مازال وباء المخدرات يشغل الكثير من دول العالم فهي من المشكلات والأزمات التي تواجه الأمم منذ القدم. وفي بلادنا جهود بارزة وأعمال مخلصة واهتمام جاد نحو التوعية بأضرار المخدرات ولقد ظهر هذا الأمر واضحاً وجلياً، ولذلك كله عمل وإنجاز طيب يستحق الشكر لما للتوعية من دور حيوي ووظيفة مهمة في هذا المجتمع المسلم الذي قام على هدي من كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وجدير بالاهتمام وسيكون له مردود مهم بإدراك خطورة مشكلة المخدرات التي اجتمعت على مقاومتها كافة الدول والأمم. ولقد كرم الإنسان ورفع مكانته ووصفه بالكمال والفضل والخلق والعقل وهو أعز ما امتاز به الإنسان على غيره من المخلوقات. ولقد قامت الرسالات التي أنزلها الله تعالى على رسله بمكافحة الفساد والدعوة إلى الفضيلة والحق والخير وإصلاح الخلق والسلوك والتمسك بالقيم والمثل.. ولقد حرم الإسلام الخمر والمخدرات تحريماً قاطعاً صريحاً بقوله تعالى: (إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ) .. إلى قوله (فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ) (90 - 91) سورة المائدة. ومن يقرأ البحوث الطبية والدراسات العلمية يدرك مساوئ المخدرات وأضرارها وما تتركه من عواقب وخيمة صحياً واقتصادياً وعقلياً وكذا ما لها من تأثير على خلايا الأعصاب والمخ بحيث يظل متعاطيها مسلوب الإرادة والذاكرة والخلق ومن يقرأ الإحصائيات لضحاياها يدرك آثارها السلبية ونتائجها المدمرة، ومازالت قلوب الكثير من الآباء والأمهات تئن من عقوق أبنائهم تحت وطأة المخدرات التي فتكت بالعقول وهدمت الأجساد وحطمت المجتمعات وأهدرت الأموال وذهبت بالمبادئ والقيم. وإن هذه البلاد التي كرمها الله بالإسلام ما زالت ملتزمة بالقيم والمثل الكريمة رغم حرص أعداء الإسلام على نشر بذور الشر ومنها المخدرات بقصد تفتيت أواصر الدين والخلق والتراحم والتعاون والمروءة وما زال وباء المخدرات يشغل الكثير من دول العالم فهي من المشكلات التي تواجه الأمم على اختلاف أنظمتها منذ القدم فتاريخها منذ أربعة آلاف سنة حيث استعملها السومريون وأعطوها اسم متعة الحياة وقام بعدهم الأوروبيون بزراعتها. إن المجتمع بكامله مطالب بالإسهام والمشاركة في محاربة المخدرات وعلى المؤسسات التربوية والفكرية والعلمية والإعلامية ان تضاعف الجهود نحو التوعية نحو هذا الوباء والخطر حماية لمجتمعنا وشبابنا وفي الختام نشكر الجنود المخلصين والرجال الأوفياء في المديرية العامة لمكافحة المخدرات وفي مقدمتهم سعادة مدير عام مكافحة المخدرات وزملاؤه في الإدارات ومناطق المملكة على جهودهم وأعمالهم المخلصة.