يبدو أن النوم لدقائق (بيولوجيا) يقلل من المصاعب والتعب التي يعانيها الإنسان نتيجة السهر الطويل أو المستمر. وسراة الليل على الإبل أو السيارات اصطلحوا على عبارة (يدفق السّدْرِه). فكان سائقو سيارات النقل والركاب في المملكة يسيرون الليل (يسرون) ثم يتوقفون لصلاة الفجر وأخذ قسط من الراحة أي (يدفقون السدرة) والسدرة بالعامية الشعور بإجهاد يظهر على العينين، ويشعر به الإنسان في المخ. والغريب أنه إذا نام ولو لفترة قليلة ثم صحا وواصل سيره نجده في حالة مزاجية أحسن، وتذهب علامات السهر (الاحمرار) عن العينين. يمكن الجملة غريبة على البيولوجيا لكنها معروفة شعبيا. وبعض الناس يستبدل العبارة بكلمة (نْصفّر) أي ننام قليلا ثم نمشي قبل حرارة الشمس. وفي المناطق الحارة لا يستغني المرء عن (القيلولة) القائلة، الظهيرة، والقيلولة: نومة نصف النهار، والنوم في الظهيرة، وقال الأزهري: القيلولة والمقيل عند العرب الاستراحة نصف النهار وإن لم يكن معها نوم بدليل قول القرآن: "أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا". وأصل لفظة "لاسييست"، التي تعني القيلولة باللاتينية، هو "سيكستا هورا" التي تعني بالإسبانية الساعة السادسة (من التوقيت اليومي القديم) أو ساعة الشيطان كما كان يطلق عليها. والظاهر أن بين "ساعة الشيطان" ومصطلح "حصان القايله" عندنا شيء من الصلة. فقد كانوا يخوفوننا كصغار بوجود هذا الحصان يجول في الشوارع أثناء قيلولة أهل البلد ويلتقط الصغار. نوم الظهر عند الغرب هو "سياستا" SIESTA والكلمة إسبانية المنشأ. دخلت إلى الإنجليزية منتصف القرن السابع الميلادي. جاءت من الرومانية (سيكستا) التي تعني مضيّ ست ساعات من اليوم الذي يبدأ بشروق الشمس. ولديهم بالإنجليزية اصطلاح عامي، وغير رسمي، يعبرون به عن إغفاءة قصيرة. التعبير هو: Forty Whnks وأعرف صديقاً لا يستغني عن "نومة الظهر" وحتى لو منعه عن ذلك مانع فإنه ينام بعد المغرب ويسمّيها "نومة الظهر" حتى يرتاح باله..! نومة الظهيرة غير معروفة في أوروبا.. وقد يمارسها سكان جنوب أوروبا مثل إيطاليا واليونان وجنوب إسبانيا.