حذرت دمشق وتنظيم «داعش» من أن سد الفرات في مدينة الطبقة الذي تحاول «قوات سورية الديموقراطية» الكردية- العربية السيطرة عليه، يواجه خطر الانهيار بسبب ضربات التحالف، ما قد يؤدي إلى كارثة إنسانية واقتصادية يصل أثرها إلى العراق. وقصفت القوات النظامية بصواريخ أرض - أرض حيي القابون وجوبر شرق دمشق بالتزامن مع استمرار المعارك في ريف حماة. وقال «داعش» في بيان، إن سد الفرات يواجه خطر الانهيار الوشيك بسبب الضربات الجوية وارتفاع منسوب المياه، وإنه توقف عن العمل وتم إغلاق كل فتحات الفيضان. وأفادت وكالة «أعماق» التابعة للتنظيم بأن السد «مهدد بالانهيار في أي لحظة نتيجة الضربات الأميركية وبسبب الارتفاع الكبير في منسوب المياه التي يحجزها السد». والسد الواقع على نهر الفرات على بعد نحو أربعين كيلومتراً من معقل «داعش» في الرقة هو أكبر سد في سورية. وتحاول «قوات سورية الديموقراطية» السيطرة على السد منذ يوم الجمعة. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، إنه علم من مصادره الخاصة أن السد توقف عن العمل لكن «داعش» ما زال يسيطر على منشآت التشغيل ومولدات الطاقة. ونقلت وسائل إعلام إلكترونية في دمشق عن مدير «المؤسسة العامة لسد الفرات» نجم صالح قوله، إن السد «تعرض لضرر كبير نتيجة غارات التحالف الدولي، الأمر الذي يهدد الحياة في شكل كامل في محافظتي الرقة ودير الزور، وصولاً إلى الداخل العراقي». وأضاف: «الكارثة بدأت بالفعل، غرف التحكم انهارت، الوضع كارثي، يجب أن تتوقف الولاياتالمتحدة الأميركية فوراً، ويجب البحث عن سبيل لإدخال فرقة إنقاذ سريعة لمحاولة معالجة ما تمكن معالجته وإلا فإن الكارثة ستقع لا محالة». ويبلغ طول سد الفرات 4500 متر، بارتفاع يتجاوز الستين متراً، وتتشكل خلفه بحيرة كبيرة بطول 80 كيلومتراً وعرض 8 كيلومترات وتحتجز كمية مياه تبلغ 14 بليون متر مكعب. وفي حال انهيار السد فإن المياه ستغمر محافظة الرقة بارتفاع يصل إلى 15 متراً، ومحافظة دير الزور بارتفاع يصل إلى نحو 4 أمتار، بالإضافة إلى غمر أجزاء من العراق بارتفاع يصل إلى نحو 3 أمتار. وشهدت محافظة الرقة حركة نزوح كبيرة من السكان، بعدما أذاع «داعش» خبر تضرر السد عبر مكبرات الصوت، إضافة إلى نشر الخبر وتعميمه عبر جميع وسائل الإعلام التابعة له، وأبرزها «وكالة أعماق». وواصلت «قوات سورية» التقدم في ريف الرقة، إذ اقتربت من السيطرة على مطار الطبقة العسكري. وقال دجوار خبات القائد الميداني في «قوات سورية الديموقراطية»، إنه يتوقع بدء الهجوم على الرقة في أوائل نيسان (أبريل). وتمكن مقاتلون آخرون من «قوات سورية الديموقراطية» من الوصول بالفعل إلى منطقة تبعد بضعة كيلومترات من الرقة من جهة الشمال الشرقي. وقال «المرصد» إن «قوات سورية الديموقراطية» سيطرت بالكامل تقريباً على الكرامة، لكن اشتباكات ما زالت تدور بينها وبين عناصر «داعش». وتحدث ناطق باسم «قوات سورية الديمقراطية» ليل أمس عن اقتحام مطار الطبقة العسكري الخاضع لسيطرة التنظيم. وقال المتحدث طلال سلو لوكالة «رويترز» إن قوات سورية الديمقراطية سيطرت على ما بين 60 و70 في المئة من المطار العسكري القريب من مدينة الطبقة الواقعة على نهر الفرات، لكن القتال يتواصل داخل المطار وعلى أطرافه. وأضاف سلو، متحدثا عن القوات التي تشن حالياً هجوما للسيطرة على مدينة الطبقة والسد الواقع قرب المدينة، إنه يتوقع السيطرة على المطار في الساعات المقبلة، مشيرا إلى أنها منطقة مكشوفة وهذا سيجعل من السهل على القوات تحريرها حسب قوله. على صعيد آخر، قال «المرصد» إن «الطائرات الحربية قصفت فجر أمس مناطق في حي جوبر عند أطراف العاصمة الشرقية، ترافق مع قصف قوات النظام مناطق في الحي، كذلك قصفت بما لا يقل عن 4 صواريخ يعتقد أنها من نوع أرض- أرض مناطق في حي القابون». واستمرت الاشتباكات، وفق «المرصد»، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، والفصائل الإسلامية وهيئة تحرير الشام من جانب آخر «في محيط بلدة قمحانة وقريتي معرزاف وأرزة، بريف حماة الشمالي والشمالي الغربي، ما أدى إلى إعطاب دبابة لقوات النظام وخسائر بشرية في صفوفها، كما استهدفت الفصائل الإسلامية تمركزات لقوات النظام في بلدة معان بريف حماة الشرقي».