أكد مختص بالأسواق النفطية أن السبيل الوحيد للتخلّص من الفوائض النفطية بالأسواق العالمية هو توجه بعض الدول الأفريقية المنتجة للنفط إلى تخفيض مستويات إنتاجها، والإبقاء على مستويات الإنتاج السعودي كما هو دون أي توجهات للتخفيض، مقدراً هذه الفوائض في الأسواق بنصف مليون برميل يومياً. وأوضح خلال حديثه ل "الرياض" كبير الاقتصاديين في شركة NGB الأمريكية الدكتور أنس الحجي أن الفوائض النفطية الراهنة بداخل الأسواق العالمية تضع أعضاء منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" في مأزق كبير، إلا إذا ساءت الأوضاع مرةً أخرى في ليبيا وعاد إنتاجها لما دون ال 200 ألف برميل يومياً، حيث يبلغ حجم الفائض في المعروض النفطي بداخل الأسواق العالمية نصف مليون برميل يومياً. وعن سُبل تخفيف الفوائض النفطية في الأسواق قال الحجي إن هنالك محورين أساسيين يمكن من خلالهما الضغط على الفوائض النفطية نحو التراجع وهما قيام كل من دول الجزائر وأنغولا ونيجيريا بتخفيض إنتاجها النفطي وليس السعودية، لا سيمّا وأن الدول الأفريقية – السابق ذكرها – هي التي خسرت سوقها النفطية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، المحور الآخر هو أن لا تقوم المملكة بأي تخفيض للإنتاج وترك الأسعار تتراجع كما تشاء؛ فهذا التراجع من شأنه أن يؤثر سلباً على إنتاج النفط الأمريكي وبالتالي خفض الفوائض النفطية بالأسواق، وهذه الفكرة – أي عدم تخفيض الإنتاج السعودي – استسقتها بعض المصارف الأمريكية من الكلمات التي ألقاها بعض المسؤولين السعوديين في مؤتمرات متخصصة مؤخراً. وأضاف الحجي تاريخياً قامت السعودية بتحمل عبء تخفيض الإنتاج لرفع الأسعار، ولكن الوضع الحالي يختلف؛ لأن جميع الفوائض في الأسواق من النفط الخفيف الحلو، بينما أغلب الخامات التي تصدرها السعودية حامضة، فإذا قامت بتخفيض مستويات الإنتاج فإن أثر ذلك على الأسواق النفطية سيكون أقل من أي وقت مضى.