ما زال وباء المخدرات يشغل الكثير من دول العالم فهي من المشكلات والآفات التي تواجه الأمم منذ القدم فتاريخها منذ أكثر من أربعة آلاف سنة حيث استعملها السومريون وأعطوها اسم متعة الحياة، وقام الأوروبيون بزراعته. إن الجهود الجادة والحازمة التي نلمسها اليوم من المسؤولين في بلادنا سوف يكون لها أثر وإيجابية في محاصرة هذا الوباء.. ومن هنا فإن الواجب على كل فرد وأسرة بذل الجهد في التوعية والتحذير والنصح والإرشاد.. وأن تتضافر الجهود في كل ميدان في شرح أضرار المخدرات وتوضيح مساوئها، حيث تدفع صاحبها إلى الرذيلة والشر وتذهب العقل وتفتك بالبدن وتؤدي إلى الانهيار له ولأسرته وتدفع إلى الجريمة ثم السجن والجنون.. وجدير بالشباب وهو قلب الأمة النابض وذخره المستقبل ومحط الآمال أن يحارب المخدرات ويدرك خطورتها على الفرد والأسرة والمجتمع.. وأن تتركز الجهود وتتضافر القوى لمحاربة هذا الوباء. إن الشرق والغرب وكل بلاد العالم اليوم تحارب هذا الوباء من خلال قنوات متعددة ومنطلقات متنوعة.. ونحن كأمة مسلمة نحاربها لما لها من أضرار وفساد، فعلينا جميعا أن نساند الجهات المختصة التي تبذل جهودا مشكورة في هذا المجال وفي حمل لواء التوعية بأسلوب ومنطق وحكمة ووعي.. فمتى امتلأت النفوس بالوعي والتقوى والتوجيه السديد صارت محصنة ضد وباء المخدرات.. الذي هو هلاك ودمار وتفكك أسر. إن المجتمع بكامله مطالب بالإسهام والمشاركة في مكافحة المخدرات، كما أن على المؤسسات التربوية والفكرية والعلمية أن تضاعف الجهد نحو التوعية على أسس وقواعد علمية تخاطب العقل والضمير والفكر.. للنجاة من هذا الوباء والقضاء عليه. على الجميع واجب التعاون والإسهام والمشاركة في درء هذا الوباء والخطر عن أمتنا ومجتمعنا وشبابنا امتثالاً لتعاليم شريعتنا الإسلامية حتى تصفو الحياة وتستقيم ويعمها الخير والنقاء والصفاء والفضيلة والوقوف بحزم وصلابة وقوة أمام هذا الطاعون المدمر ومكافحته ومحاربته، فلا للمخدرات التي يرفضها الإسلام ويأباها الإيمان والفطرة والنفوس الكريمة ونخبة لرجال مكافحة المخدرات على جهودهم المباركة وإنجازاتهم المتوالية جعل الله ذلك في ميزان حسناتهم. سدد الله الخطى وحقق الآمال وهو الهادي إلى سواء السبيل. أمين عام دارة الملك عبدالعزيز السابق