تواصل قوات سورية الديموقراطية تقدمها أمس غرب مدينة الرقة غداة تمكنها من السيطرة على مطار الطبقة العسكري ما يقربها أكثر من تحقيق هدفها الرامي إلى إطباق الحصار على معقل تنظيم داعش الإرهابي الأبرز في سورية. وتتركز الأنظار حالياً على مدينة الطبقة وسد الفرات المجاور لها، والذي علق القتال فيه مؤقتاً للسماح للفنيين بدخوله وإتمام أعمال الصيانة فيه غداة خروجه عن الخدمة. وقال المتحدث باسم قوات سورية الديموقراطية طلال سلو إن تلك القوات ستواصل تقدمها في محيط سد الفرات وباتجاه مدينة الطبقة قبل إكمال طريقها بهدف "إتمام حصار مدينة الرقة". ومن شأن هذا الحصار أن يمهد لبدء معركة السيطرة على الرقة التي كانت فرنسا إحدى الدول المشاركة في التحالف الدولي بقيادة واشنطن، توقعت الأسبوع الماضي انطلاقها "خلال أيام". إلا أن سلو كان أكثر حذراً، مشيراً قبل يومين إلى أن حصار الرقة يحتاج لأسابيع عدة لتنطلق بعدها رسمياً عملية تحرير المدينة. وأكد سلو أن قوات سورية الديموقراطية ستبدأ بعمليات تأهيل المطار الذي سيطرت عليه مساء الأحد فور الانتهاء من إزالة الألغام التي خلفها الإرهابيون، لافتاً إلى أن الأضرار الكبيرة فيه لحقت بالمهبط الرئيسي. وتتركز الاشتباكات حالياً في المنطقة الواقعة بين المطار والطبقة، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان. ولم يبق أمام الإرهابيين سوى ريف المحافظة الجنوبي وفي غالبيته منطقة صحراوية. كما لا يمكنهم الفرار جنوباً إلا عبر قطع نهر الفرات بالزوارق من مدينة الرقة التي تقع على ضفته الشمالية. وبالإضافة الى مدينة الطبقة، تسعى قوات سورية الديموقراطية إلى طرد الإرهابيين من سد الفرات. وقال سياسي كردي بارز أمس إن من المتوقع أن تنضم مدينة الرقة إلى نظام حكم لا مركزي تؤسسه جماعات كردية سورية وجماعات متحالفة معها بعد انتزاع السيطرة عليها من يد التنظيم. وعلى جبهة أخرى، أعلن المتحدث العسكري باسم حركة أحرار الشام عمر خطاب إسقاط مروحية روسية في منطقة واقعة تحت سيطرة قوات النظام في محافظة اللاذقية. وأكد المرصد السوري بدوره إصابة مروحية وهبوطها في منطقة تحت سيطرة قوات النظام. وفي وسط سورية، استأنفت الأحد عملية خروج المقاتلين وعائلاتهم من حي الوعر، آخر معقل للفصائل المعارضة في مدينة حمص تنفيذاً لاتفاق ترعاه روسيا. وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" عن خروج 290 مقاتلاً مع عائلاتهم منذ صباح أمس من أصل 1500 من المفترض إجلاؤهم ضمن الدفعة الثانية. وكانت الدفعة الأولى من 1500 شخص خرجت من الحي في 18 مارس مع بدء تنفيذ الاتفاق. وفي جنيف، تواصلت أمس جولة المفاوضات بين النظام السوري والمعارضة تزامناً مع توجه المبعوث الدولي الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا إلى عمان لاطلاع القمة العربية على الجهود المبذولة لتسوية النزاع السوري. وتبحث الجولة جدول أعمال من أربعة عناوين تتعلق بالحكم والدستور والانتخابات ومكافحة الارهاب.