغياب عن منصات التتويج بعدما أصبح بعيداً عن مستوياته وسط مشكلات فنية وإدارية ومالية تتحملها إدارة النادي وأعضاء الشرف الى جانب اللاعبين الذين تفرغوا للحصول على حقوقهم من دون التفكير بالجماهير المغلوب على أمرها، فالفريق "الأصفر" يمكن القول إنه دخل بالفعل نفقاً مظلماً بعدما خرج صفر اليدين من الموسم مثلما الموسم السابق وبالعودة لمرحلة الإعداد للموسم الحالي فالإدارة ارتكبت خطأ جسيماً بالوقوف في صف القائد حسين عبدالغني في وجه مدير الفريق الخلوق بدر الحقباني، قبل أن تنحاز للقائد المشاغب من جديد ويُجبر المدرب المميز الكرواتي زوران ماميتش على الاستقالة بعدما وجد أن البيئة لا تسمح له بالعمل وفرض خياراته المسؤول عنها. وعلاوة على ذلك لم تنجح الإدارة الصفراء في تقليص الديون الكبيرة على خزينة النادي وخسرت نائب الرئيس الداعم عبدالله العمراني للأسباب ذاتها وهو الذي تحمل الكثير من الأعباء والمؤكد أن الرئيس النصراوي الأمير فيصل بن تركي يعد مسؤولاً عن كل هذه الأحداث داخل ناديه الذي تركه في نهاية الموسم الماضي وعاد إليه بعد ضغوطات شرفية، ليكون التساؤل في الشارع الأصفر عن إمكانية بقاء الرئيس الذي حاول السيطرة على الأمور من خلال الاجتماع باللاعبين وإطلاق الوعود بحل المشكلات المالية التي دفعت كثيرين منهم لمقاطعة التدريبات. الوضع النصراوي أصبح معقداً للغاية، فالجماهير غاضبة على النتائج وطريقة قيادة الأمور في "فارس نجد" والإدارة غير قادرة على السيطرة على الأوضاع المالية والفواتير الباهظة التي تواصل الارتفاع، واللاعبون يطالبون بحقوقهم في وقت لا يملك الفريق مدرباً قادراً على فرض شخصيته ولملمة أوراق الفريق فيما تبقى من الموسم، ليكون التساؤل عما سيحدث في نهاية الموسم وإمكانية قدوم إدارة جديدة تتحمل كل هذه الأعباء وتحل المشكلات، لكن الأكيد أن النصر بات بحاجة لغربلة إدارية وفنية وحلول مالية يمكن من خلالها منع تكرار ما حدث للاتحاد وإعادة الفريق للمنافسة على الذهب وعدم العودة للمربع الأول حيث المعاناة والابتعاد عن دائرة الكبار.