استمرت المعارك بين «قوات سورية الديموقراطية» الكردية - العربية التي تدعمها واشنطن في ريفي الرقة والطبقة معقلي «داعش» شمال شرقي سورية، في وقت واصلت القوات النظامية السورية استعادة مناطق في ريف حماة وأبعدت فصائل إسلامية عن مطار حماة العسكري. وخرجت أمس دفعة جديدة من مهجّري حي الوعر في حمص إلى ريف إدلب. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن الاشتباكات العنيفة استمرت أمس بين «قوات سورية الديموقراطية»، من جهة، وتنظيم «داعش»، من جهة أخرى، في ريف الطبقة، «حيث يحاول كل طرف تحقيق تقدم على حساب الطرف الآخر». وترافقت الاشتباكات مع تفجير التنظيم عربتين مفخختين في المنطقة، وسط قصف لطائرات التحالف على مواقع الاشتباك، وقصف متبادل بين طرفي القتال. وكانت «قوات سورية الديموقراطية» والقوات الخاصة الأميركية تمكنت في الأيام الماضية من التقدم من جهة مطار الطبقة العسكري، كما اجتازت نهر الفرات من منطقة سويدية كبيرة في الضفة الشمالية لنهر الفرات نحو الضفة الجنوبية المقابلة للنهر، في محاولة للسيطرة على منطقة الصفصافة، ما سيمكّن «قوات سورية الديموقراطية» من إطباق الحصار الكامل على مدينة الطبقة وتطويقها. ولا تفصلها حالياً إلا مئات الأمتار عن تحقيق هدفها هذا. وأعلنت «غرفة عمليات غضب الفرات» التابعة ل «قوات سورية الديموقراطية» أن محصلة معارك الطبقة شملت «تحرير مساحة 164 كلم مربعاً و13 قرية وأكثر من 10 مزارع، كما تم قطع كل الطرق المؤدية إلى مدينة الطبقة وتدمير كل المراكز والمواقع الدفاعية لداعش ضمن هذه المساحة». وتجددت الاشتباكات العنيفة بعد منتصف ليل الجمعة - السبت بين «قوات سورية الديموقراطية»، المدعمة بقوات خاصة أميركية وبطائرات التحالف الدولي من جهة، وتنظيم «داعش» من جهة أخرى، في محور منطقة مضر بالريف الشرقي للرقة، وسط حركة نزوح كبيرة للأهالي من المنطقة. كما قصفت «سورية الديموقراطية» بعد منتصف ليل أول من أمس مناطق في مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي. على صعيد آخر، قال «المرصد» أن طائرات حربية ومروحية شنّت «المزيد من الضربات المكثفة على مناطق في ريف حماة الشمالي، وتركزت الضربات في شكل مكثف وعنيف على بلدة طيبة الإمام وقرى منطقة الزوار بريف حماة الشمالي ومناطق أخرى في بلدتي اللطامنة وصوران، ما أسفر عن إصابات في صفوف مقاتلي هيئة تحرير الشام بصوران»، مورداً اتهامات بأن القوات النظامية استخدمت في قصفها هذا غازات سامة. وأشار «المرصد» أيضاً إلى مقتل طفل وإصابة آخرين بجروح نتيجة قصف من القوات النظامية على قرية لطمين بالريف الشمالي، متحدثاً كذلك عن قصف على قرية حربنفسة في ريف حماة الجنوبي «في حين تواصل قوات النظام تمهيدها الصاروخي المكثف بعشرات الصواريخ على أماكن في تلة الناصرية بغية التقدم واستعادة السيطرة على التلة». وكانت القوات النظامية تمكنت من إبعاد الفصائل المعارضة لمسافة 11 كلم شمال مطار حماة العسكري، بعدما كانت قد تقدمت الشهر الماضي إلى مسافة كيلومترات عدة من المطار. في الجنوب، قال «المرصد» أنه «لا تزال الاشتباكات متواصلة في أطراف حي جوبر وبساتين برزة بأطراف العاصمة الشرقية، بين هيئة تحرير الشام وجيش الإسلام وفيلق الرحمن من جهة، وقوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة أخرى، وسط مزيد من القصف الصاروخي من قبل قوات النظام ليرتفع إلى 25 على الأقل عدد الصواريخ التي يعتقد أنها من نوع أرض - أرض أطلقتها القوات النظامية منذ الصباح على مناطق في أطراف العاصمة الشرقية»، مضيفاً أن القوات الحكومية استهدفت بالقذائف والرشاشات الثقيلة مخيم اليرموك جنوب العاصمة. على صعيد آخر، أشار «المرصد» إلى أن «الدفعة الثالثة من المهجَّرين من حي الوعر بمدينة حمص خرجت من الحي بعد منتصف ليل الجمعة - السبت، حيث خرج مئات المقاتلين وعوائلهم ومئات المدنيين الراغبين في الخروج من الحي، خلال ساعات الليل وتجمعوا خارج الحي على طريق مصياف، في انتظار بدء انطلاق الحافلات التي ستقلهم نحو الشمال السوري، حيث ستتجه هذه الدفعة إلى محافظة إدلب، بعد أن توجهت دفعتان سابقتان إلى جرابلس بشمال شرقي حلب». وكان «المرصد» نشر قبل 4 أيام أن قافلة المهجرين من قاطني حي الوعر ومقاتليها وصلت إلى ريف حلب الشمالي الشرقي. وأكدت مصادر أن الحافلات وصلت إلى منطقة جرابلس مع بدء عملية نقل المدنيين والمقاتلين إلى مخيمات خصصت لهم في المنطقة، وضمت الدفعة هذه مئات المقاتلين من حي الوعر مع المئات من أفراد عوائلهم ممن خرجوا في ثاني جولة من تهجير أبناء الحي ومقاتليه وقاطنيه، وانطلقت الحافلات بهم من حي الوعر المحاصر في مدينة حمص نحو وجهتها في الشمال السوري، حيث كانت القافلة قد خرجت، بعد عمليات دخول حافلات إلى الحي وقيامها بنقل داخلي ونقل المواطنين والمقاتلين من الحي إلى خارجه، حيث تتجمع باصات السفر للانطلاق نحو منطقة جرابلس التي تسيطر عليها قوات عملية «درع الفرات» المؤلفة من قوات تركية وفصائل مقاتلة وإسلامية.