تتعرض الكرة السعودية وتحديداً الأندية بين وقت وآخر للعديد من المشاكل والاساءات ليس من صنع أطراف خارجية يتمنون عدم نجاحها ويسعون لتراجعها دائماً إنما من صنع أطراف يدعون أمام الرأي العام حرصهم على المصلحة العامة والعمل من أجل خدمة الرياضة السعودية ورفع أسعار لاعبيها دون إدراك منهم أن ما يفعلونه لا يعدو كونه عملاً (مشيناً) وخروجاً عن جادة الصواب. وفي نفس الوقت فتح باب (التفرقة) وتمزيق العلاقات الموجودة بين الأندية والدليل ما يحدث من (مزايدات) لم تكن بسبب الحاجة الماسة والبحث عن العناصر الأفضل التي يمكن أن تساهم في خدمة فريق معين إنما من أجل (التخريب) واضعاف الفريق الخصم وإذا كان هؤلاء يدركون أن ما يفعلونه ضد الأندية المنافسة التي تعد جزءاً هاماً من المنظومة الرياضية السعودية هو الصواب بعينه فتلك مصيبة أما اذا كان هؤلاء ينتهجون هذه الأساليب من باب (العناد) والركض خلف كل تحركات يجريها الطرف الآخر من أجل (عرقلتها) وإضفاء صبغة الفشل عليها، فالمصيبة أعظم. لذلك لا بد من تحرك من بيده القرار لايقاف مثل هذه (المهازل) التي كلما اعتقدنا اختفاءها مع رغبتنا واصرارنا بالتقدم إلى الأمام على صعيد الاتحادات والأندية والمنتخبات اكتشفنا أنها مازالت تعشعش في أذهان من ابتليت بهم الرياضة بل يصرون على اتخاذها (شعاراً) لهم في العمل والتعامل دون خجل أو خوف من أحد الأمر الذي (أشاع) الفوضى من جديد وعدم الارتياح بين أعضاء الوسط الرياضي الذي أصبح لا يحتمل المزيد من الخروج عن أدبيات التعامل المثالي وتجاوز الخطوط الحمراء. في معظم الدول يكون العمل والتعامل واضحاً وصريحاً بين فئات المجتمع الرياضي والسبب وجود أنظمة وضوابط واضحة يسير عليها الجميع ولا يستطيعون تجاوزها أما نحن فالأندية لا تحترم اللوائح وكذلك اللجان لدى بعض الاتحادات تعمد إلى (المجاملة) في بعض قراراتها الأمر الذي شجع كل ضعيف (نفس) وغير مدرك للمصلحة العامة على ممارسة (أساليبه) المرفوضة دون مراعاة لأي اعتبارات وعلى هذا الأساس تحول الوسط الرياضي في بعض الأحيان إلى أشبه بالحراج الذي يعتمد على رفع الصوت والازعاج من أجل فرض سلعة معينة. ما يحدث من (مزايدات) تجاه أي (صفقة) أمر غير كونه يخدم العنصر الأجنبي المراد جلبه سواء اللاعب أو المدرب فإنه يسيء لنا ويشوّه صورتنا ويضعنا في عيون من هم خارج الحدود أناساً لا نفقه وانتهازين. وفي نفس الوقت تفضيل أسلوب (اللف والدوران) من أجل إلحاق الضرر بأطراف أخرى أما أولئك الذين يطبلون ويدعون أن في ذلك رفع من شأن الاحتراف ومستوى المنافسة في الاندية لكي يستفيد اللاعب فهم أشبه بالأطرش ليلة الزفة والسبب أن (مصالحهم) مرتبطة في (مصلحة) وتوجّه من يطبلون له ويرفعونه إلى عنان السماء بعبارات المدح والإشارة إلى نجاح أساليب وسلامة مبدأه ولهذا تحول معظم أعضاء الإعلام الرياضي أيضاً إلى حراج في سبيل (اعلى كلمة) من يدفع أكثر ويتكفل بسفريات بعض المراسلين ويسدد عنهم بعض الالتزامات المالية و قبض (المقسوم) عند نهاية كل مهمة يكلفون بها، لذلك فهم لا يعصون له أمراً وإذا خالفوا رغبته فمصيرهم معروف الأمر الذي ضيع الحقيقة وأهدر كرامة صاحبة الجلالة على الصعيد الرياضي . ٭ جزء من تشويه رياضتنا يتحمله الإعلام المسير وبعض المسؤولين في الأندية الذين يحرصون في كل وقت على الاستيلاء على كل إعلامي أو مطبوعة تهدر كرامتها من أجل مصالح مؤقتة وكل ذلك من أجل ترويج أفكار هذا المسؤول وتصويره (بالبطل) الذي لا يوجد له مثيل. ٭ يجب أن نعترف ونقول الحقيقة بكل تجرد ودون خوف من أحد أن المنافسة أصبحت الآن بين بعض الأندية غير (شريفة) ولا تعتمد على مقاييس يفرضها النظام ومصلحة الجميع إنما تعتمد كيف يتم إسقاط المنافسين لا من خلال الفوز خلال ال90 دقيقة إنما من خلال ما يُحاك خلف الكواليس من مؤامرات ومخططات يندى لها الجبين وتذرف لها الدموع حزناً على ضياع (الطاسة). ٭ كل محب وغيور على الرياضة السعودية بكل تأكيد يزعجه ما يحدث في الوسط الرياضي من (أفعال) لا تمت للتصرفات السليمة بصلة وكلما نخشاه أن يتحول ذلك إلى ظاهرة في المستقبل مالم تكن هناك قرارات صارمة تحفظ للوسط الرياضي هيبته وتحميه من سباق «المتلاعبين» مقاضي العيد ما حدث في اليوم الأخير من فترة تسجيل الاحتراف أشبه بما يحدث ليلة العيد أو في اليوم الأخير من العطلة للدراسة حيث (تتزاحم) الأسر على الأسواق والمكتبات من أجل شراء بعض الالتزامات دون القيام بذلك قبل بداية العيد أو الدراسة بفترة كافية بعيداً عن غلاء الأسعار ويبدو أن الأندية أصبحت تسير على هذا النهج حتى صارت تصرفاتها عشوائية وتعاقداتها فاشلة مع بعض اللاعبين رغم الوقت الطويل الذي حددته لجنة الاحتراف في سبيل ترك الأندية تفتش عن اللاعب الأنسب والأفضل سعراً ولكن لا حياة لمن تنادي.. فإدارات الأندية لا تستيقظ إلا في اللحظات الأخيرة للمهلة لذلك ليس من المستغرب أن ترتكب الأخطاء وتشتت جهودها وأموالها بصفقات (فاشلة).. أين الفكر الإداري المبني على الخبرة والمعرفة بعيداً عن ازدواجية المعايير وتشابه الألوان والتردد في اتخاذ القرار وهذا مع الأسف ما هو موجود لدى معظم إدارات الأندية التي تحرج نفسها وتزعج لجنة الاحتراف ولا تهتم بالأيام المحددة للتسجيل.؟!