أ. محمد سامي عودة* يلعب الأهل دوراً بارزاً في مراقبة نظام التغذية لأولادهم، ويرى الأخصائيون أن مشاكل التغذية لدى الأطفال ترجع في معظمها إلى مسلك الأهل الخاطئ وخاصة الأم، ويؤكد خبراء التغذية أن أسباب إحجام أطفالهن عن الطعام هي: امتلاء معدة الأطفال بالحلويات والأطعمة المصنعة، عناد الآباء والأمهات ومعاقبتهم للطفل، والرغبة في إعلان الغضب والاحتجاج على الذهاب إلى المدرسة بسبب سوء المعاملة. وينصح خبراء التغذية الأمهات بالاهتمام بتغذية أطفالهن تغذية متكاملة وسليمة، لاسيما وجبتي الإفطار والعشاء، حيث يعاني الطفل في العالم العربي من ضياع هاتين الوجبتين اللتين تؤثران على قدراته الدراسية بشكل مباشر فتنصح الأم بتنويع الوجبات وتقديمها في أشكال مبهرة للطفل، وعدم إكراه الطفل على الطعام، وتقديم الفواكه بقشرتها الأصلية وألوانها الطبيعية حتى تجذب الطفل وتفتح شهيته، وعلى الأم أن تخلق لطفلها جوّاً محبباً وبعيداً عن الصرامة؛ لكي ترغبه في الأكل بأساليب تربوية سليمة، وتسمح له بالجلوس حيث يحب أثناء الأكل، وينبغي أن تحتوي الوجبة على المجموعات الثلاث الرئيسية للتغذية؛ وهي مجموعة الطاقة التي تتكون من الكربوهيدرات والدهون والبروتينات، ومجموعة البناء والتي تتكون من بروتينيات وفيتامينات وأملاح معدنية، ومجموعة الوقائيات وبها جميع أنواع الفيتامينات والأملاح المعدنية والألياف والفواكه. فوجبة الإفطار على سبيل المثال تكون كالتالي: خبز، وجبن، وبيضة مسلوقة، وشرائح خيار، وطماطم، ومن المهم تعويد الطفل على شرب كوب ماء صباحاً لتنبيه المعدة وتنشيط العصارات المعوية ولا بد أن يأكل الطفل ولو اليسير ويشرب كوب الحليب قبل المغادرة إلى المدرسة، ويصطحب معه ساندويتشاته ليأكلها خلال الاستراحات بين الحصص؛ حتى يستطيع أن يواصل اليوم الدراسي حتى النهاية. وفي دراسة أجريت في مصر بجامعة حلوان على أثر تناول الإفطار على الانتباه والتعب عند الأطفال أثبتت أن إهمال وجبة الإفطار يقلل الكفاءة ويهدر التوازن العقلي لدى الأطفال، وأن النقص الذي يحققه عدم تناول الإفطار لا يعوضه الغداء والعشاء مهما تكاملت عناصرهما الغذائية، فالطفل الذي يتناول إفطاراً كافياً يكون أسرع في التحصيل، وأكثر انتباهاً ممن يشعر بالجوع، وهناك علاقة تلازم بين الإفطار والتوازن العقلي للطفل. كما أوضحت الدراسة أن أسباب إهمال وجبة الإفطار يرجع إلى ضيق الوقت وقلة الشهية في الصباح، وكذلك العادات الأسرية السائدة، وأنه في حالة عدم تناول الإفطار يبدأ الشعور بالتعب بعد ساعة من بدء اليوم الدراسي، ويزداد هذا الشعور تدريجياً ليصل إلى أقصاه بعد ساعتين ونصف. ويجب على الأم خاصة من أجل تأمين غذاء سليم لأطفالها الاهتمام بمراقبة نوعية الطعام الذي يتناوله الطفل، وعدم ترك الطفل لأوقات طويلة أمام التلفاز بدون طعام أو إعطاؤه الوجبات السريعة وغيره من الأكل الضار والقليلة الفائدة، وتقديم نوعيات مختلفة من الطعام خلال النهار للتأكد من حصول الطفل على اللازم من الفيتامينات والمواد اللازمة لنمو سليم، وإعطاء الطفل ثلاث وجبات رئيسية يومياً إضافة إلى وجبتين خفيفتين ما بين الوجبات الرئيسية تكون غالباً من الفاكهة والأغذية المفيدة، والحرص على عدم إعطاء الطفل المشروبات الغازية قبل أو بعد الطعام حيث أنها قد تمنع امتصاص الحديد والكالسيوم في الجسم وتسبب تسوّس الأسنان والسمنة وهشاشة العظام وكما أنها ستملأ معدة الطفل مما سيمنع الطفل من تناول وجبة سليمة، والالتزام بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام وهي ثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للهواء، والحرص على إعطاء الطفل العصائر قبل أو مع الطعام، وعدم إعطاء الطفل المال بصورة مستمرة لشراء ما يحلو له من مقصف المدرسة، والحرص على إعطاء الطفل وجبات غنية بالبروتين لمساعدة الجسم على بناء العضلات والخلايا، وإعطاء الطفل ما يقارب 6-8 أكواب من الماء يومياً من أجل الحفاظ على صحة الجلد والجهاز البولي، وعدم السماح لهم بالإكثار من تناول الحلويات والمشروبات الغازية، وعدم تقديم الحلوى كجائزة ترضية كي لا ترسخ فكرة ارتباط الحنان بالحلوى والاهتمام بجميع الوجبات الغذائية، الأم والأب هما المثل الأعلى لأطفالهما ولذلك فإنه يجب على الوالدين أن يلتزما بقواعد غذائية منتظمة ويتناولا الوجبات الغذائية مع أطفالهما في أوقات منتظمة. ويجب نصح الأطفال باختيار أصناف الأكل المفيدة إذا رغبوا في الأكل خارج المنزل، مثل حثهم على اختيار الخضروات والسلطات ضمن وجباتهم، وبعض الأطفال يحب أنواع الوجبات السريعة لذا يجب نصحهم باختيار الأصناف قليلة الدهن واستبدال البيبسي أو الصودا بالعصير الطبيعي أو اللبن، وتعليم الطفل آداب المائدة ومساعدته في تناول الطعام، وتوفير الغذاء الصحي مسؤولية الوالدين. إن حسن تغذية الطفل أثناء المرض والإسهال تساعد على الشفاء سريعاً، والانتظام في مواعيد تناول الطعام يحسن الهضم ويتيح الفرصة للاستفادة القصوى من الطعام، واجتماع جميع الأسرة على المائدة يجعل من الوجبة الغذائية درساً عملياً في التربية الغذائية. فيجب طهي وحفظ الطعام بالطرق الصحيحة للمحافظة على قيمته الغذائية والاستفادة الكاملة منه، وأخيراً على كل أم أن تعرف بأن الرضاعة الطبيعية هي الطريقة المثالية، ولا يماثلها في مزاياها أو يحل محلها أي غذاء. * قسم التثقيف الصحي