صدم الشارع الرياضي السعودي بسيناريو قضية لاعب الوسط عوض خميس "رايح جاي" بين قطبي العاصمة، في منظر بعيد عن الاحترافية وثقافة كرة القدم وخرق واضح وصريح لميثاق الشرف بين الأندية، وفوضوية محدقة بعيدا عن الحديث في سلامة موقف إدارة النصر من التجديد للاعب بعد اقل من عشرة أيام من إعلان الجار الهلال التعاقد معه لمدة ثلاثة اعوام. ما حدث لم يكن الأول من نوعه بين الأندية السعودية، فشواهد كثر ومنها ما حدث في صفقتي انتقال لاعب الوسط عبدالعزيز الجبرين للنصر والمدافع سعيد المولد للأهلي وهذا تأكيد على أن مخرجات الاحتراف لدينا مازالت ضعيفة جدا، وتحتاج للكثير من الضوابط الصارمة لإيقاف ما يحدث من "مهازل" في منظومة الاحتراف على الرغم من مرور أكثر من 20 عاما من إقراره في الملاعب السعودية. استمرار حالة الفوضى وعدم احترام الأندية للعقود المبرمة يفقده قوته وشرعيته وسيقوده لطريق مجهول، من خلال استخدام طرق ملتوية وأساليب خارجة عن النص، اتحاد الكرة مطالب في التدخل لإيقاف مثل هذه التصرفات وعدم الالتزام باللوائح والأنظمة والذي تسبب بفتور رياضي عميق من خلال التصيد للثغرات القانونية والبحث عن تحقيق مكاسب معينة بعيدا عن الأخلاقيات الرياضية خارج الميدان، فعدم وضع حد حازم لهذه التصرفات غير الرياضية، يفقد دورينا إثارته، لذلك نحن أمام مطب كبير سيزيد من خسائر الكرة السعودية وسيقلل من سبل تطورها خصوصا وأننا مقبلون على عصر الخصخصة، واستمرار هذه التجاوزات سيعيد الكرة السعودية للمربع الأول. ما تقوم به بعض الإدارات ضرب واضح وصريح لميثاق الشرف بين الأندية، لن يجدي نفعا على رياضتنا، وإنما سيزيد من حدة التراشق الإعلامي والجماهيري، وسيكون فرصة لأندية أخرى للبحث عن الترصد لأخطاء الغير، مما يؤكد بأن الفترة المقبلة ستشهد حدوث تداعيات أخرى. فالكثير من القضايا لا تمثل الاحتراف بشيء، وإنما دليل صريح على وجود خلل كبير داخل المنظومة، لأسباب وعوامل كثيرة أبرزها اللاعب نفسه، الذي لا يفقه معايير الاحتراف الحقيقية، أو رئيس النادي الذي يضرب بالنظام عرض الحائط، عبر اختراق اللوائح كيفما اتفق وبقوة المال، للبحث عن مجد شخصي ليس إلا؟ هذه الأحداث الجديدة على رياضتنا بطريقة أخرى ليست مثال يحتذى به بل هو تصرف بعيد عن الاحترافية ويزيد من سوء التعامل بين الأندية، وانتهاك للوائح، وهدم للفترة الحرة للاعبين. الالتزام بالعقود أمر مهم جدا لرفع سقف تطور كرتنا ولن يحدث طالما استمرت الأندية في الوقوع في صراعات جانبية والبحث عن انتصارات خارج الميدان بالتحايل على القانون وتوقيع عقود مع لاعبي الأندية الأخرى، فالأندية أحد أهم الأطراف المسؤولة إلى جانب اللاعب والجميع يترقب موقف اتحاد القدم وقبل كذلك هيئة الرياضة أمام اختبار صعب لإيقاف هذه الأفعال الرديئة، لأن الخصخصة لن تنجح بهذا الخرق الواضح للائحة الاحتراف وتوقيع اللاعبين ثم تراجعهم عن التعاقدات من باب التحريض او الإغراء أو التنافس بين الأندية الكبيرة، يعد مؤشرا خطيرا ويزيد من حدة التوتر والتراشق بين المدرجات. أن نصل إلى هذه الدرجة من الفكر الرياضي"الأعوج"، وعدم وعي اللاعبين، وابتعاد الأندية عن أدوارها الحقيقية، والبحث عن تسجيل انتصارات خارج الملعب فإننا أمام مستقبل غامض في رياضتنا.