قال وزير الطاقة خالد الفالح يوم الخميس إن المملكة خفضت إنتاجها النفطي إلى أدنى مستوياته في نحو عامين في الوقت الذي يقود فيه أكبر بلد مصدر للخام في العالم تحركات منظمة أوبك للقضاء على تخمة المعروض العالمي ودعم الأسعار. وقال الفالح إن إنتاج الخام هبط لأقل من عشرة ملايين برميل يوميا ليتجاوز حجم الخفض ما وعدت به السعودية في إطار الاتفاق العالمي بين منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وكبار المنتجين المستقلين على خفض الإنتاج. ولم يشهد الإنتاج السعودي هذه المستويات منذ فبراير شباط 2015 حين بدأت الرياض في زيادة إنتاجها كثيرًا لتوجيه ضربة إلى منتجي النفط الصخري بالولايات المتحدة لتطلق فعليًا موجة انهيار لأسعار النفط طال أمدها. وقال الفالح في منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي الذي انعقد في أبوظبي إن الإنتاج لا يقل كثيرًا عن عشرة ملايين برميل يوميًا حاليًا وإن المملكة تخطط لتخفيضات أكبر في فبراير شباط. وهذا يعني أن السعودية خفضت إنتاجها بما يزيد على 486 ألف برميل يوميًا وهو المستوى الذي اتفقت عليه في أواخر العام الماضي بموجب الاتفاق العالمي لكبح الإنتاج ووقف هبوط الأسعار. وقال الفالح إنه يتوقع تقلص الفارق بين العرض والطلب في سوق النفط في العامين إلى الثلاثة أعوام القادمة بدعم من هذا الاتفاق. وأضاف أن السوق تتجه لاستعادة التوازن الذي ستتسارع وتيرته بفضل اتفاقات الإنتاج الأخيرة داخل أوبك وخارجها مبديًا ثقته في أن تلك الاتفاقات ستجلب الاستقرار إلى الأسواق العالمية. وتوقع الفالح نمو الطلب على النفط بما يزيد على مليون برميل يوميًا هذا العام. كما أبدى ثقته في أن كبح إنتاج 25 دولة ونمو الطلب سيساهمان في تحقيق التوازن ومن ثم ستسجيب الأسعار لذلك. وتوصلت أوبك وكبار المنتجين المستقلين الشهر الماضي إلى أول اتفاق منذ 2001 على خفض مشترك للإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يوميًا لفترة مبدئية تبلغ ستة أشهر بهدف وقف هبوط أسعار النفط وتقليص تخمة المعروض. وقال الفالح إن من السابق لأوانه الحديث عن تمديد الاتفاقية لكنه ذكر أن الأطراف المعنية أشارت إلى استعدادها للتمديد إذا اقتضت الضرورة. قال الفالح إن احتمال زيادة إنتاج النفط الصخري الأعلى تكلفة مع صعود أسعار النفط ليس بمبعث قلق كبير لسوق النفط. وأضاف الفالح أنه ليس قلقًا من النفط الصخري في حد ذاته مبديًا ثقته في أن السوق يمكنها استيعابه مع اقترابها من 100 مليون برميل يوميًا في السنوات القليلة القادمة. وأشار إلى أنه ليس لديه سعر مستهدف محدد للنفط إلا أن وزير النفط العراقي جبار علي اللعيبي قال للصحفيين في نفس المنتدى إن العراق يريد أن يرى الأسعار عند نحو 65 دولارًا للبرميل. وقال الوزير السعودي إن المنتجين لا يتحكمون في الأسعار وإنما يتركون ذلك للسوق التي يريدونها أقل تقلبا من وضعها الحالي. وارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت دولارًا واحدًا إلى 56.10 دولار للبرميل الساعة 1458 بتوقيت جرينتش. وقال اللعيبي إن العراق خفض صادراته بنحو 170 ألف برميل يوميًا وسيخفضها بواقع 40 ألف برميل يوميًا أخرى هذا الأسبوع. وأضاف أن العراق ملتزم بإنجاح اتفاق خفض الإنتاج حتى لو كان قد تم استثناؤه. وقال محمد باركيندو الأمين العام لأوبك إن المنظمة تتوقع هبوط مخزونات النفط العالمية بحلول الربع الثاني من العام بفعل الاتفاق. وقال وزير النفط الكويتي عصام المرزوق إن الكويت خفضت صادراتها بما يزيد على 133 ألف برميل يوميا وخصوصا إمداداتها إلى العملاء في أمريكا الشمالية وأوروبا بينما أبقت على صادراتها كاملة إلى آسيا.