أدى ارتفاع مخزون النفط العالمي خلال الشهر الماضي إلي تأثيرات سلبية ومباشرة على أسعار النفط العالمية، وأشار معهد البترول الأميركي في تقرير صادر عنه إلى أن مخزون الخام في الولاياتالمتحدة ارتفع أكثر من المتوقع خلال الشهر الماضي في حين زاد مخزون البنزين ونواتج التقطير على عكس المتوقع. ونما مخزون الخام 9.9 ملايين برميل على مدى الأسبوع المنتهي في العاشر من فبراير، إلى 513.5 مليون برميل بينما توقع المحللون ارتفاعها 3.5 ملايين برميل. وأكد خبراء نفطيون ل«الوطن» أن محركات أسعار النفط الأساسية هي قوانين العرض والطلب، ومع ذلك لا يمكن إغفال تأثيرات المخزونات العالمية في تذبذب الأسعار على المدى القريب. عوامل السوق يرى الخبير النفطي المهندس عبدالرحمن النمري أن ارتفاع المخزون النفطي مؤشر على وجود وفرة نفطية وإن كانت مؤقتة تلقي بظلالها على معادلة العرض والطلب، فكلّما ارتفع المخزون النفطي العالمي انخفض الطلب، وانخفضت أسعار النفط بحسب حجم هذا الارتفاع، والعكس صحيح، فإذا حصل انخفاض في المخزون النفطي زاد الطلب لتعويض هذا الانخفاض وتأثرت أسعار النفط إيجاباً. وما حدث من تذبذب في أسعار النفط خلال الأيام القليلة الماضية بسبب المخزون النفطي الأميركي هو مثال حي لنا. أسباب الارتفاع أوضح النمري ل«الوطن» أن لارتفاع المخزون النفطي أسبابا عديدة، ومن أهمها في هذه الفترة عودة النفط الصخري الأميركي إلى الأسواق بوتيرة ملحوظة، وهذا بلا شك مرتبط بازدياد عدد الحفارات الأميركية وعودتها إلى العمل بعد التحسن الأخير في أسعار النفط ووصوله إلى أسعار مجدية اقتصادياً إلى حد ما. تباطؤ النمو الخبير النفطي بين أنّ الاتفاق على خفض الإنتاج من قبل الأعضاء المنتجين في «أوبك» وبعض المنتجين المستقلين خارجها أدّى إلى تحسن ملحوظ في أسعار النفط، مما حفز زيادة إنتاج النفط الصخري الذي أدى إلى زيادة العرض وارتفاع المخزون الأميركي النفطي، وبالتالي انخفاض الأسعار، ولكن لا يمكن إغفال بطء النمو العالمي الذي أثر بشكل كبير في انخفاض الطلب العالمي، وهذا ما زاد الطين بلة. توقعات بالتحسن قال النمري إنه في حال تم تمديد الاتفاق لخفض الإنتاج بين أعضاء «أوبك» والأعضاء المستقلين خارجها لفترة أخرى مع التأكيد على رفع درجة الالتزام بالخفض من قبل الأعضاء من خارج أوبك، فسيؤدي ذلك إلى خلق مساحة لا بأس بها لاحتواء جزئي للنفط الصخري، إذا ما تم ذلك أتوقع والعلم عند الله أن تتذبذب الأسعار بين 55 دولارا و65 دولارا للبرميل. متغيرات الإنتاج المحلل النفطي المسؤول السابق في شركة «أرامكو» السعودية سداد الحسيني، أكد أن استمرار «أوبك» بتخفيض الإنتاج بحسب الاتفاق سيجعل الأسعار تتعافى تدريجياً، ومن المحتمل أن تصل إلى 55 دولارا، وعلى العكس فإن فتح المجال للإنتاج الإضافي سيضر بالأسواق، ومن الممكن أن يصل سعر البرميل إلى 45 دولارا خلال 2017. تأثيرات المخزون بين الحسيني أن نزول أسعار النفط في نهاية 2016 أدى إلى خفض الإنتاج، والكميات التي كانت تدخل في التخزين استمرت بدون ارتفاع أو انخفاض، وحين تحسنت الأسعار مؤخراً ازداد الإنتاج مشيراً إلى أن المخزون هو عبارة عن المؤشر للكمية المنتجة والتي لم تستهلك لأن معظم الإنتاج مجمد، فبالتالي الإنتاج المتزايد يخفض من قيمة النفط المعروض في الأسواق، والجهات المنتجة له تتنافس في تخفيض القيمة لغرض البيع، وهو التأثير السلبي لزيادة المخزون النفطي. الدور الأميركي قال الحسيني إن «أوبك»حاولت التخفيف من المخزون إلاّ أن تأثيرها كان على الأسواق العالمية، وإن معظم الزيادة في المخزون النفطي كانت بسبب ارتفاع الحفارات الأميركية في أميركا الشمالية وقلة الاستهلاك، حيث ارتفع المخزون الأميركي بما يصل إلى 60 مليون برميل في فترة أشهر بسيطة.