توقعات بأوقات صعبة أمنيا ستمر على الدول الأوروبية قي الصيف المقبل، الأكثرية متشائمة، المواطن والسائح وحتى العابر تلاحقه مخاوف أمنية، بالرغم من استفتاءات وإحصائيات شركات السياحة التي تقول للسائح إن كل شيء على ما يُرام. رغبة السائح في الترفيه والتسلية والمُتَع تتغلّب على المخاوف. رغم مشاهدته مناظر غريبة على المجتمع والشارع الأوروبي. فهو يرى شاحنات مليئة بالرمل والآلاف من أفراد الشرطة في إطار خطط لحماية مؤتمر، أو معرض، أو لقاء زعامات، على إثر هجومين دمويين بشاحنات في أوروبا. حتى لو لم تكن السلطات على علم بوجود تهديد، فإن المنظر الذي يُشاهده الناس لا يسرّ الناظرين. لأنهم (أي السياح) يعلمون أن مضاعفات الحراسة والورديات التي تدفعها شركات الفنادق ستكون على حساب رفع فاتورة الضيف في الفندق أو المنتجع. ويتخيّل الناس بمختلف شجاعاتهم هجمات على غرار هجوم في ألمانيا، وآخر بفرنسا عندما استخدم المهاجمون شاحنات في دهس حشود أثناء احتفالات فقتلوا عشرات المدنيين. والكاميرات لا تُصوّر نية المُهاجم، فالخطر ربما يأتي من شيء عادي جدا. ولا أراني بحاجة إلى تكرار أحداث يوم الأربعاء الماضي التي شهدتها لندن. المنطقة المستهدفة خاصرة هشّة فهي تُمثل مركز تجمّع يومي للسياح، وأيضا هي عصب الحياة السياسية. ومع أن البريطانيين أخذوا دروس حذَر وترقّب من سنين تعاملهم مع الجيش الجمهوري الإيرلندي، إلا أن الأطراف الأخرى أيضا لها تخطيطها واختياراتها. وبالمتابعة لما نُقل عن الشارع البريطانى والمراقبين فإن الفاعل بدأ بدهس الناس على جسر ويستمنستر بواسطة شاحنة، كي يستغل البلبلة والتجمع ويذهب إلى بوابة مجلس العموم القريبة من الجسر، على أمل أن ينفذ من الحراسة الموجودة في محيط المبنى، ولا أشك أن السياح سيُفاجؤون بمرأي عناصر الأمن بقومون بعمليات تمشيط للفنادق والمسارح وأماكن انتظار السيارات في المنطقة، وسيراقبون نقاط تفتيش لرصد أي حراك غير مألوف. "ترافيل فوبيا" أعراض يعانيها البعض، وهي خليط من الخوف والتوتر، وإذا سافر يشعر بالهلع خصوصا إذا كان بمفرده. وأظن هذا التفسير قديم بعض الشيء، لأن السياسة والمفخخات سبقت علم النفس! ولا بد أن تُضاف عبارة مثل "خفقان في القلب! وتعرّق شديد! وعدم القدرة على السيطرة على الأرجل!".