د.أنس الحجي لم تكن مؤشرات الأسعار بالأسواق النفطية خلال الفترة الماضية بحجم الآمال التي بنيت عليها، لاسيمّا عقب اتفاق الخفض النفطي الأخير، الذي مثّل "إنعاشاً" للأسعار وحفظها من التراجع أكثر لمستويات ربمّا لن تكون مقبولةً إطلاقاً. وقد حدا ذلك إلى قول المتابعين والمهتمين بوجود إرهاصات بداخل الأسواق تشير إلى احتمال تمديد اتفاق الخفض النفطي لفترةٍ أخرى مقبلة، تعقيباً على كثرةِ التساؤلات حول مصير الخفض، وما ستؤول إليه تداعيات الأسواق في الفترة المقبلة. من جهته أرجع الشريك والمدير في شركة "إنيرجي أوتلوك أدفايزرز" الدكتور أنس الحجي خلال حديثه ل"الرياض" عدم ارتفاع أسعار النفط خلال الأسابيع الأخيرة الماضية على الرغم من اتفاق خفض الإنتاج إلى أن أثر تخفيض إنتاج دول أوبك وغيرها في مخزون الدول المستهلكة لا يظهر إلا بعد 7 أسابيع من لحظة الإنتاج، والذي يُفترض أن يظهر في الوقت الراهن. وأشار الدكتور الحجي إلى أن سبب ارتفاع المخزون التجاري في الولاياتالمتحدة هو زيادة إنتاج وصادرات دول أوبك في الربع الأخير من العام المنصرم 2016م من جهة، وانخفاض نسبة تشغيل المصافي خلال الأسابيع الماضية الأخيرة. وقال إذا لم ينخفض المخزون الأميركي في الأسابيع القادمة، فإن احتمالَ تمديدَ اتفاق منظمة "الأوبك" كبيرٌ جداً، كما أن هنالك فرضيةً أخرى تشير إلى وجود توقعات بوجود خفض إضافي أيضا. وركز الحجي على أن الأثر الرئيس لتخفيض إنتاج أوبك هو منع انخفاض أسعار النفط إلى 20 دولاراً للبرميل، والذي كان سيحصل لو لم تقم منظمة "الأوبك" ودول أخرى بتخفيض الإنتاج الذي تمّ سابقاً. وحول التساؤلات القائمة عن إذا ما كانت "الأوبك" ستقوم بتمديد خفض الإنتاج النفطي لستةِ أشهرٍ أخرى قادمة قال الدكتور الحجي حتى لو لم تقم أوبك بتمديد الخفض، فإن أثر ذلك في أسواق النفط سيكون محدوداً؛ لأن صافي الصادرات لن يتجاوز 300 ألف برميل يوميا بسبب زيادة الاستهلاك المحلي للنفط في كل دول أوبك، إلا أن الإرهاصات الأولية تشير إلى حدوث تمديد آخر خلال الفترة القادمة، ولكنّ نسبةَ التزام دول أوبك بالتخفيض ستنخفض بشكل ملحوظ. وفي رده على منتقدي تخفيض الإنتاج معللّين ذلك بأن الإنتاج الأميركي سيزيد على حساب حِصص المنتجين قال الحجي: إن نمو الطلب العالمي على النفط سيستوعب أي زيادةٍ في إنتاج النفط الأميركي في عام 2017م، وبالتالي لن تكون هنالك أي خسارة تذكر، وأن نمو إنتاج النفط الأميركي سيصل لمرحلة بث المخاوف لدول "الأوبك" حينما يتجاوز نمو إنتاجها النفطي 500 ألف برميل يومياً.